|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وبينَما هُنَّ ذاهِباتٍ لِيَشتَرينَ، وَصَلَ العَريس، فدخَلَت مَعَه المُستَعِدَّات إلى رَدهَةِ العُرْس وأُغلِقَ الباب تشير عبارة "وصَلَ" في الأصل اليوناني ἦλθεν إلى مَجِيئِهِ، أَو وُصُولِهِ، مُسْتَعْمِلًا الفعل اليوناني نَفْسَهُ بِصِيَغٍ مُخْتَلِفَة. لا بُدَّ من أن يأتي المسيح وإن أبطأ قدومه. وقد أَشَارَ يَسُوعُ إلى هذا الفعل فِي نُبُوَّتِهِ على الدَّينونة الأخيرة في الفصلين 24-25 ثَمَانِيَ مَرَّات. أمَّا عبارة "رَدهَةِ العُرْس" فتشير إلى الملكوت الأبدي، ويُعلق القديس قبريانس "المسيح نفسه، أيها الإخوة الأحباء، هو ملكوت الله الذي نشتاق إليه من يوم إلى يوم لكي يأتي". أمَّا عبارة "العُرْس" فتشير إلى احتفالات الزَّفافُ والتَّزويجُ التي قد تدوم أحيانا سبعة أيام. أمَّا عبارة "فدخَلَت مَعَه المُستَعِدَّات" فتشير إلى الحكيمات اللواتي وصلن إلى الهدف، وأصبحن في أمَّان ولا يستطيع أحد أن يخطفهن، وقد أكّد ذلك يسوع بقوله "فَقدِ اختارَت مَريمُ النَّصيبَ الأّفضَل، ولَن يُنزَعَ مِنها" (لوقا 10: 42). سيأتي العَريس ويأخذ عروسه لتكون معه (يوحنا 17: 24). فالعَذارى الحكيمات يرمزن إلى الذين هم أهلٌ لمُلاقَاة العَريس؛ لأنَّهم يحبونه ويلتمسونه ويسهرون من أجله. فمشاهدة العَريس مُتيسرة لهنَّ ووجدانه سهل عليهنَّ. والعَريس يتمثل لهنَّ ويلقاهنَّ، كما يُوضِّح سفر الحكمة "لأَنَّ الَّذينَ أَهلٌ لَها هي الَّتي تَجولُ في طَلَبِهم وفي سُبُلِهم تَظهَرُ لَهم بِعَطْف وفي كُل خاطِرٍ يَخطر لَهم تأتي لِمُلاقاتِهما" (الحكمة 6: 16). إن الحكيمات مستعدات لملاقاة العَريس، إذ غسلنا ثيابهن بدم الحمل ولبسنّ ثوب برَّه وتجدَّدن بروحه القدوس "فمَن آمَنَ واعتَمَدَ يَخلُص، ومَن لَم يُؤمِنْ يُحكَمْ عَليه " (مرقس 16: 16)؛ تتمتّعن الحكيمات بالحياة الدَّاخليّة الجديدة كحياة شركة واتّحاد مع العَريس. وأمَّا عبارة "أُغلِقَ الباب" فتشير إلى فرح الدَّاخلين وراحتهم وامْنهم ومنع دخول غيرهم. وهو يدل أيضا على ثبات القرار وانتهاء زمن التَّوبة وطلب الغفران، ويعلق القدّيس ثيودورس الأستوديّ بقوله "ينبغي إذاً السَّهر وترويض النُّفس على الرَّصانة وتأنيب الضَّمير والتَّقديس والتَّنقية والاستنارة، لتفادي أن يُغلِق الموتُ البابَ أمَّامنا وألّا نجد أحدًا ليفتح لنا ويساعدنا". فقد قلبَ إبطاء العَريس فرح العُرس إلى مأساة. أمَّا عبارة " الباب" فتشير هنا إلى مدخل الرَّحمة بربنا يسوع " أَنا الباب فمَن دَخَلَ مِنِّي يَخلُص يَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرْعًى" (يوحنا 10: 9)، وهو الذي يدخل به الإنسان من الخَطيئة إلى القداسة، ومن العداوة إلى المصالحة، ومن الموت إلى الحياة، ومن الشَّقاء إلى السَّعادة. ويظل هذا الباب مفتوحًا للعالم بأجمعه إلى مجيء المسيح ثانية، ويبقى مفتوحا لكل إنسان إلى ساعة موته. ويستثنى من ذلك من جذَّف على الرُّوح القدس "أمَّا مَن جَدَّفَ على الرُّوحِ القُدُس، فلَن يُغفَرَ لَه"(لوقا 12: 10). ويسمًّى هذا الباب أيضا "باب الرَّحمة وباب الرَّجاء وباب الخَلاص" وللمسيح سلطان عليه بدليل قوله " مَن يَفتَحُ فلا أَحَدَ يُغلِق، ويُغلِقُ فلا أَحَدَ يَفتَح" (رؤيا 3: 7). ويُغلق أمَّامَ كلِّ إنسانٍ عند موته، ويُغلق أمَّام العَالَم يوم الدَّينونة "فيَذهَبُ هؤُلاءِ إلى العَذابِ الأَبديّ، والأَبرارُ إلى الحَياةِ الأَبدِيَّة " (متَّى 25: 46). والآية تلفت الانتباه إلى واجب السَّهر والاستعداد لمجيء العَريس. وهو لبُّ القصيدة وجوهر المَثَل. |
|