|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"في حرث الفقراء طعام كثير. ويوجد هالك من عدم الحق" (أم 13: 23 ) إن الفلاح الفقير النشيط يستطيع أن يستغل كل شبر في أرضه القليلة، وأن ينتج غلة وفيرة، وتشكيلة من الطعام، مما يكون في الغالب مثار دهشة عند جاره الأوفر ثراء، ومن الآخرين أصحاب الأراضي الأكبر مساحة، التي يتركون الكثير منها قاحلاً، ومن غيرهم الذين تتلف محاصيلهم بسبب الإهمال. إن الرجل الذي لديه فرص صغيرة هو الذي يستطيع في الغالب أن يستفيد مما له، بينما صاحب الامتيازات الضخمة، يتكاسل ويهمل. ألسنا نجد في هذا درساً يعوزنا فيما يتصل بالأمور الروحية؟ ألسنا نرى في كثير من الأوقات أخاً أو أختاً، تتوفر لهما أوقات الفراغ للدراسة والصلاة والفرص الكثيرة للتمتع بالخدمة الشفاهية والمكتوبة، ولهما قدر من المواهب، ومع ذلك نراهما يصرفان أوقات الفراغ بروح العبث والتكاسل، ولذلك فإنهما قلما يحصلان على طعام حقيقي لحياتهما اليومية، وقلما يقدمان شيئاً للآخرين؟ ومن الناحية الأخرى كم نجد أخاً له من العمل اليومي ما يشغل حيز اليوم وجانباً من الليل، ومواهبه وثقافته من رتبة ثانوية، ومع ذلك يكرس نفسه بجد واهتمام لاستغلال ما بين يديه، وقلما يدع لحظة تفلت بدون عمل جدي، وهكذا يجمع بانتظام طعاماً كثيراً لنفسه، ويوزع بركة وانتعاشاً على أخوته! إن نقص الروحانية ليس سببه انعدام الفرص لزرع ما لله، لكنه يكشف عن الفشل في استغلال الفرص المقدمة له. لقد سمعنا عن حداد يستخدم المنفاخ، ويضع على الحائط قصاصات من الورق مكتوباً عليها كلمة الله، ليعود إليها بين وقت وآخر، ليلتقط لنفسه كلما اشتغل في الكور. كما سمعنا عن إسكافي يصلح الأحذية وأمامه الكتاب المقدس مفتوحاً. ومن وقت وآخر يلتقط لبنيان كيانه الروحي. إنه حرث الفقراء، ولكن حياة أولئك الفقراء وسيرتهم تثبت أنه كان في حرثهم طعام كثير. الناس يقولون: ليس لدينا وقت لله، وهذا معناه في حقيقة الأمر أنه ليس لديهم قلب الله. فإن النفس المجتهدة تخلق الوقت وتثبت كثيراً أن جزءاً صغيراً من الكتاب أو بضع دقائق تقضى في الصلاة، تحمل ثمراً غنياً، وذلك عندما يتدرب القلب والضمير (اقرأ صلاة يعبيص1أخ4: 9، 10). |
|