منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 08 - 2022, 01:38 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

موسى وجاءت الشريعة فيما يخص السرقة والسارق






1. السرقة:


اعتبر الله نفسه مسئولًا ليس فقط عن حياة الإنسان وجسده وإنما أيضًا على ممتلكاته، فكل أنانية في حياة إنسان خلالها يُريد أن يقتني لنفسه شيئًا على حساب أخيه يعتبر خطية يرتكبها الإنسان في حق الله نفسه، وقد جاءت الشريعة فيما يخص السرقة والسارق والمعتدي عليه بالسرقة غاية في المرونة بالنسبة لذلك العصر، فعلى سبيل المثال:
أ. بالنسبة للص أو السارق نفسه الذي يعرض حياته وحريته وممتلكاته للضياع إن قتل أثناء سرقته ليلًا لا يعوض عنه بدم، وإذا سرق يلزم بتعويض المعتدي عليه بالضعف إن كانت السرقة في يده، أما إن كان قد تصرف فيها بالبيع أو الذبح فيرد الثور بخمسة ثيران والشاة بأربعة من البقر، ولو باع كل ممتلكاته، أو باع نفسه عبدًا!!



مع كل هذه الصرامة كانت "حياة اللص" موضع اهتمام الله، فإن ضبط اللص يسرق وضرب في النهار حتى مات يطلب دمه من القاتل. فإن الله لا يُريد روح الانتقام بل التأديب! أما بالليل فيفترض أن صاحب الممتلكات كان يضربه في الظلام فإن مات اللص يكون اللص هو المسئول عن نفسه!

ب. لا تقف السرقة عند السطو، ولكنها تتم أيضًا خلال الإهمال، كأن يترك إنسان ماشيته في حقله بلا أسوار فترعى في حقل غيره، أو يوقد نارًا في شوك أرضه فتلتهم محاصيل جاره، أو يأتمنه إنسان على ذهب أو فضة أو حيوان فيهمل في الحفاظ على الأمانة، وهنا يقوم القضاء بالحكم.

ج. في حالة ضياع الأمانة أو موت ماشية مودعة كأمانة أو مستعارة يكون الحكم مرنًا، حسبما يقضي القضاة، وأيضًا حسب إمكانية صاحب الوديعة، فإن كان في عوز يلتزم المودع لديه بالتعويض.

د. اعتبر الله الإنسان ملتزمًا بالمحافظة على ممتلكات جاره خاصة في غيابه، فإذ لم توجد مخازن في بنوك وتأمينات، تعاون الجماعة يسند الكل، فلا يترك إنسان حيوانًا يرعى في حقل جاره ولا يهمل في إشعال نار تلحق الضرر بمحاصيل جاره.

2. الزنا:


سبق الحديث عن جريمة الزنا في الأصحاح العشرين "الوصية السادسة". هنا يتسع مفهوم الزنا ليشمل السحر والذبح لآلهة غريبة. فمن يستخدم السحر كمعين له يكون كالزوجة التي تترك زوجها لتبحث عن آخر يعولها. والذبح للأوثان يكون كالعروس التي عوض أن تقدم حياتها ذبيحة حب لعريسها الأوحد، تسلم قلبها ذبيحة شهوة ونجاسة لآخرين.
يظن البعض خطأ أن الزنا قد حرمه الله لأجل الإساءة إلى أحد الطرفين جسديًا أو اجتماعيًا أو معنويًا أو لطرف ثالث كزوج المعتدى عليها. لكن الشريعة تكشف خطورة الزنا بكونه دنس ونجاسة لا يحتملها الله، فيأمر بقتل من يصنع شرًا مع الحيوان، لأنه يدنس نفسه وجسده بل ويدنس الأرض.



