رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" إيليا "إعالة الغربان له ولماذا اختار الله الغربان لتعوله؟ ب. كانت هذه الطيور نجسة (لا 11: 13-15)، وفي نظر اليهود لا يمكن أن يأكلوا طعامًا مقدَّم منها. لكن إيليَّا يتعدَّى الحرف ليأكل منها بكونه طعامًا مُقدَّما من الله الحيّ نفسه. ج. الغربان التي قدَّمت خبزًا لإيليَّا تعيش على الحشرات. إنَّها تمثِّل كثير من المتديِّنين الذين يقدِّمون كلمة الله، الخبز السماوي، أمَّا هم فيعيشون على الحشرات. د. لا تقدر الغربان أن تحمل الكثير بل القليل جدًا من الخبز واللحم. وكان إيليَّا شاكرًا الله على هذه العطيَّة. ه. تتجاهل الغربان أحيانًا صغارها، لكنَّها لا تقدر أن تنسى رجل الله. “فإن الأشبال وصغار الغربان جاعت، وأمَّا طالبوا الرب فلا يعوزهم شيء من الخير” (مز 34: 10). و. تأكل الغربان خلال العناية الإلهيَّة (أي 38: 14؛ مز 47: 9)، وها هي العناية ذاتها تستخدمها لتعول النبي. تبقى هذه الغربان شاهدة لمن يتجاهل اخوته، فمن تمتَّع بالنعمة يليق به أن يقدِّمها لاخوته، فنقدِّم لهم طعامًا روحيًا وسط البريَّة. ز. بأمر إلهي اعتزل إيليَّا عن شعب الله المنحرف لكي يتعامل مع الغربان التي تخدمه. هكذا بالخطيَّة يفقد الإنسان علاقته بالله ورجاله، بينما الحيوانات والطيور غير العاقلة تمجِّد الله وتخدم أولاده. ح. الله خالق الطبيعة يستخدم حتى الحيَّات والجراد والأسماك وسُحب السماء لخدمته (2 أي 7: 13؛ مز 78: 23؛ إش 14: 12؛ يون 2: 10؛ عا 9: 3). ط. تقديم الطعام بواسطة الغربان يحمل ثلاث معجزات: من أين جاءت الغربان بالطعام صباحًا ومساءً وبطريقة منتظمة؟ كيف غلبت الغربان طبيعتها وعِوض أن تخطف صارت تقدِّم طعامًا شهيًا لغيرها؟ وأخيرًا كيف كانت تتجاسر وتقدِّم الطعام لإنسان ولم تخفْ منه؟ تشير هذه الغربان إلى المؤمنين الذين يدركون أنَّهم بأنفسهم خطاة ودنسين، لكن نعمة الله الغنيَّة تحوِّل دنسهم إلى طهارة. نعمة الله تجدِّد طبيعتهم فعِوض الأنانيَّة وحب الذات يشتهون العطاء للغير. يعرفون أن يقدِّموا مائدة روحيَّة مستمرَّة للغير، ليست من صنع أيديهم، ولا بإمكانيَّاتهم البشريَّة، إنَّما هي عطيَّة إلهيَّة لهم. أخيرًا لا يخافوا ولا يخشوا تقديم كلمة الله الحيَّة كطعامٍ شهيٍ طازجٍ للنفوس. لجأ إلى البلد التي تخرَّجت منها إيزابل ابنة ملك صيْدا، والتي دفعت بالشعب قهرًا نحو عبادة البعل. الموضع الذي تخرَّج منه الفساد وُجد فيه أرملة مؤمنة لتتمتَّع ببركة الله الحيّ. لقد نجَّست إيزابل أرض إسرائيل بعبادة البعل ورجاساته، بينما تمتَّعت أرض صيْدا بأرملة تنال ما لم تتمتَّع به أرامل إسرائيل، صارت رمزًا لكنيسة العهد الجديد القادمة من الأمم. ولا نعجب إن كان السيِّد المسيح قد خدم في ساحل صيْدا (مت 21: 15). لم يرسل الله إيليَّا النبي إلى أحد تجَّار صيْدا الأغنياء أو أحد عظمائها ولا إلى ملكها لكي يعوله، بل إلى أرملة فقيرة، يأكل من يديها ويجد له مسكنًا يقيم فيه. إنَّها رمز لكنيسة العهد الجديد التي تفتح قلبها للسيِّد المسيح، رب الأنبياء، اختارها أرملة مات رجلها الأول “عبادة الأوثان”. كانت جاهلة وفقيرة وبلا كرامة لكي يسكب عليها حكمته وغناه ومجده. وكما