مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ق - تفسير سفر المزامير
قطعة (ق) صراخ إلى الله
الآيات (145، 146): "صرخت من كل قلبي. استجب لي يا رب. فرائضك احفظ. دعوتك. خلّصني فاحفظ شهاداتك."
النفس التي عرفت الله لا تكف عن أن تصرخ إليه من أجل الخلاص . والصراخ لا يعني الصوت المرتفع ولكن من عمق القلب يلجأ الإنسان لله وربما دون أن يتكلم (خر15:14 فموسى لم يتكلم والله يقول له لماذا تصرخ) ودم هابيل صرخ. وواضح أن المرنم يصرخ طالبا المعونة ليستمر فى حفظ الوصايا وبالتالى تستمر البركات والتعزيات .
الآيات (147-149): "تقدمت في الصبح وصرخت. كلامك انتظرت. تقدمت عيناي الهزع لكي الهج بأقوالك. صوتي استمع حسب رحمتك. يا رب حسب أحكامك أحيني."
في السبعينية "تقدمت قبل الصبح وصرخت.. سبقت عيناي وقت السحر".. فهو لا يكف عن الصراخ إلى الله في كل وقت حتى في منتصف الليالي.
الهزع= جمع هزيع وهي أقسام الليل. ورمزيًا فالليل يشير لوقت الآلام أما الصبح فيشير لوقت الفرج. وعلى كل الأحوال هو يصرخ لله ولا يسكت.
الآيات (150، 151): "اقترب التابعون الرذيلة. عن شريعتك بعدوا. قريب أنت يا رب وكل وصاياك حق."
لاحظ أن الأشرار يقتربون إلى الرذيلة، ولكن بقدر ما يقتربوا منها بقدر ما يبتعدوا عن ناموس الله وبالتالي فهم يبتعدون عن الله. أما الأبرار فالله يكون قريب منهم وهم قريبون من الله ، والله يعرفهم ويحميهم من مضايقات الأشرار. وكل وصاياك حق = كل من نفذ وصايا الله إختبر أمانة الله الذى يبارك ويحفظ من يحفظ الوصية .
آية (152): " منذ زمان عرفت من شهاداتك أنك إلى الدهر أسستها."
"السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" هذا بنفس المعنى تمامًا. فكلام الله لا يتغير ومقاصده لا تتغير، أما الناس فمن طبيعتهم أنهم يتغيرون دائمًا.