3. الظلم:


لا يحتمل الله ظلم الإنسان لأخيه، خاصة إن كان المعتدي عليه غريبًا أو أرملة أو يتيمًا أو فقيرًا. وقد منع الربا [25]، لأنه لم تكن تستخدم القروض في أعمال تجارية لزيادة الدخل وإنما بسبب العوز حتى اضطر البعض أن يرهن ثوبه الذي يتغطى به... الله يريد رحمة، فلا يسمح لإنسان أن يترك ثوب أخيه رهينة لديه بعد غروب الشمس.
لقد حذرهم من الظلم وذكرهم بجانبين: أنهم ذاقوا الغربة وذلها، فكيف لا يشعرون بألم الغرباء؟! ثانيًا أنه لا يحتمل أن يسمع صرخات المتألمين والمحتاجين فيحمَى غضبه على الظالمين.



4. عدم السب:


يقول: "لا تسب الله، ولا تلعن رئيسًا في شعبك" .
تقوم الكنيسة على الاحترام المتبادل وطاعة الصغير للكبير، فالمؤمن يشعر برعاية الله وعنايته فلا يخطئ إلى الله، وأيضًا يطيع الرؤساء في الرب.



5. سلب حقوق الله:


إذ يتحدث في هذا الأصحاح عن عدم اغتصاب ممتلكات الآخرين (السرقة) وعدم ظلم الغرباء والضعفاء والمحتاجين يتحدث عن عدم سلب حقه في البكور، ليس لأن الله في عوز، لكن لأجل الفقراء والمحتاجين.
تكلمنا قبلًا عن تقديم بكور البنين (راجع أصحاح 13) كعلامة تقديس كل الشعب الله.
والعجيب أنه ليس فقط بالبكور حتى يجد المحتاجين كفايتهم في بيت الرب، وإنما يهتم حتى بالكلاب، فيقول: "لحم فريسة في الصحراء لا تأكلوا، للكلاب تطرحونه" .
هذا من جانب ومن جانب آخر طالبنا بالتقديس له، إيجابيًا بتقديم بكورة البنين وبكورة الحيوانات والمحاصيل، وسلبيًا بالامتناع عن المحرمات والأمور الدنسة: "لحم فريسة في الصحراء لا تأكلوا". وكأن المؤمن في شركته مع الله يُجاهد في عمل الفضيلة وأيضًا في الكف عن الرذيلة، يصنع الخير ويمتنع عن الشر.





1. النفاق وعدالة القضاء:


اهتمت الشريعة بتقديس الجماعة كما بتقديس كل عضو فيها، فإن كان من أجل الجماعة يلزم ألاَّ يتقبل العضو خبرًا كاذبًا ولا يشترك مع المنافق في ظلمة، فإنه أيضًا من أجل تقديس نفسه لا يجري وراء الجماعة إن انحرفت [2] ولا يتحدث بالكذب حتى لا يقتل بارًا [7].
كما يهتم الله بالفقير لئلا يظلمه الناس لحساب الغني: "لا تحرف حق فقيرك في دعواه" [6]، أيضًا يطالبنا في شفقتنا على الفقير لا نظلم الغني: "لا تحاب مع المسكين في دعواه" [3].


2. مساعدة الآخرين والعدالة:


مساعدة الآخرين ليست أمرًا اختياريًا لكنها وصية إلهية إلزامية، لا تقف عند حد الإنسان، وإنما مساندة حتى حمار العدو إن وقع تحت حمله.
إن كان الإنسان -تحت شريعة الناموس- يلتزم ألاَّ يستهين بحمار عدوه إن سقط فماذا تكون بالحري مسئوليته إن أهمل في مساندة نفس عدوه أو أخيه وهو في عهد النعمة؟

وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [إن كان الأمر هكذا بالنسبة لمن يستهين بحمار عدوه، فماذا يكون بالنسبة لمن يحتقر الحيوان المستخدم للأحمال ولا يحتقر نفس عدوه وهي تهلك إنما يستخف بنفس صديقه؟! كيف ينال غفرانًا؟! ].


3. الرشوة والعدالة:


تحذر الشريعة من الرشوة، فإنها تعمي بصيرة الحكماء (المبصرين) وتعوج كلام الأبرار [8].