يقول الرسول بولس في رسالته الأولي إلى أهل كورنثوس: “اختار الله جهَّال العالم ليخزي الحكماء، واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء” (1 كو 1: 27). “فقام وذهبإلىصرفة وجاءإلىباب المدينة، وإذا بامرأة أرملة هناك تقش عيدانًا فناداها وقال: هاتي لي قليل ماء في إناء فأشرب” [10]. تقدَّم إيليَّا النبي إلى الأرملة وهي تجمع العيدان لتعدّ طعامًا لها ولابنها، هكذا يلتقي الرب بالنفوس الجادة الجائعة إلى الحق، تودّ أن تأكل وتشبع، فيهيِّئ لها السيِّد المسيح نفسه طعامًا أبديًا. “وفيما هي ذاهبة لتأتي به ناداها وقال: هاتي لي كسرة خبز في يدك. فقالت: حيٌّ هو الرب إلهك أنَّه ليست عندي كعكة، ولكن ملء كف من الدقيق في الكوار وقليل من الزيت في الكوز، وهانذا أقُشّ عودين لآتي واعمله لي ولابني لنأكله ثم نموت” [11-12]. واضح أن المجاعة لم تشمل أرض إسرائيل وحدها بل امتدَّت لتلحق بأرض صور وصيْدا. الفساد الذي حل بإسرائيل امتدَّ أثره على الدول المجاورة. هكذا عندما دخل إبراهيم في عهد مع الله جعله الرب “بركة”، به وبنسله تتبارك كل الأمم (خر 15)، وعندما هرب يونان من وجه الرب فقد كثير من البحَّارة ممتلكاتهم، إذ القوها في البحر. الإنسان الروحي يشعّ فرحًا على من حوله، والشرِّير يسحب كثيرين معه نحو الفساد. لم تقل الأرملة “ليحيا إلهي” بل “إلهك” هذه لمسة إيمان بإله إيليَّا الحيّ. فهل كانت هذه الأرملة متشكِّكة في البعل والعشتاروت وتؤمن بالله الحيّ؟! v لقد خرجت لتأتي بماءٍ وتجمع قشّ خشب. لنتأمَّل ماذا يعني الماء والخشب؛ فإنَّنا نعلم أن كليهما مفرح وضروري للكنيسة، إذ ُكتب: “كالشجرة المغروسة على مجاري المياه” (مز 1: 3). يظهر في الخشبة سرّ الصليب وفي الماء سرّ المعموديَّة. لذلك خرجت لتجمع عوديّ خشب وقد أجابت إيليَّا الطوباوي عندما سألها عن طعام، قائلة: “حيٌّ هو الرب، ليس عندي إلاَّ ملء كف من الدقيق وقليل من الزيت في كوز، هأنذا أقُشّ عودين لأصنع طعامًا لي ولابني لنأكله ثم نموت”. ترمز هذه الأرملة إلى الكنيسة كما قلت قبلاً، ويشير ابن الأرملة إلى الاخوة. إنَّها لم تقل ثلاثة عيدان أو أربعة، كما لم تقل عودًا واحدًا، بل أرادت أن تجمع عودين. كانت تجمع عودين لأنَّها استقبلت المسيح في رمزه إيليَّا، أرادت أن تجمع قطعتيّ خشب لأنَّها أرادت أن تعرف سرّ الصليب. حقًا إن صليب ربنا ومخلِّصنا قد أُعدَّ بقطعتيّ خشب. هكذا كانت الأرملة تجمع عودين، لأن الكنيسة تؤمن به، ذاك المعلَّق على عوديّ الخشب. لقد قالت: “هأنذا أقُشّ عودين لأصنع طعامًا لي ولابني لنأكله ثم نموت”. أنَّه حق أيُّها الاخوة المحبوبون، لا يستحق أحد أن يؤمن بالمسيح مصلوبًا ما لم يمت عنالماضي ويحيا للمستقبل جعل الجفاف براميل الأغنياء تفرغ، بينما صار كوز زيت المرأة الصغير يفيض بوفرة… وجدت في الطعام الذي في ملئ يدها بذرة منها تحصد محصولاً يقدِّمه لها الرب. لقد بذرت طعامها وماذا؟ لقد نالت كوز زيت صدر منها. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
"قد أمرت الغربان أن تعولك هناك" |
الظربان المخطط من أنواع الظربان |
إيليا لو ماتت كل الغربان فالله سيبقى |
الغربان تعول إيليا |
إعالة الغربان لايليا |