رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من يُريد أن يفهم فكر الكنيسة الصحيح
+ عليه أن يغوص في الإنجيل بتأني وصبر عظيم ويجلس مطولاً في مخدع صلاته طالباً معونة القوة العُليا والبصيرة الروحية، حتى يدخل أولاً في حرية معرفة الحق، لأن معرفة الحق = ان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً، وتعرفون الحق والحق يُحرركم، فمعرفة الحق = حرية، ثم بعد ذلك يتجه نحو كتابات الآباء مختبري حياة التقوى، وعليه أن لا يتفلسف إنما يترك الروح القدس يوجه قلبه لما هو نافع وباني لحياته الشخصية، طالباً روح تمييز وإفراز لكي يسير بخطوات ثابتة واعياً لعمل الله منفتحاً على الكنز السماوي.
لأنه بدون أن يكون لكم شركة حقيقية مع الله بالتوبة والإيمان العامل بالمحبة فلن تنفعكم لا كتب آباء ولا أي شيء مهما ما كانت قوته وعمقه واتساعه، فقبل قراءة كتب الآباء وأي معرفة لاهوتية وكنسية ابدأوا بالتوبة والإيمان وادخلوا مخادعكم وتربوا تحت سلطان كلمة الله، اتركوها تعمل في قلوبكم ولا تفلسفوها وتهتموا بشرحها أولاً، بل اخضعوا لها واتركوها تعمل فيكم، وهذا يكون بالطريق الشرعي وهو الصلاة والطلبة وقرع بابها الرفيع. فكثيرون دخلوا من باب المعرفة وحشروا عقولهم بالأقوال والمفاهيم الروحية واللاهوتية والآبائية لكنهم سقطوا سريعاً وتاهوا ولم يستطيعوا أن يفرزوا ما بين الغث والثمين، بل وبعضهم ضُرب بكبرياء القلب وداء العجرفة، فضلوا دون أن يدروا عن شركة القديسين في النور، لأن حينما نرتبط بالرأس طبيعياً نرتبط بالأعضاء، أما لو انقطعنا عن الرأس وتركنا المعرفة تدخل عقلنا وتكون هي شهوتنا فأننا لن نرتبط بالأعضاء ولن نعرف الكنيسة، لأن الكنيسة لا تُعرف بمعزل عن شركة المسيح الرب رأسها، فمن ارتبط بالرأس وثبت فيه، فأنه يرتبط تلقائياً بالكنيسة، ومن انعزل عن الرأس انعزل طبيعياً عن الكنيسة، حتى ولو كان يخدم فيها ويعرف كل تعبيراتها اللاهوتية، حتى لو صار مُعلماً عظيماً فيها بل ولو صار مُعلِّم للعالم كله.
ولا تصدقوا من يتحدثون عن أهمية المعرفة بحسب الكتب، لأن العلم ينفخ لكن الروح يبني، فامتلأوا بالروح أولاً ثم اعرفوا، لأن من ملء الروح القدس ستعرفون الحق وتسيروا في النور بتتميز واضح، ولن تخدعكم قوة الكلمات وعمقها، لأن سيكون لديكم البصيرة التي تعرف الحق وترى النور الحقيي فتتبعه.
والارتباط بالكنيسة أعضاء جسد المسيح الرب، لأن لاهوت الآباء اختباري بالدرجة الأولى، ومدخله الصحيح والوحيد هو المخدع وكلمة الله وشركة الإفخارستيا. |
|