* بطرقٍ أخرى أيضًا ينتفع الذين يعيشون حياة الفقر، لأنهم بعدم تركيز قلوبهم على المذخَّر هنا على الأرض، يلتحفون بملكوت السماء، ويتمِّمون بوضوح تصريح المرتل داود النبي القائل: "صرتُ كبهيمٍ عندك" (مز 73: 22). لأنه كما أنّ الحيوانات الأليفة في أدائها لمهامها الخاصة تكتفي بالغذاء الذي يُبقي على حياتها فحسب؛ هكذا أيضًا الذين يعيشون الفقر يعتبرون أن استعمال الفضة أمرٌ تافه، ويؤدّون أعمالهم اليدوية لأجل غذائهم اليومي وحده. هؤلاء يمتلكون أساس الإيمان، ولأجلهم تكلّم الرب عن عدم اهتمامهم بالغد قائلًا: "اُنظروا إلى طيور السماء، إنها لا تزرع ولا تحصد ... وأبوكم السماوي يقوتها" (مت 6: 26). وبهذا الكلام يتشجّعون (لأن الله هو الذي قاله)، وبثقةٍ يهتفون بكلام الكتاب: "آمنتُ لذلك تكلّمت" (مز 116: 10).
القديسة الأم سنكليتيكي