|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نشأ القديسان الأنبا بشاي والأنبا بطرس وولدا في بلدة بوها ( مكان ومقابل مدينة صدفا الآن)، من أعمال مدينة فاو ومن إقليمها، وكانا ينتميان لأسرة غنية مسيحية عرفت بعمق الإيمان. وكان أبو القديس بشاي وأمه تقيين جداً فأبوه (ثيؤبسطس) كان أرخناً عظيماً وغنياً لم يستطع أحد حصر أمواله وكرومه وبيوته ودوابه ومقتنياته. وكان يصنع صدقات كثيرة. كما كانت قرابينه وبكوره وعطاياه مستمرة ودائمة كل حين في بيت الله. و أمه (خاريس) كانت سيدة عفيفة محبة لله جداً. وكانت أبنة لكاهن حكيم فاضل حافظ للكتاب المقدس إسمه الأب يوحنا كان نائباً لأسقف مدينة فاو وكل تخومها. وقد تنبأ القس يوحنا بأن ابنتيه خاريس (وزوجها ثيؤبسطس) ومريم (وزوجها سدراك) سترزقان بنسل طاهر مبارك ( هما إبشاي وبطرس) يسفك دمهما علي اسم السيد المسيح. ولقد مضت سبعة عشر سنة دون أن يرزق ثيؤبسطس وخاريس بنسل فكانا متألمين حزينين. ورفعا صلوات كثيرة لأجل ذلك. وبينما هما يصليان معاً ذات يوم، ظهر لهما ملاك نوراني في الليل بشرهما بولادة إبشاي الذي سيكون إناءً مختاراً وله إسم شائع وسيتحمل عذابات كثيرة لأجل اسم المسيح وينال إكليل الشهادة وإكليل الحياة الدائمة ويعيد مع صفوف الشهداء في أورشليم السمائية. وقد ولد القديس الأنبا إبشاي في بلدة بوها في الأول من شهر برمودة، وفي يوم ولادته فرحوا فرحاً عظيماً وصنعوا وليمة كبيرة دعوا فيها كل أهل بلدتهم من أغنياء وفقراء. وإستمروا في فرحهم سبعة أيام يقدمون عطاياهم وصدقاتهم للمساكين والفقراء. ولما أتي بالطفل أبواه لعماده في الكنيسة، كان في البيعة في تلك الأيام قسيس طاعن في السن كامل في الأعمال الحسنة بتول منذ صغره طاهر نقي. وبسبب شيخوخته وطول عمره كلت عيناه ووهن جسمه. وفي ذلك الأوان مرض الكاهن مرض الموت الذي يمضي به إلي الرب، فلما أتي والدا القديس الأنبا بشاي إلي البيعة، قدماه إلي القس الشيخ المبارك ميخائيل وسألاه أن يصلي علي الطفل ويباركه. فأخذ الأب الكاهن يد الطفل ووضعها علي عينيه ووجهه وصدره، فشفي من مرضه للحال وعاودته صحته وإسترد بصره. وعندئذ قام علي قدميه وشكر الله وباشر تعميد الطفل بنفسه بكل فرح ونشاط. وبعدها عاد فبارك الطفل وأسرته وأقربائه القادمين معه وطوبهم بإنتسابهم إلي هذا الطفل ، وتنبأ عنه قائلاً أنه وصديقه بطرس سوف ينالا اكليل الشهادة وتبني لهما وبإسميهما بيعة عظيمة في قريتهما بوها في مكان منزل الأسرة حيث يبقي جسداهما ويصنع الرب بشفاعتهما عجائب وقوات كثيرة ومستمرة. ولما انتهي من بركته قبل الطفل وسلمه لوالديه ثم فاضت روحه للحال. وكان أن أبوي الأنبا بشاي كفنا جسده الطاهر ودفناه بكل تكريم في موضع مشهور في البيعة ورجعا إلي منزلهما بسلام. أما بطرس، فقد ولدته أمه مريم قبل ولادة بشاي بقليل، وكان معروفاً عن أبيه سدراك أنه كان محباً لله ولا يتواني عن تقديم صدقات كثيرة. وقد حدث بعد مرور ثلاث سنوات من مولد بطرس أن تنحيت أمه مريم فأخذته خاريس أم بشاي وإحتضنته وسلمته لمربيات تقيات لأنها لم تكن قد رزقت بعد بولدها الأنبا بشاي. وقد اجتهدت في تربية بطرس وقيل أنه نشأ من صغره يعرف الرب كصموئيل النبي. ولما ولدت خاريس طفلها المختار بشاي فرحت بالطفلين وضمتهما معا كإبنيها، وإعتنت بهما من كل وجه. وتربي الطفلان معا كشقيقين لا يفارق أحدهما الآخر. وكانا ينميان معاً في معرفة الله وفي كل نعمة وحكمة. ولما بلغ بشاي من العمر سبع سنوات، أرسله أبوه ومعه بطرس إلي مدينة أخميم حيث تتلمذا علي كاهن قديس شيخ هو القس يوسف. وقد استفاد بشاي وبطرس كثيراً من هذا المعلم الفاضل الذي كان كثيراً ما يزورهما في بيتهما في أخميم ليعلمهما. وكان كلاهما كالإبن المطيع الخاضع. وقد علمهما القس يوسف قراءة الكتب المقدسة وتفسير معانيها. كما علمهما أيضاً كتب البيعة والحكمة والأدب وكان الصبيان يلازمانه كل يوم في حضور الكنيسة باكراً وعشية. ولما رأي معلمهما كثرة محبتهما لله وحرارتهما في العبادة والسجود والسهر والصوم كل يوم إلي العشية، أوقفهما أمام المذبح المقدس رغم صغر سنهما ورسمهما الأسقف شماسين علي الكنيسة ويحكي الأنبا ميسياس أسقف فاو وكاتب سيرتهما أنه للوقت لما إبتدأ الأسقف سيامتهما وتكريسهما والصلاة عليهما، فاضت عليهما موهبة الروح القدس، وإمتلأ الإثنان من نعمة الله شهادة من السماء علي أنهما يستحقان هذه الرتبة المقدسة. وبعدها زادا نموا في كل معرفة روحية وكنيسية، وقد قيل عن بشاي وبطرس أنهما كانا يقضيان يومهما في الصلاة من الصباح الباكر حتي المساء. كما كانا يصومان انقطاعا ولا يتناولا طعامهما إلا في العشية. وقد إعتاد بشاي وإبن خالته بطرس أن يصحبا صلواتهما اليومية بميطانيات عديدة في النهار والليل، وقيل أنهما كانا يصليان كل يوم طالبين مراحم الرب مائة وخمسين مرة في النهار ومائة وخمسين مرة في الليل. |
|