رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (مت25: 21، 23) «نِعِمَّا (حسنًا فعلت) أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! ... ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» ... ما أحلى هذه الكلمات التي يتمنى كل واحد فينا أن يسمعها! إنها عبارة ذكرها السيد الرب، عندما تكلم عن مَثَل الإنسان الذي سافر، وقبل سفره أعطى عبيده وزنات لكي يتاجروا بها حتى يعود. وعندما رجع من سفره جَمَعَ عبيده ليحاسبهم عما فعلوه بأمواله (مت25: 14–23). جاء الذي أخذ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وقال: «يَا سَيِّدُ ... هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا». والذي أخذ الْوَزْنَتَيْنِ قال: «يَا سَيِّدُ ... هُوَذَا وَزْنَتَانِ أُخْرَيَانِ رَبِحْتُهُمَا فَوْقَهُمَا». فقال السيد لكل منهما: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ». تُرى ما هي الرسالة التي يُريد الرب أن يُوصلها لنا من خلال هذا المَثَل: أولاً: علاقة الإنسان بالله في هذا المثل نرى جانبًا من جوانب علاقة الإنسان بالله. فلقد ميَّز الله الإنسان بمواهب متنوعة، ليستخدمها كوكيل عنده لتحقيق هدفه وخطته على الأرض. ولكن الانسان فشل في ذلك نتيجة سماعه لأكاذيب إبليس. لذلك كان أحد أهداف مجيء ربنا يسوع المسيح إلى العالم هو أن يُعيد الإنسان إلى وضعه الصحيح. ووضعنا الجديد هو «أَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ، لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ للهِ» (1كو6: 19، 20). ولكي يُتمّم الرب عمله فينا وبنا، أعطانا مواهب روحية مختلفة «لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا» (رو12: 6)، وأصبحت علينا مسؤولية أن نكون أمناء في استخدامها بالطريقة الصحيحة، مطبِّقين القول: «لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً، يَخْدِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ» (1بط4: 10). ثانيًا: «كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا للهِ» (رو14: 12) بالتأكيد كلنا نشتاق ونتوقع مجيء الرب الثاني الذي وعد به كنيسته «أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يو14: 2، 3)، ولكن هل نتذكر أنه بعد أن يتم الاختطاف، ونلاقي الرب في الهواء، سيتبع ذلك الوقوف أمام كرسي المسيح لنُعطي حسابًا «لأَنَّنَا جَمِيعاً سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ ... فَإِذًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا للهِ» (رو14: 10-12). هل أفكِّر كيف سيكون موقفي في ذلك الوقت؟ وهل أستطيع أن أقول مع بولس الرسول: «قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ» (2تي4: 7)؟ هل أستطيع أن أقول مع العبد الأمين: «يَا سَيِّدُ ... وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا ... وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا» (مت25: 20-22)؟ وهكذا أفرح وابتهج وأنا أسمع منه هذه الكلمات العظيمة: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ». إنها مسؤولية هامة وخطيرة. فلنتأمل قول الرسول يوحنا: «إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ» (1يو2: 28). وليتنا دائمًا نمتحن أنفسنا، وخاصة في استخدام الوزنات والمواهب ليكون كل منا هذا «الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ». وعندما يأتي الوقت وأقف أمام كرسي المسيح أفرح ولا أخجل. |
|