|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شهادة العقل والمنطق لصحة الإنجيل قصة: نحن الآن في قرية بيراب بجوار ملوى في صعيد مصر.. كنيسة القرية تتميز بالبساطة، فهي مبنية بالطوب اللبن خالية من المقاعد الخشبية ومفروشة بالحصر المصنوع من نبات البردي، وينتظر أمام البيعة جمهور كبير. ثم جاء جمل يتبعه آخر وعلى كل جمل هودج، فهبطت من الجمل الأول العروس الجميل مورا ترفل في ملابسها البيضاء، ومن الجمل الثاني هبط العريس الشماس تيموثاوس بجلبابه الجديد، وهو شاب جميل الطلعة.. تم الإكليل وسط فرحة وبهجة أبناء القرية البسطاء، ووقف تيموثاوس وعروسه بعد أن صارا جسدًا واحدًا يستقبلون التهانى، وعادت الجمال تحملهم إلى عش الزوجية السعيد. ولم تمضى إلاَّ أيام قلائل حتى هجم على الكنيسة مجموعة من الجنود الرومان الأقوياء.. يدوسون حرمة الكنيسة، ويبحثون بين مكان وآخر.. عما يبحث هؤلاء الجنود؟! إنهم يقبضون على القيّم الرجل البسيط صانع القربان ويشبعونه ضربًا.. لماذا يضربونه؟! أنهم يتجهون إلى بيت تيموثاوس الشماس، ويقبضون عليه يذيقونه العذاب أشكالًا وألوانًا حتى يقرَّ ويعترف دون جدوى.. لماذا كل هذا..؟! أنهم يبحثون بكل وسيلة ووسيلة عن الكتب المقدَّسة، ولماذا؟.. لكيما يحرقونها بالنار تنفيذًا للمرسوم الإمبراطوري الصادر من الإمبراطور دقلديانوس.. قادوا الشماس إلى اريانوس الوالي الذي حاول ملاطفته لكيما يسلّمه الكتب المقدسة. الوالي: من أنت؟ وما هو عملك؟ الشماس: أنا مسيحي، واعمل قارئًا في الكنيسة. الوالي: وما اسمك؟ الشماس: تيموثاوس الوالي: فأنت الوحيد إذا في قريتك الذي يحتقر أوامر أباطرتنا العظام الذين يأمرون بموت من لا يضحى للآلهة الخالدة. الشماس: ربما.. لكن على كل حال أنا في روح الله ولن أضحى أبدا. الوالي: انظر جيدًا ها آلات التعذيب أمامك. الشماس: ألا ترى الملائكة التي يرسلها الله لمعونتي؟ الوالي: سلّمنب كتبك المقدسة لأقف على ما فيها من منفعة. الشماس: أيمكن أن يسلم أب أولاده بنفسه لعدو مهلك؟ ثم بدأت سلسلة العذابات الرهيبة، وحاول الوالي خداع مورا وإغرائها لتثنى زوجها عن عزيمته ووعدها بأنهما إذا سلّما الكتب المقدَّسة فإنه سيطلق سراحهما، تزينت مورا بملابسها الجميلة ووضعت الروائح العطرة على جسدها، ودخلت على تيموثاوس وهم يعذبونه وقد ربطوا رجليه وعلَّقوه مثل الذبيحة وأبونا باسيليوس يقف بجواره يشجعه، وعندما وصلت مورا لتيموثاوس أظهر اشمئزازه لأنه أدرك ما وراءها، فأدركت هي ما سقطت فيه من ضعف، وندمت في نفسها وصارت تشجعه على احتمال الآلام، وفشل الوالي اريانوس، وأعلن فشله عندما أصدر أمره بصلبهما على صليبين متقابلين. (42) |
|