|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل الموت هو رجاءالمسيحي؟ لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ ( في 1: 21 ) ينظر الناس إلى الموت نظرات متعددة، ويختلفون في فهمه وتقييمه، حتى الفلاسفة والعلماء وقفوا إزاءه واجمين، يلفهم الجهل في مدى بُعد هذا الموضوع الخطير، الذي يُنهي حياة البشر. وعندما أرادوا خوض غماره، راحوا يخبطون خبط عشواء، دون أن يفهموا جوهره، إذ لم يلتفتوا إلى منبع المعرفة ومصدر الحق؛ الكتاب المقدس. إذًا ما هو الموت؟ ما حقيقته؟ رحلة أبدية في المجهول؟ مصدر رعب مليء بالهواجس والتصورات المُخيفة؟ أمر عند بابه تتحطم الآمال وتموت الطموحات؟ ملك الأهوال ترتعد منه الفرائص وترتجف له الرُكب؟ الحقيقة الحتمية القاسية، التي يرفضها جميع البشر، لكنهم ينساقون إليها مُرغمين؟ هكذا هو الموت في نظر غير المؤمنين: نهاية تقضي على التطلعات وتقتل الأهداف، وطريق ترصفها المخاوف، ويُعبِّدها اليأس، ويظللها المصير الخفي. لكن كيف ينظر المؤمنون الحقيقيون إلى الموت؟ إذا كان الموت عند الناس أفدح خسارة، فهو عند المؤمنين أعظم ربح. يعتبره الرسول بولس ربحًا، وتحقيق أشواق، وفرح الروح في لقاء المسيح، فيقول: «لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح». والموت باب ولا أروع ولا أوسع، يُفتح على مصراعيه عندما يرقد المؤمن لكي تدخل روحه الفردوس؛ خادم أمين يقف مستعدًا لفتح باب الأبدية السعيدة لكل مؤمن يترك الأرض، منتقلاً إلى السماء. لكن رجاء المسيحي يتجاوز الموت. فالأبدية المجيدة والتمتع بالمسيح، هو حيث يتركز الرجاء الحقيقي. والوعد العظيم الذي يُعزي المؤمنين فيسترخصون الحياة الدنيا، تائقين إلى المجد، مُنصرين السعادة الأبدية، لأن الرب – بفمه الكريم – قال لتلاميذه: «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» ( يو 14: 3 ). كما قال لأبيه: «أيها الآب أُريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي الذي أعطيتني» ( يو 17: 24 ). يا له منظرًا أبديًا عجيبًا! عندها يُطلق لسانه بالترنيم الذي لن ينقطع أبدًا. إذ تنقضي الأيام كالحُلـم في المنَامْ أُشاهدُ المسيـحْ بجنبهِ الجريـحْ هناكَ أستريـحْ وأسعـدُ |
|