رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عوامل الدفع وعوامل الجذب: الإنسان العائد إلى الله تعوزه مجموعتان من العوامل، عوامل دفع وعوامل جذب، أما عوامل الدفع فقد تكون تبكيت من شخص ما، أو الخوف من الدينونة أو طاعة مرشد في العودة إلى الله، أو مرارة الخطية، هذه وأمثالها عوامل دفع تدفع الإنسان وتصل به إلى أول الطريق. ليبدأ عندئذ دور المرشدين الروحيين، فيحب الطريق وصاحب الطريق بسببهم، ومثلما حدث مع القديس بولا البسيط الذي دفعته خيانة زوجته إلى البرية الشرقية حيث التقطه القديس أنطونيوس ليجعل منه واحدًا من أشهر آباء الرهبنة الأقباط، هو ذاته الذي حدث مع القديس موسى الذي أمسكه القديس إيسيذورس من يده ليصل إلى الملكوت.. وفي مخطوط تفسير الباراديسوس (تعليق على ما ورد في بستان الرهبان) يرد ما يأتي: قال الإخوة: بكم سبب (الدوافع) تدعو النعمة الإنسان إلى تدبير الرهبنة؟ قال الشيخ: أسباب كثيرة ومختلفة، فمنهم من القراءة مثل الأنبا أنطونيوس وسمعان العمودي، ومنهم من إيقاظ السريرة مثل الأنبا موسى الأسود، ومنهم من سماع الوعظ مثل أنبا سرابيون وأنبا بيسيرين وأمثالهما الذين ردوا كثيرين من اللصوص والزواني بتعليمهم، ومنهم بالمخاوف والأمراض والشدائد مثل أنبا وغريس وفروفيمطس، ومنهم من يدعوه الله من السماء على يد الملائكة كما دعى أرسانيوس. هذا مع بقية الأسباب المختلفة. بعد أن وعظه القديس أسكنه في قلاية ليصلي ويتأمل ويقرر ما يجب عليه عمله، ثم سلمه لمعلمه وهو القديس مكاريوس الكبير الذي تكلم معه قبل أن يعيده من جديد إلى الأنبا إيسيذورس لكي يعمده ويكمل معه ما قد بدأه.. هناك في ذلك المعمل الروحي (القلاية) قرر موسى باكيًا التخلص من حياة الشر والمجون والتخلي عن اللصوصية. |
|