أقوال البابا القديس أثناسيوس الرسولي عن: القيامة وحياة الفرح
أرجو إن شاء الرب وعشنا أن نترك الحديث عن الفرح في الجزء الخاص به "الحب التعبدي" لكنني أكتفي هنا بالقول أنه بالقيامة تبدد حزن التلاميذ وانطلقت نفوسهم بالفرح الداخلي. فرحهم بالقيامة فرح سري داخلي تتمتع به النفس وتشبع منه دون أن تستطيع أن تعبر عنه بكلمات أو تصرفات معينة. فرحوا رغم علمهم ما سينالونه بعد ذلك من ضيق وألم في الكرازة والتبشير... فرحوا وتهللت نفوسهم رغم توقعهم اضطهاد اليهود الأشرار لهم... لكن إذ قام الرب من الموت أقام نفوسهم فلم تعد تخاف الموت أو الضيق أو الحزن أو شيئًا ما من هذا العالم. لهذا لا عجب إن رأينا رسائل القديس أثناسيوس الرسولي كثيرًا ما تبدأ بالحديث عن ضرورة الفرح ببهجة القيامة رغم بعده عن شعبه وعدم احتفاله معهم.
+ إخوتي... هل جاء عيد الفصح وحل السرور إذ أتي بنا الرب إلي هذا العيد مرة أخري لكي إذ نغتذي روحيًّا كما هي العادة نستطيع أن نحفظ العيد كما ينبغي؟!
إذًا فلنعيد به فرحين فرحًا سماويًا مع القديسين الذين نادوا قبلًا بمثل هذا العيد وكانوا قدوة لنا في الاهتداء بالمسيح لأن هؤلاء ليس فقط اؤتمنوا على الكرازة بالإنجيل فحسب وإنما متى فحصنا الأمر نجدهم كما هو مكتوب أن قوته كانت ظاهرة فيهم لذلك كتب الرسول "كونوا متمثلين بي" (1كو16:4).
+ ليتنا لا نكون سامعين فقط بل وعاملين بوصايا مخلصنا فإن هذا ما يليق بنا في كل الأوقات وبالأخص في أيام العيد إننا بإقتدائنا بسلوك القديسين يمكننا أن ندخل معهم إلي فرح ربنا الذي في السموات هذا الفرح غير زائل بل باق بالحقيقة. . هذا الفرح يحرم فاعلوا الشر أنفسهم منه بأنفسهم ويتبقى لهم الحزن والغم والتنهدات مع العذبات.. والآن فإن أولئك الذين لا يحفظون العيد.. هؤلاء مقدمون على أيام حزن لا سعادة لأنه "لا سلام قال الرب للأشرار" (أش22:48).
+ وكما تقول الحكمة بأن السعادة والفرح منتزعان عن فمهم هكذا تكون أفراح الأشرار أما عبيد الرب الحكماء فقد لبسوا بحق الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله (أف12:4). وهكذا يحفظون العيد حسنًا حتى ينظر إليهم غير المؤمنين ويقولون "إن الله بالحقيقة فيكم" (1كو25:14)...