قداسة البابا شنودة الثالث
الحرارة العجيبة التي خدم بها آباؤنا الرسل، حتى أنهم في حوالي 35 سنه فقط، أمكنهم أن ينشروا المسيحية في أورشليم وكل اليهودية والسامرة، وكل إقليم سوريا، وقبرص وآسيا الصغرى، وبلاد اليونان، ورومه، وساروا غربًا إلى اسبانيا، وامتدوا شرقًا إلى العراق وإلى الهند، ونزلوا جنوبًا إلى مصر وليبيا، بأصوام وأسهار، بتعب وكد (2كو4) بعمل الروح الناري فيهم، هؤلاء:
"الذين لا صوت لهم ولا كلام، إلى أقطار المسكونة بلغت أقوالهم" (مز19).
وكمثال خادم كبولس الرسول، الذي كتب 14 رسالة، وتعب أكثر من جميع الرسل ( 1كو15: 10).
كان نارًا مشتعلة حيثما انتقل... حتى وهو في السجن، كانت النار المقدسة داخله ، يكتب رسائل وهو في السجن، ويبشر فيلبى (اع16: 32)... بينما رجليه مربوطتان في المقطرة، وهو ملقى في السجن الداخلى. ولكنه مع ذلك يصلى ويسبح ويبشر.