|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرّقاد بالربّ وإكرام الموتى البطريرك غريغوريوس الثالث لحام الجزيل الاحترامإن العبارة الطقسيّة والشعبيّة للموت هي الرقاد. وهذا ما قاله المسيح عن صديقه لعازر "لقد رقد. وكان يتكلم عن رقاد الموت" (يوحنا11: 11-14). القديس بولس يتكلم عن الموت والموتى. ولكن عبارة "الراقدين" هي العبارة التي لها علاقة بالقيامة: "وسيقيم الربّ الراقدين معه، ويقوم أولاً الأموات بالمسيح" (1 تسالونيكي 4: 16). ونتكلّم أيضًا عن رقاد والدة الإله مريم (عيد 15 آب). ويُدعى بالعاميّة "رقاد السيّدة". ونتكلّم عن انتقال يوحنا الإنجيلي الرسول (عيده في 26 أيلول). ونتكلّم عن رقاد القدّيسين. وفي الصلوات نردد عبارة "الراقدين". وفي اناشيد عيد رقاد السيّدة نردّد مرارًا: "في رقادك ما تركت العالم يا والدة الإله. فإنّك انتقلت الى الحياة بما أنّك أمّ الحياة". وننشد أيضًا: " إن اللحد صار سلّمًا الى السماء. والموت صار عربونًا للحياة". هذا هو إيماننا المسيحيّ بالموت، والعبارات الطقسيّة في صلواتنا أروع برهان عليه. فنحن "أبناء القيامة". هذا كان أحد ألقاب المسيحيين الأولين خاصة في القدس. وإن أيقونة القيامة تظهر لنا ذلك بأجلى بيان: إذ نرى فيها المسيح القائم من بين الأموات، والذي وطئ الموت بالموت، يمدّ يده ممسّكًا بيد آدم وحواء، وهما يمثّلان البشريّة كلّها، وكأنه يقول لهما: لك أنت أيضًا قيامة. ويقول الكتاب: "قُم أيّها النائم! فيضئ لك المسيح" (أفسس 5: 14). رتبة الجناز 1- الصلاة في البيت: عندما يرقد أحد أعضاء الأسرة يجب الإسراع في إعلام كاهن الرعيّة بالأمر، لكي يهيّئ المدفن في المقبرة وتجهز الكنيسة لصلاة الجناز، ولكي يأتي للصلاة في البيت على جثمان الراقد. هذا ويجب تحديد ميعاد الدفن مع كاهن الرعيّة. إعتاد الكثيرون من المسيحيّين المؤمنين أن يتناوبوا على الصلاة في البيت حول نعش الفقيد. فيترنّمون بالمزامير والصلوات ويقرأون فصولاً من الكتاب المقدّس. يوضع بقرب النعش البخور والشموع مع إيقونة مريم العذراء أو إيقونة القيامة، رمزًا الى اشتراك الراقد بقيامة المسيح. 2- الزياح الى الكنيسة: يُنقل الراقد الى الكنيسة يتقدّمه الصليب والكاهن حاملاً المبخرة والمشاعل. بينما يترنّم الكاهن والشمامسة والمرنّمون والشعب بالمزمور الخمسين: "ارحمني يا الله..." وبنشيد" قدّوس الله، قدّوس القوي، قدّوس الذي لا يموت. ارحمنا". 3-الجناز في الكنيسة: إن بنية جنّاز الراقدين هي عينها بُنية رتبة جناز السيد المسيح يوم الجمعة العظيمة. إنها أناشيد ترافق الراقد المؤمن الى القيامة. كما يبخّر الجثمان مرارًا، وفي بعض أماكن يمسح بالزيت مما يذكّر بتضميخ جسم السيد المسيح بالعطور. كما يحمل الجميع أو على الأقل أهل الفقيد الراقد الشموع، علامة دخوله الى النهار الذي لامساء له. وإذا أقيم الجناز في أسبوع الفصح أو في الزمن الفصحيّ فتكون أكثر الأناشيد للقيامة. وفي آخر الصلاة يعطي الأهل والحاضرون جميعًا الراقد القبلة الأخيرة: فيتقدمون الى النعش المفتوح طيلة الصلاة، والمتجه نحو الشرق، فيقبّلون الإيقونة التي على صدره ثم يده أو وجهه، ذلك أنّ هذا الجسد قد تقدّس طيلة حياته بقبول الأسرار المقدّسة. وعند القبر، تقام الصلاة الأخيرة ويراق الزيت مع رماد المبخرة على النعش، وكأن الكاهن بذلك يختم النعش، (مثلما فعل الرومان بجسد المسيح) بانتظار مجيء المسيح المجيد والقيامة المجيدة. على هذا الرجاء يعود الأهل والأصدقاء الى البيت- كما تقول رتبة الجناز- شاكرين