4. السبت وحقوق الغير:


سمعنا عن السبت في جمع المن (أصحاح 16)، وفي الوصايا العشر (أصحاح 20)، لكنه هنا في الشريعة إذ يتحدث عن حقوق الآخرين يتكلم عن السبت من وجهة نظر جديدة، فليس السبت هنا تقديسًا لحياة الإنسان الذي فيه يذكر الله الذي استراح في اليوم السابع، ولا تذكارًا لخروجه من أرض مصر وأعمال الله معه لأجل دخوله إلى الراحة، وإنما يذكر السبت لأجل حق الآخرين عليك. فيُعطي للأرض سبتًا للراحة (السنة السابعة) فتستريح الأرض ويجد الفقراء طعامًا، وأيضًا وحوش البرية، كذلك يُعطي راحة في اليوم السابع ليس لنفسه وعائلته فحسب وإنما لابن أمته والغريب ولثوره وحماره.


5. الأعياد:


يتحدث سفر اللاويين على الأعياد اليودية وطقوسها بأكثر تفصيل، ولكنه هنا يركز على جانب معين، هو أهميتها في الحياة الاجتماعية، فقد تحدث عن ثلاثة أعياد وتحدث عن ثلاثة أمور:
أ. يأكلون الفطير ليس فقط في عيد الفطير وإنما أيضًا في العيدين الآخرين، وكما سبق أن تحدثنا (أصحاح 12) أن الفطير يُشير إلى "الحياة الجديدة"، وكأن العيد هو فرصة لمراجعة الإنسان حساباته الداخلية وعلاقاته بالآخرين لئلا يكون قد ظلم أحدًا، أو تجاهل حق الفقير أو الغريب.
ب. لا يبيت شحم عيد الرب إلى الغد. هنا يقول "عيدي" [18]، فهو ليس عيد الإنسان، ولكنه عيد الرب فيه يفرح الله بالإنسان. ولعله قصد بهذه الوصية أن يوزع كل ما يملكه بخصوص العيد في ذلك اليوم ولا يترك شيئًا لنفسه أو لعائلته بل يعطيه للمحتاجين.
ج. تقديم البكور وقد تحدثنا عنها قبلًا.
الأعياد الكبرى عند اليهود هي عيد الفطير الذي لا ينفصل عن الفصح (خر 12: 13؛ لا 23: 5)، وعيد الحصاد في بدء موسم الحصاد حيث يقدمون أبكار غلاتهم (لا 23: 15-22؛ عدد 28: 26-31، تث 16: 9-12). وعيد الجمع في نهاية الموسم (عد 29: 12 إلخ؛ لا 23: 34-43؛ تث 16: 13، 43).
يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على وصية الشريعة: "لا يظهروا أمامي فارغين" [15] قائلًا: [إنها تعني ألاَّ تدخل الهيكل بلا ذبائح. فإنه لا يليق بك أن تدخل بيت الله بدون ذبائح؛ فلا تذهب الاجتماع غير مصطحب إخوتك، فإن هذه الذبيحة والتقدمة أفضل من تلك، متى قدمت لله نفسًا معك في الكنيسة].


6. الحضرة الإلهية:


وتعتبر هذه هي الوصية الوداعية، إنه يرسل ملاكه أمامهم ليحفظهم في الطريق ويدخل بهم إلى الموضع الذي أعده لهم [20]. هنا يتحدث عن حضور الله الذي يتنازل ليكون في وسطهم فيصير كملاك مرسل لحمايتهم وقيادتهم والدخول بهم إلى الوعود الإلهية. كلمة ملاك تعني "رسول"، أي يحمل رسالة، حينما ينزل الله إلينا إنما يحمل إلينا رسالة هي من قبله؛ وقد دعى "وجه يهوه" في (خر 33: 15-16).
في هذا إشارة إلى تجسد كلمة الله ونزوله إلينا ليقودنا إلى أورشليم العليا. وكما ختمت الشريعة ووصاياها بهذا الوعد، هكذا ختم السيد حياته على الأرض بذات الوعد أنه يكون معنا إلى انقضاء الدهر. وقد دلل القديس غريغوريوس أسقف نيصصعلى أنه يقصد بملاكه، الرب نفسه، إذ يقول موسى بعد قليل "فليسر السيد في وسطنا" (3: 9) (راجع 33: 16) وكانت إجابة الرب "هذا الأمر الذي تكلمت عنه أفعله" (33: 17).


