رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اخرس وإلا
فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا حَنِقُوا بِقُلُوبِهِمْ وَصَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ عَلَيْهِ. وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ فَرَأَى مَجْدَ اللهِ وَيَسُوعَ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ».فَصَاحُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَسَدُّوا آذَانَهُمْ وَهَجَمُوا عَلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ. وَالشُّهُودُ خَلَعُوا ثِيَابَهُمْ عِنْدَ رِجْلَيْ شَابٍّ يُقَالُ لَهُ شَاوُلُ. (أعمال 7: 54 – 58) كلمنا عن الإله المحب الحنون الذي يقبلنا ونحن خطاه… ويحبنا للمنتهي. اغمرنا بالكلمات عن ذلك وسنرفعك وسطنا ونحترمك ونعطيك التمجيد والاعجاب والكرامة. سنقول عنك أنك رجل الله الممسوح من الروح… سنقول إنك المتلامس مع قلبه! لكن.. إياك أن تكلمنا عن خطيتنا.. وعن حقيقة حالنا… نحذرك كل التحذير من ذلك! فنحن نريد أن نسمع ما على هوانا… وما يجعلنا نبتسم.. ثم نكمل في حياتنا. نحن نعشق نصف الحقيقة المريحة وهي أن الله يحبنا.. لكننا نكره النصف الآخر وهي أننا خطاه بعيدين.. بل.. ودنسين. فلا تفتح عيوننا عنها… كلمنا بالناعمات. لا تقل لنا أن بدون توبة ورجوع ومراجعة نفس لن نتمتع بالحب. لا تفضح حقيقة اننا لا نمتحن دوافعنا ولا نفحص نوايانا. ولا تفضح كذبنا أننا نتوب باللسان ونكمل بالسلوك.. وأننا نخدع أنفسنا. لا تقل لنا أن هناك طريق رجوع نحتاج أن نسلكه.. وأن هناك بيت وحقل وأب ينتظرنا. فبصراحة أنا أعرف جيدًا أنه بعد حفلة الاستقبال الرائعة.. سيوجد حياة جادة مختلفة تنتظرني. وأنا لا أريد ذلك.. أنا اعشق اللا معني… وأحب التفاهة.. ومتمسك بتضييع الحياة.. وغارق في حب ذاتي ورغباتها .. ومستعبد للحياة في العالم. وأعلم جيدا أنه حين أرجع.. ذلك سيختلف… لذا بصراحة… أنا لا أريد أن أرجع. قد تقول: الجلوس جائع في الكورة البعيدة وسط الخنازير أمر مؤلم ومتعب…اتفق معك تمامًا. لكني أفعل امر خبيث… أنا أوهم نفسي أنه سيغير حال الكورة وحالي وأنا هناك.. وبذلك أستطيع أن أكمل هناك علي رجاء كاذب. أو أفعل أمر أكثر خبثاً، وهو أنى أوهم نفسي اني رجعت لبيت أبي، ولكني سأحيا للأبد في يوم الاستقبال المفرح. فأنا لا أريد أن أتحرك وأترك حياتي القديمة… أريد أن الله يحبني ويعطيني عطاياه روحية ومادية ونحن في الكورة البعيدة. ارجوك لا تكلمنا أننا بعيدين… لقد بذلنا مجهودا كبيرًا لكي نتعامى عن تلك الحقيقة.. وكان مجهود ضخم أن نتمسك نسمي نفسنا أولاده.. ونتجاهل أننا بعيدين ضالين. لقد تعبنا كثيرًا.. وفعلنا كل شيء لكي نتجنب الرجوع والاعتراف بحقيقتنا.. ووهم أنفسنا أن المحبة سينالها الكل. فأرجوك أسكت.. اخرس تمامًا! أياك أن تهدم ما بنيناه. ونحذرك.. لو كلمتنا عن حالنا لن نسكت… سنحاربك.. سنجادلك.. سنجعلك تفكر ألف مرة قبل أن تقول حرف واحد عن الحقيقة! سنقف لك بالمرصاد.. ونتهمك أنك مملوء إدانة وتحكم علي غيرك.. بينما أفعالنا تحكم علينا وثمارنا تديننا.. سنتجاهل صراخك أنك كنت هناك وتعرف الطريق وفقط تحبنا وتحذرنا.. سنقول أنك مملوء كبرياء وتري نفسك أحسن منا.. ونعظك أننا كلنا خطاه.. سنقول أنك تسلك معنا بعنف.. ولا تعرف المسيح الحنون المشفق علي الضعفاء.. ولن يفيدك شرح ان تفرق بين الضعف والاستباحة، فلن يصدق الاغلبية.. وسيجعجبكم كلامنا.. لأنهم شبهنا. فاخرس.. ولن نسمع لك حين تقول إنك تخاف علينا بل وتحتاجنا أن نكون كلنا في بيت ابينا. صدقني ستخسر خدمتك… واخوتك… ومحبيك.. وذلك مؤلم جدا ولن تحتمله… فأسكت أفضل. وليس ذلك فقط.. صدقني لو أكملت …سوف ننشر عنك شائعات ونتكلم عليك من ورائك ونجعل حتي من لا يعرفوك يقولون فيك كل ردئ.. بل سنجعل احبائك واخوتك خائفين أن يقولوا أنهم يعرفوك أو مؤمنين بكلامك.. سنجعلهم ينكروك لانهم يعلمون أنهم يوم يقولوا انهم يعرفوك.. ستنقلب الدنيا عليهم. سنقوم بتشويه سمعتك.. والتشكيك في أمانتك… وسنحكم علي دوافعك.. سنقول عليك مجدف وتهيج الأمة وتكسر السبت.. سنقول أنك عدو للبلاد وضد نهضتها.. سندعي عليك أنك اكول وشريب خمر.. وتابع للشياطين.. سنقول إنك عدو الرب، وتريد ان تهدم هيكله… الهيكل الجميل الذي بنيناه في كورة الخنازير. تماما كما فعلت اسرائيل وبنت هيكل مشابه بدل الرجوع لأورشليم حيث الهيكل الحقيقي. سنداري تلك الحقائق وتبقي حقيقة ما سينتظرك لو تكلمت.. نصيحتي اخرس تماماً… لن تتحمل ما سنفعله وإلا انتهي الأمر بالصليب خارج المحلة المقدسة.. مثل مسيحك.. ومثل كثيرين من اتباعه. فاخرس.. وألآ! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(مز 13: 3) وإلا مت |
احرص على |
(( اله اخرس )) |
اخرس |
اخرس |