لله! إذ لا يجوز "ان نحزن كباقي الناس الذين لارجاء لهم"، كما يوصينا بولس الرسول (1 تسالونيكي 4: 13). فنحن أبناء القيامة. ونحن عبر الموت في مسيرةٍ نحو القيامة. ذكرانيّات الموتى والصلاة لأجلهم: تقام ذكرانيّات الموتى في ليترجيا القدّاس الإلهي حيث يُطلب من الكاهن أن يصلّي لأجلهم ويذكرهم في تقدمة القرابين وفي زياحها. كما تُقام صلاة "نياحة" خاصة تلي ليترجيّا القدّاس الإلهي. وذلك في اليوم الثالث والتاسع والأربعين للوفاة وفي ذكرى نصف السنة والسنة وفي ذكرى الموتى العام. وفي هذه الذكرانيات اعتاد المؤمنون أن يقدّموا القرابين لإقامة ليترجيا القدّاس وبعض النقود لمساعدة الكاهن والكنيسة والفقراء. وتقدّم أيضًا صينيّة من القمح المسلوق يسمّى "سليقة" أو "رحمة" توزّع على الحاضرين بعد الصلاة. ويوزّع القربان أيضًا والحلويات. كما يزور المؤمنون قبور موتاهم في هذه التذكارات. وفي بعض الأحيان تقام الصلوات في المدافن. تختلف الشروحات التي تشرح هذه العادات الشعبيّة. فالقديس سمعان التسلونيكيّ (القرن الخامس عشر) يشرحها كما يلي: تقام الصلاة للميت في اليوم الثالث "لأن المتوفى المؤمن أخذ كيانه من الثالوث الأقدس". واليوم الثالث يذكّرنا بقيامة المسيح في االيوم الثالث. أما اليوم التاسع فيذكّرنا بطغمات الملائكة التسع، والمتوفى مدعوّ ليكون مثل الملائكة في تمجيد الله. أما اليوم الأربعون فله أثر في العهد القديم حيث حدّ اليهود أربعين يومًا على موت موسى. ويذكّرنا بصعود المسيح الى السماء بعد أربعين يومًا من قيامته. وهذا اليوم يعني نهاية التطهير وكماله. وأما ذكرى نصف السنة والسنة فقد أضيفا لاحقًا. ومن جهة أخرى فالكتب الطقسيّة تعطي شرحًا آخر لهذه التذكارات: الثالث: في اليوم الثالث يتغيّر منظر الوجه. التاسع: في اليوم التاسع تتمزّق الجبلة كلّها في القبر ويبقى وحده سالمًا. الأربعون: في اليوم الأربعين يفنى القلب ذاته. ملاحظة: (تكوين الجنين في بطن أمّه يصير بطريقة عكسيّة: ففي اليوم الثالث يتصوّر القلب، وفي اليوم التاسع يتجسّد الجسد، وفي اليوم الأربعين يرتسم الى منظر كامل). ذكرى الأموات: وتقام ذكرى الأموات أيام السبوت على مدار السنة. ذلك أن السبت هو يوم الراحة وهو اليوم الذي رقد فيه المسيح "سابتًا في القبر". وهو مقدّمة الأحد ذكرى القيامة. وهذا يعني اشتراك الأموات بموت المسيح وقيامته. وهكذا فكما أن آحاد السنة كلّها مكرّسة لذكرى القيامة، فالسبوت كلّها على مدار السنة مكرّسة لذكرى الأموات (ولذكرى جميع القدّيسين للسبب عينه). بالإضافة الى ذلك يوجد ذكرى خاصة للأموات في سبتين: هما سبت الأموات الواقع قبل أحد مرفع اللحم (وهو يقع 10 أيام قبل بدء الصوم المبارك)، والسبت قبل أحد العنصرة المجيدة. في هذين السبتين تتمّ زيارة المدافن، حيث تُقام ليترجيّة القدّاس الإلهي- إذا أمكن- أو صلوات لأجل الراقدين. ويقدّم المؤمنون القرابين لأجل موتاهم ويطلبون من الكاهن أن يذكرهم بأسمائهم حسب لائحة يقدّمونها. كما تقدّم صينية قمح مسلوق، أو "سليقة". كما يحسن زيارة المدافن في ذكرى وفاة موتانا. والبعض اعتادوا زيارة المدافن والموتى في أسبوع الفصح المجيد وفي الأعياد الكبرى الأخرى، وكأنهم يريدون أن يعايدوهم! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تساعية لجميع الموتى المؤمنين يقع ذكرى الموتى في 2 تشرين الثاني |
يأتي نبوخذنصَّر إلى تمجيد وإكرام ملك السماء |
وصايا احترام وإكرام الوالدين |
التاريخ الكنسي وإكرام رفات القديسين |
عيد الأم وإكرام الوالدين |