رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"مَعَ أَنَّهُ لاَ ظُلْمَ فِي يَدِي، وَصَلاَتِي خَالِصَة"ٌ. [17] بقيت شهادة ضميره باستقامة لا تفارقه، إذ لم يذكر أنه ارتكب ظلمًا في حق إنسانٍ ما، ولا رفع صلاةً من أجل أمورٍ زمنيةٍ، ولا بسط يديه للصلاة وقد دنسهما بظلمٍ ما. * "لم يكن في يده ظلم" (أي 16: 17)، قيل عن المخلص في الكتاب المقدس الموحي من الله: "لم يفعل إثمًا، ولا وجد في فمه غش" (إش 53: 9), "كانت صلواتي نقية"، إذ كان المخلص نقيًا حتى من الغضب والسخط. كان واضحًا لليهود الذين صلبوه أنه صلى: "يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 34). لذلك كان أيوب نبيًا وحاملًا لله، هذا الذي استطاع بكلمات يقينية أن يرى آلام المسيح كما لو كانت قدامه. لهذا تكلم عن شخصه بقصد إظهار الآلام لأسلاف الشعب اليهودي حتى صار ممكنًا للناس إدراكها جيدًا، بعد ذلك قدم لنا ذات الحدث. لم يقدم حديثه البار عن افتخار، وإنما ليقود أصدقاءه، وكل الأجيال التالية للإقتداء به. في حديثه ترك لنا ختمًا صالحًا، صلواته النقية. إنها تعزي وتعين الصديقين على نقاوة الصلاة، إذ يتأهلون للإيمان. إنهم يحفظون الصلاة النقية بنفس الطريقة التي يفهمها بولس أيضًا: "أريد أن يصلي الناس في كل موضعٍ، رافعين أيادٍ مقدسةٍ، بدون سخط أو ريب" (1 تي 2: 8). لأن الصلاة تكون طاهرة عندما تكون الأيدي طاهرة من الطمع ومن كل وصمة. لنعرف هذا، كيف يكون الإنسان بارًا ما لم يكن ذلك بسبب إنسانه الداخلي (رو 7: 22) المتحرر من الضغينة، ولا يسقط في الشك عندما يصلي. فإننا نتكلم مع الله نفسه، ونقترب إلى الملك العظيم الذي يغسلني تمامًا من إثمي، ويطهرني من الخطية (مز 51: 3). الأب هيسيخيوس الأورشليمي إنه يمنح حنو شفاعته حتى للذين مارست أياديهم الألم، فإن ذات دم مخلصنا الذي سفكه مضطهدوه في ثورتهم صاروا يشربونه بعد إيمانهم به، معلنين أنه ابن الله. البابا غريغوريوس (الكبير) القديس أغسطينوس إنه هو القابل كل الصلوات والطلبات، لا تدخل صلاة لأبيه بدونه، ولا تخرج عطية منه إلا بيديه... لقد قبل صلاة حنة في هيكل القدس، وخرج إليها بالمراحم من بيت أبيه. لقد أنصت إلى صلاة يونان في جوف الحوت، وأدخلها إلى أبيه كتقدمة. لقد أنصت إلى الفريسي والعشار في هيكل القدس، لما قاما للصلاة وسمع الطلبة... إنه يسمع لجميع المسكونة، ولا ينسى أن يقدمها كما خُدمت... * الصلاة النقية تجد طريقها لدى الله، فهي تتحدث إليه، تسمعه وتثق فيه. * لا تضجر في طلبك. لا تفكر بأن طلبك يعود فارغًا. لا تقل: طلبت كثيرًا ولم أجد، ولعلني لا أجد أبدًا . القديس مار يعقوب السروجي |
|