7. عدم مخالطة الأمم:


هي ليست وصية مستقلة لكنها امتداد للوصية السابقة، فإن كان من الجانب الإجابي يقبلون حضرة الله في وسطهم وتسلمه قيادة حياتهم، فمن الجاني السلبي يرفضون مخالطة الأمم علامة رفضهم لآلهتم، إذ لم يكن يستطيع اليهود أن يميزوا بين الخاطئ والخطية، وبين الشعوب الأممية والحياة الوثنية.

العهد الإلهي والتحرك الكنسي



في الأصحاحات السابقة نرى تحرك الله المستمر نحو شعبه، هو الذي هيأ لهم موسى منقذًا، وهو الذي حرك قلب فرعون، وهو الذي عبر بهم البحر الأحمر وأهلك عدوهم (إبليس وجنوده) وعالهم بالمن السماوي وحولّ مرارة المياه إلى عذوبة إلخ... وأخيرًا قدم لهم وصاياه وشرائعه سندًا لهم، والآن تلتزم الكنيسة بالتحرك نحو الله وبمساندته، فقد جاء هذا الأصحاح يكشف عن العمل الكنسي في الله، والذي يمكن تلخيصه في النقاط التالية:

1. الروح الجماعية
2. رباط روحي لا جسدي
3. دور الشعب
4. دور الفتيان
5. روح التلمذة
6. العمل بروح الصلاة مع الحكمة
7. التقديس بالدم
8. ربط الحياة السماوية بالواقع الزمني
9. موسى على الجبل أربعين يومًا

1. الروح الجماعية:


إن كان موسى "يقترب وحده إلى الرب" [2]، والشعب لا يصعد معه، لكن الله أمر موسى أن يصعد ومعه هرون وناداب وأبيهو وسبعون من الشيوخ [1]. فالكنيسة لا تعرف الانفرادية، إنما يلزم أن تلقى القيادات الروحية بمواهبها المتعددة وأعمالها المتباينة بروح واحدة يلتقي موسى مستلم الشريعة مع هرون رئيس الكهنة وابنيه ناداب وأبيهو ممثلين للكهنة واللاويين ومع السبعين شيخًا يمثلون أراخنة الشعب. في هذا يقول الرسول: "فإنه كما في جسد واحد لنا أعضاء كثيرة ولكن ليس جميع الأعضاء لها عمل واحد، هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضًا لبعض كل واحد للآخر. ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النقمة المعطاة لنا. أنبوة فبالنسبة للإيمان، أم خدمة ففي الخدمة، أم المعلم ففي التعليم، أم الواعظ ففي الوعظ. المعطي فبسخاء، المدبر فباجتهاد، الراحم فبسرور" (رو 12: 4-8).
هكذا يعمل الكل معًا بروح واحد مع اختلاف المواهب، ليس لأحد يفتخر بموهبته على الآخرين، ولا يزدري أيضًا بما وهبه الرب من وزنات! ليعمل لا بروح الكبرياء ولا بصغر نفس!

وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ليتنا نأخذ هذه الأمور في اعتبارنا فلا نحسد ولا نحقد على الذين لهم مواهب أعظم، وفي نفس الوقت لا نحتقر الذين لديهم مواهب أقل ].
2. رباط روحي لا جسدي:

لم يأخذ واحدًا من ابنيه، بل ولا سمعنا عن ابنيه أنهما تسلما مسئولية معينة، إنما أخذ معه هرون وابنيه ناداب وأبيهو [1]. هنا تظهر القيادة الروحية الحية التي تعمل من أجل الله وحده، فلا يسلم ابنيه حسب الجسد أي مسئولية هم غير قادرين عليها، لكنه إذ أمره الله أن يعمل أخوه هرون معه لم يمتنع.
ناداب هو ابن هرون البكر، واسمه يعني "كريم"، وكان أحد الذين كرسوا كهنة للرب، وأبيهو تعني "أب هو". وللأسف مات الاثنان عندما قدما نارًا غريبة أمام الرب (لا 10: 1، عد 26: 61)، ربما لأنهما في حالة سُكْر، على أي الأحوال صار هذان الرجلان مثلين مرعبين لكهنة الرب، فإنهما وإن صحبا موسى وهرون مع السبعين شيخًا ورأوا الرب [9] وتحت رجليه أمجاد سماوية، واشتركا في العمل الكهنوتي منذ بدء قيامه لكنهما حرما نفسيهما من التمتع بالله خلال تقديمهما نارًا غريبة. لهذا لا نعجب إن كان الرسول يحذرنا: "من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط" (1 كو 10: 12)، كما يقول: "أقمع جسدي وأستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (1 كو 9: 27).
3. دور الشعب:


إن كان قد صعد موسى قائد الشعب وهرون كاهنه وابناه، والسبعون شيخًا أراخنة الشعب، لكن لا يمكن أن تقوم الحياة الكنسية على سلبية الشعب، فقبل أن يقدم موسى المحرقات وذبائح السلامة للرب وقبل أن يرش الدم على المذبح والشعب تحدث معهم عن "كل الأقوال التي تكلم بها الرب" وقبلوها بكل رضى [3]. من أجل الشعب جاء موسى، ومن أجلهم أقيم الكهنوت والأراخنة... لذلك فلهم الكلمة الأولى والمباشرة في علاقتهم مع الله.
في الكنيسة يقوم الشعب بدور إيجابي، فلا تعرف الكنيسة القداسات السرية، وإنما يلزم اشتراك الشعب علانية مع الكهنة في الخدمة.
وكما يصلي الكاهن من أجل الشعب، يطلب الشماس من الشعب أن يصلوا عن الأب البطريرك وكل طغمات الكهنوت. ويلتزم الشعب بالشهادة أو الكرازة بالإنجيل بكونهم رسالة المسيح المقروءة من جميع الناس .
4. دور الفتيان:

"وأرسل فتيان بني إسرائيل فأصعدوا محرقات وذبحوا ذبائح سلامة للرب من الثيران" [5].
ليس فقط يقوم الشعب بدور إيجابي في الحياة الكنسية، وإنما أعطى موسى اهتمامًا بالفتيان الذين أرسلوا لإصعاد محرقات وذبائح سلامة للرب. فدور الفتيان لا يقف عند الاستماع والطاعة لكنهم يحملون عملًا أساسيًا في حياة الكنيسة.
الله يطلب محرقات الحب وذبائح السلامة منك في أيام شبابك، لذا يقول الكتاب: "أذكر خالقك في أيام شبابك" (جا 12: 1).
5. روح التلمذة:

"قام موسى ويشوع خادمه، وصعد موسى إلى جبل الله" [13].
رأى القديس أمبروسيوس في التصاق يشوع بموسى صورة حيَّة للتلمذة، فإن القائد الناجح هو الذي يُقدم للكنيسة تلاميذ للرب، ويعرف نجاحه بعد رحيله إن كان قد ترك من يكمل الرسالة الإلهية أم انتهى عمله برحيله.

يقول القديس أمبروسيوس عن يشوع: [كان ملاصقًا لموسى الطوباوي في كل موضع، وسط كل الأعمال العجيبة والأسرار الرهيبة... ما أجمل الوحدة بين الشيخ والشاب. أعطى الأول شهادة (لوحي الشريعة) وقدم الآخر راحة (أرض الموعد). قدم الواحد قيادة والآخر سعادة... أحدهما تحكم في البحر والآخر في السماء (يشوع 10: 12)].

