رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فخدمة الكلمة مثلًا ليست عملًا مستقلًا عن الكهنوت أو الرعاية، إنما تنبع عنهما وبهما وتسير معهما. يقف الكاهن يكرز وسط شعبه لا كإنسان موهوب في البلاغة ولا كدارس للكتاب المقدس وإنما بالحري كأبيهم الروحي الذي يدخل بروح الأبوة إلى مرعى الكنيسة الأقدس. يقف على المنبر ليسكب حياته بالحب عن أولاده، مشتهيًا أن يجتاز بسامعيه إلى المعمودية فينعم الموعوظون بالميلاد الجديد ويتذكر المؤمنون عضويتهم في جسد المسيح، ثم يعبر بهم إلى المذبح الإلهي لكي يشبعوا بالذبيحة المحيية... هكذا يرى القديس يوحنا الكرازة بالكلمة هي من صميم الرعاية الكهنوتية. ما أقوله عن الكرازة أكرره بخصوص الرعاية والعمل الكهنوتي... كل يقوم على غيره من أجل غاية واحدة، هي تمتع الإنسان بمقدسات الله السماوية. على العكس أن سر الضعف الذي تعيش فيه كنيسة الغرب هو مبالغتها في جانب من الخدمة على حساب الآخر أو اهتمامها بعمل مع تجاهل الآخر. فأهتم البعض بالكرازة بالكلمة خارج الرعاية الكهنوتية فجاءت كلماتهم جوفاء وصار الكارزون أصحاب كلام لا يحملون روح الأبوة لأبنائهم. وبالغ آخرون في الرعاية، خاصة الأعمال الاجتماعية، فتحولت طاقات الكنيسة إلى أعمال بشرية بغير تفاعل مع الجانب الإيماني الروحي! واهتم فريق ثالث بالعمل الكهنوتي منعزلًا عن الكرازة والرعاية، فجاءت الأعمال الكنسية شكليات جافة ومملة! |
|