رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كشفت مصادر لـ"المصريون" عن اتصالات أجرتها عدد من القيادات السلفية مع مؤسسة الرئاسة لإثناء الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية عن قراره بحضور حفل تنصيب البابا تواضروس الثاني المقرر في 18 نوفمبر الجاري، باعتبار أن الحدث ديني ويخالف العقيدة الإسلامية، خاصة أن الرئيس يحمل أيديولوجية إسلامية ولا يتناسب معه حضور حفل التنصيب، فيما رجحت المصادر أن يكون الحل الأقرب للتطبيق هو إيفاد أحد نوابه. غير أن الدكتور يسرى حماد، المتحدث باسم حزب النور، قال إن حضور الرئيس مرسى لمراسل التنصيب قرار يبت فيه مستشارو الرئيس إذا رأوا أنه الأصلح وليس لأحد أن يقرر للرئيس ماذا يفعل، مشددًا على أن المجال لا يحتاج مزايدة من أحد فالصالح العام يقرره الرئيس وفريقه الاستشارى والنواب، والمرحلة لا تحتاج خلافات ولا صدامات. وأضاف حماد: "هناك مَن يريد الاستقرار للبلد بافتعال أزمات كل لحظة من شأنها تعطيل مسار الإصلاح وتشكيل مؤسسات الدولة، والانطلاق نحو تحقيق النهضة الشاملة". كانت "الجبهة السلفية" قد أكدت في بيان لها أنها لن تحضر مراسم تنصيب البابا وأنها متحفظة على الاحتفال، غير أن الدكتور خالد سعيد المتحدث الرسمي باسم الجبهة قال لـ"المصريون" إن الجبهة لم تتلق دعوة رسمية من قبل الكنيسة لحضور حفل التنصيب لكنه أكد أن الجبهة لن تلبى الدعوة إن عرضتها الكنيسة. وقال سعيد: "هذا القرار يخص الرئيس نفسه، ولا يملك أحد فرض قراره عليه، وله أن يناقش الأمر مع مستشاريه، ويتخذ القرار الذي يراه مناسبًا"، مشددًا على أن الجبهة ترى فى حضور الحفل حرجًا لذا فقد أغلقت الباب من البداية. وقال جمال عشرى، القيادي بحزب الحرية والعدالة، إن مراسم تنصيب بابا الكنيسة الجديد حدث سياسي أكثر منه ديني ويعكس ترابط الوطن"، مشيرًا إلى أن هناك مَن لا يريد للوطن الاستقرار ويسعى دائمًا لعرقلة مسيرة الإصلاح. وأشار إلى أنه بالنظر إلى خلفيات حضور الحدث من عدمه فإن إيجابياته تطغى على سلبياته بالتأكيد، معتبرًا أن حضور الرئيس يعكس مدى شعور الأخوة الأقباط بالطمأنينة والتأكيد على موقفه من مفهوم المواطنة والحرية، وطالب بعدم المزايدة على الرئيس وتركه يعمل حتى تتحقق النهضة لمصر. فى سياق منفصل، قال ممدوح رمزي المحامى والناشط القبطي إن فكرة إنشاء أحزاب سياسية قبطية أمر غير وارد على الإطلاق، نظرا لرفض فكرة الحزب القائم على أساس ديني فضلاً عن رفض الكنيسة التزاوج بين الديني والسياسي. وأكد رمزي لـ "المصريون" أن البابا الجديد تواضروس سيسير على نهج البابا الراحل الأنبا شنودة ولن يبتدع في أمر الكنيسة شيئاً جديداً، مشددا في الوقت ذاته على أن أقباط مصر لا يميلون في معظمهم إلى فكرة الانخراط في العمل السياسي، مشيرا في الوقت نفسه إلى إعطاء حرية الرأي لهم والاختيار، حيث إن الكنيسة لا تتشدد مع ميول الأقباط نحو العمل السياسي من عدمه. وفي السياق ذاته، أشار رمزي إلى أن الجدلية القائمة والإشكالية الحالية في اللجنة التأسيسية للدستور بين القوى الإسلامية والمدنية والتي ألقت بظلالها على الحالة الدينية في مصر مسلميهم ومسيحيهم المسئول الأول عنها هو الرئيس الرحل أنور السادات، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة أن يحتكم الأقباط إلى شرائعهم وأن يبتعدوا عن هذا الجدل الدائر ضمانا لهم وللوطن. من جهته، قال القمص بولس عويضة، أستاذ القانون الكنسى وراعى كنيسة الزهراء، إن البابا الجديد سيعمل على تدشين عقد اجتماعى جديد بين المسلمين والمسيحيين، مؤكدًا فى الوقت ذاته أن الفترة القادمة ستشهد حالة من انتفاء نزعات التوتر الطائفى، فضلاً عن رغبته الحثيثة نحو خلق مناخ دينى ينعم به كل المصريين عبر الوحدة ونبذ الخلاف بين مسلمى ومسيحيى مصر. وأكد بولس فى تصريحات خاصة لـ"المصريون" أن أمام البابا الجديد ملفات عدة ستتم مناقشتها والعمل بها فى أقرب وقت، مشيرًا إلى أنها تهدف فى مجملها إلى الاستقرار داخل البيت القبطى ومن ثم الانطلاق صوب القضايا الشائكة مثل قضية الطلاق وغيرها والتى سيحرص خلالها البابا الجديد على أن يسير على درب البابا الراحل شنودة. |
|