|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي، كنيسة المسيح التي هو رأسها يصف لوقا البشير وحدة المسيحيين الأوائل في اورشليم، بهذه الكلمات "وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئًا مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا" (أع 4: 32)، هذا ما امتازت به الكنيسة الاولى بأفرادها وجغرافية الانتشار، وبالشهادة لقيامة المسيح والصلاة والمواظبة على تعليم الرسل، عليه نحن مطالبين ان نتمثل هذا التعليم من أجل اعادة وحدة الكنيسة وديمومة حضورها بجميع مؤمنيها، ولكن بعد المجمع الروحي نيقية 20 مايو 325 (2). بدا مجتمعنا المسيحي بالانقسام والتشظي متنافسين في فهم وتفسير ما أعطاه لنا الرب يسوع من تعليم، متجاوزين به ما أكده التعليم الكتابي بحسب بولس الرسول الذي قال لنا فيه: "وَلكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلًا وَاحِدًا وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ" (1 كو 1: 10). واستمر ذلك وصولا الى ما يُسمّى بانشقاق الشرق والغرب، أو انشقاق العام 1054، هو انقسامٌ أصاب المسيحية ويُعرف الى الآن باسم الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والكنيسة الشرقية الأرثوذكسية، والى يومنا. يُعتبر هذا الانقسام هو الذي اسس للخلافات اللاهوتية والسياسية بين الشرق والغرب المسيحي، والذي تعمّقت هوّته خلال القرون المتعاقبة، ولكن... منذ ذلك اليوم وهناك محاولات التقارب بين الكنيسة الشرقية والكنيسة الغربية، لا تزال مستمرة، لكنها لم تسفر عن أي جديد، فهل تشهد السنوات المقبلة، عودة جديدة تضم كنائس المسيح تحت راية واحدة! د. طلال فرج كيلانو - هولندا |
|