كان إرميا النبي يتحدث عن قرب الله من كل البشرية وخطته الإلهية نحو كل الأمم، فقد أعطى اهتمامًا خاصًا باختيار شعبه مجانًا، بلا فضل من جانبه. لقد دعي إسرائيل بكر حصاد الله (إر 2: 3)، أي يتقبله عن البشرية كلها كأنه بكور الكل؛ وميراثه المقدس (إر 12: 7-9)؛ وكرمه (إر 12: 10)، وقطيعه (إر 13: 17)؛ وعروسه (إر 13: 10 إلخ)، ومحبوبته (إر 11: 15؛ 12: 17)، لهذا يطلب منها أن تسلك كما يليق بكرامتها وحبه لها (إر 2: 2 الخ؛ 6: 16الخ)، إذ دخل معها في عهد خاص (إر 7: 23؛ 11: 4؛ 24: 7؛ 31: 33).
الله - كما تحدث عنه إرميا النبي - هو إله الحب الذي لا ينسى حب صبا شعبه (إر 2: 12؛ 3: 19)، إله رحوم (إر 3: 21الخ)، يهتم بإسعادها ويعمل لحساب مستقبلها ويهبها رجاءً. لا يتوقف عن تكرار الدعوة لها لكي تعود إليه، فهو يترقب مجيئها بترحاب بالرغم من كل شرورها وآثامها... مستعد أن يصفح بلا عتاب إن رجعت يقبلها إليه.