الفنانة : نجمة ابراهيم ..
--------------------------
كغيرها من الفنانين اليهود المصريين استطاعت «ملكة الرعب» نجمة إبراهيم أن تجعل لنفسها قاعدة عريضة من النجاح والشهرة، ولم تحِد ديانتها اليهودية من عوامل نجاحها على الإطلاق بل تعاملت كمصرية أصيلة تشارك الوطن همومه وأفراحه عبر أعمالها الفنية.
نجمة وأثناء أزمة اقتصادية عصفت بمجال الإنتاج الفني اتجهت للعمل بالصحافة في مجلة «اللطائف المصورة» التي كان يص...درها آنذاك إسكندر مكاريوس، وهناك نشأت علاقة عاطفية بينها وبين أحد العاملين هناك، وهو ما شجعها على اعتناق الإسلام، وبالفعل أشهرت الفنانة المصرية إسلامها في 4 يوليو عام 1932 ولكنهما انفصلا قبل إتمام الزواج.
وبعد عدة أشهر تزوجت نجمة من زميلها بفرقة بديعة مصابني ويُدعى عبدالحميد حمدي، وكعلاقتها السابقة لم يستمر الزواج طويلًا ووقع الطلاق، لتتفرغ بعد ذلك لعملها الفني حتى قابلت زوجها الثاني والأخير الممثل والملحن عباس يونس.
وعلى الرغم من أنهما تقابلا في بداية حياتها الفنية بفرقة فاطمة رشدي عام 1930، إلا أنهما تزوجا بعد 14 عامًا لم يبح خلالها يونس بمشاعره، ولكن بعدما وقع طلاقها من حمدي وتأكد يونس من مشاعرها تم الزواج عام 1944، وكون الثنائي بعد ذلك فرقة مسرحية قدمت عدة عروض مميزة كان أهمها «سر السفاحة ريا» عام 1955 من تأليف وإخراج زوجها وتبرعت نجمة بإيراد حفل الافتتاح لتسليح الجيش المصري.
يونس كان مصدر القوة الوحيد لزوجته الفنانة الكبيرة; ففي أصعب فترات حياتها كان بجانبها دائمًاً، وعندما ضعُف بصرها ظلت حتى اللحظات الأخيرة مستندةً إلى ذراعه تحضر البروفات في مسرح «الجيب» وتتحرك على خشبة المسرح لخطوات محسوبة، وعندما تعود إلى منـزلها تستمع إلى زوجها وهو يقرأ لها الدور حتى تؤديه على المسرح في اليوم التالي.
ومع استمرار ضعف بصرها بدأت تشعر أن شيئًا ما يحول دون متعتها بموهبتها وبالعمل الذي تقدمه، حتى كان قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعلاجها على نفقة الدولة في 22 مارس 1965 بأسبانيا، وعادت وهي مبصرةً ومتحمسةً لاستكمال مسيرتها الفنية قائلةً: «كنت أخشى أن يذهب النور من عيني في الوقت الذي يشع فيه النور أمام مستقبل مسرح بلادي، فأنا أحس أن الدور أمامي طويل في هذه النهضة المسرحية، وأشعر الآن بمدى العرفان لرئيسنا العظيم الذي شمل الفنان برعايته»، ولكن أمراضًا أخرى أصابتها وأرغمتها على الابتعاد عن خشبة المسرح والاعتزال.