|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قَدْ رَأَيْتُ الشِّرِّيرَ عَاتِيًا، وَارِفًا مِثْلَ شَجَرَةٍ شَارِقَةٍ نَاضِرَةٍ. عَبَرَ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ بِمَوْجُودٍ، وَالْتَمَسْتُهُ فَلَمْ يُوجَدْ. عاتيًا: جبارًا. وارفًا: صفة للشجرة الممتدة ذات الأفرع والأوراق الكثيرة، والظل المتسع. شارقة: شجرة تنمو في موطنها الأصلى وعلى مجارى الأنهار. فهي شجرة طبيعية تنمو بقوة في تربتها الأصيلة. ناضرة: مملوءة حيوية. الشرير يتعاظم في مجد كبير على الأرض كجبار، وله سلطان كبير مثل الشجرة الوارفة التي تغطى على غيرها، ولكن كل هذا مؤقت، وينتهى سريعًا أثناء حياته على الأرض، أي يبدل حاله، ويفقد عظمته ويصير ذليلًا، كما حدث مع نبوخذنصر ملك بابل العظيم عندما طُرد من مملكته وعاش كالحيوانات. وقد تمتد عظمته على الأرض طوال حياته، ولكن يكون له العذاب في الأبدية، ولا يوجد في حضرة الله. الشرير يبدو قويًا كالشجرة التي تنمو في موطنها الأصلى، وتشرب من مياه الأنهار القريبة منها، وتمتلئ حيوية، ولكن كل هذا ظاهرى لأن في داخل الشرير اضطراب، فهو فاقد سلامه رغم مجده الخارجي. إن حياة الشرير إن قيست بالأبدية فهي لا شيء، وتشبه شخصًا عبر سريعًا واختفى، فهو بلا قيمة أمام الله، رغم إبهاره للناس حوله في حياته على الأرض، لكن ليس له وجود أمام الله؛ لأنه لم يعرف الله ولا عاش نقيًا، ولم يعمل الخير. وكذلك البار لا يلتفت للشرير مهما كان مجده، إذ يرى أفعاله الشريرة التي لا تبنى ولا تفيد. من يتكبر ويتعاظم تنتهي حياته سريعًا ويظهر ضعفه، مثل فرعون مصر أيام موسى؛ الذي تكبر على الله، فضربه الله بالضربات العشر، ثم غرق في البحر. |
|