6. العمل بروح الصلاة مع الحكمة:

التصق هرون بحور ، فكانا يعملان معًا حين كانا يسندان يديّ موسى أثناء حرب يشوع ضد عماليق (17: 12)، وها هما يعملان الآن في القضاء لدعاوي الشعب أثناء غياب موسى.
هرون يمثل الكهنوت، أما حور فهو من سبط يهوذا جد بصلئيل الذي قال عنه موسى: "دعا الرب بصلئيل بن أوري بن حور... وملأه من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة" (خر 35: 30-31). فكأن حور يمثل الحكمة الإلهية. فإن كان موسى يبسط يديه كان يمثل الصليب، فإن هذا الصليب قام على عمل المسيح الكهنوتي وحكمة الله لخلاصنا. هنا أيضًا في غياب موسى يترك هرون وحور للقضاء في دعاوي الشعب، وكأن الكنيسة يلزمها في رعايتها للشعب أن يجتمع العمل الكهنوتي المملوء حنوًا وترفقًا مع الحكمة في التدبير.
7. التقديس بالدم:

لا يمكن أن يقدم العمل الكنسي إلاَّ خلال المذبح والذبيحة، لهذا بكر موسى في الصباح وبنى مذبحًا في أسفل الجبل واثني عشر عمودًا لأسباط إسرائيل الاثني عشر، فلا وجود لهذه الأسباط إلاَّ خلال المذبح... ولا تقديس لهم إلاَّ برش نصف الدم على المذبح والنصف الآخر على الشعب. خلال دم الذبيحة الحقيقية، دم السيد المسيح يدخل الشعب إلى الأقداس، وكما يقول معلمنا بولس الرسول: "فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقًا كرسه لنا حديثًا حيًا بالحجاب أي جسده، وكاهن عظيم على بيت الله. لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشه قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي..." (عب 10: 19، 21).
8. ربط الحياة السماوية بالواقع الزمني:


ظهر لهم الرب وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف وكذات السماء في النقاوة [10]، كأن الله أراد من العاملين في الكنيسة جميعًا أن يحملوا الطبيعة السماوية والفكر السماوي، لكن دون تجاهل لواقعهم الزمني واحتياجات أجسادهم، إذ يكمل الكتاب قائلًا: "فرأوا الله وأكلوا وشربوا" [11].
هكذا يليق بنا كخدام الله أن نراه ونتشبه له ونحمل أفكاره فينا، دون أن نتجاهل احتياجات جسدنا الضرورية من مأكل ومشرب في حضرة الرب!!!
9. موسى على الجبل أربعين يومًا:

تحدثنا قبلًا عن السحاب وظهور مجد الله كنار آكلة، لكننا لننظر الآن إلى موسى وهو على الجبل "أربعين نهارًا وأربعين ليلة" [18].
يرى القديس أغسطينوس أن رقم 40 يُشير إلى كمال حياتنا الأرضية أو الزمنية، وكأنه يليق بالمؤمن أن يقضي كل أيام حياته على جبل الله، أي في شريعة الله ووصاياه، يتأمل مجد الرب وينعم باللقاء معه وجهًا لوجه. وكما صام موسى الأربعين يومًا هكذا يعيش المؤمن الحقيقي في حياة الزهد كل أيام غربته، ليس من أجل الزهد في ذاته إنما لأجل ارتفاع قلبه لحياة الشركة مع الله والتطلع المستمر له.
أو بمعنى أدق نقول مع العلامة ترتليان: [صام موسى وإيليا أربعين يومًا وعاشا على الله وحده]، أي صار طعامهما المشبع!

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مثل رب البيت والسارق (ع 42-44)
موسى والوصية الثامنة: عدم السرقة
موسى وغاية الشريعة
موسى والحاجة إلى الشريعة
ثوار التحرير يطردون أنصار"موسي" من الميدان..وحالة من الكر والفر بمحمد محمود


الساعة الآن 10:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024