|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيامة المسيح وابعادها التفسير التاريخي: قيامة المسيح من بين الأموات معجزة الكبرى، يؤكدها التاريخ، إنها حقاحدثٌ تاريخيّ حيث يتساءل القديس يوحنا الذهبي الفم بقوله "فما الغرض في أن المنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعًا مع الأكفان بل ملفوفًا في موضع وحده"؟! أجبتك: لتعلم أن هذا الفعل ما كان فعل من كان مسرعًا ولا مضطربًا، فمِن هذا الفعل صدقوا قيامته". وقيامة الرب هي الموضوع الرئيسي لكرازة الرسل الأولى. جاءت شهادة بطرس الرسول في عظته الأولى بعد القيامة "فَلْيَعْلَمْ يَقينًا بَيتُ إِسرائيلَ أَجمَع أَنَّ يَسوعَ هذا الَّذي صَلَبتُموه أَنتُم قد جَعَلَه اللهُ رَبًّا ومَسيحًا" (اعمال الرسل 2: 36). وشهد على ذلك بولس الرسول “إِن كانَ المسيحُ لم يَقُمْ، فتَبشيرُنا باطِلٌ وإِيمانُكُم أَيضًا باطِل. بل نَكونُ عِندَئِذٍ شُهودَ زُورٍ على الله، لأَنَّنا شَهِدْنا على اللهِ أَنَّه قد أَقامَ المسيح وهو لم يُقِمْه" (1 قورنتس 15، 13-15). ويُعلق القديس كيرلس أسقف اورشليم في القرن الرابع على علامات القيامة بقوله "كثيرون هم شهود قيامة المخلص: الليل وضوء القمر التام (لأنها كانت ليلة 16 نيسان)، صخرة القبر الذي حواه، والحجر الذي خُتم امام اليهود، لأنه رأى الرب، الحجر الذي دحرج عندئذ (متى 28: 2) يشهد بالقيامة، وهولا يزال قائما هنا حتى الان... والمكان نفسه الذي يُرى الى الآن". في العصر الروماني تروي الأناجيل المقدسة انه في عهد بيلاطس البنطي (26-36) صلب السيد المسيح على الجلجلة، ودفن في قبر كان يملكه يوسف الرامي، يقع خارج أسوار المدينة المقدسة (يوحنا 19: 17، وعبرانيين 13: 11 – 13)ويظهر أن مكان صلبه كان مكانًا مرئيًّا (مرقس 15: 40) وبالقرب من الشارع الرئيسي (متى 27: 37) وفيما بعد بنى هيرودس أغريباس الأول (41-44) سورا جديدا للقدس، أصبحت الجلجلة داخله. لم ينكر قادة اليهود قيامة يسوع وعودته الى الحياة (اعمال الرسل 4: 2-21) كما شهد على ذلك أيضا المؤرخ يوسيفوس فلافيوس. وتنص شهادته عن يسوع المسيح: "كان هناك في هذا الزمن يسوع، رجل حكيم، وإذا كان شرعا أن يدعى إنسان، لأنه كان يقوم بأعمال رائعة؛ هو معلم من هؤلاء الرجال الذي قبلوا الحقيقة بفرح. وقد جذَب إليه الكثير من اليهود والوثنيين. كان هو المسيح. وتلبية لطلب من الرِّجال الوجهاء اليهود بيننا أعدمه بيلاطس على الصليب. أمَّا أولئك الذين أحبُّوه في البداية لم يتركوه؛ لأنه ظهر لهم حيّا مرة اخرى في ثالث يوم من موته؛ كما تنبأ الأنبياء عن ذلك وعن عشرات الأحداث الرائعة الأخرى بشأنه. والجماعة المسيحية التي سُمِّيت باسمه لم تنقرض في هذا اليوم" (Antiquities of the Jews, 18:63-64). وفي عام (135) جعل الإمبراطور هادريانس من القدس مدينة رومانية سماها "إيليا كابتولينا" (Aelia Capitolina) فأقام فوق الجلجلة بناء ((Capitolium إكراما لإلاهة الحب "افروديت" (Aphrodite) وأما فوق القبر فبنى (Forum) أي سوقاً تجارياً مع هياكل لإكرام الآلهة الرومانية جوبتر، كما أقام الشارع الرئيسي (Cardo Maximus) مع أعمدة على جانبيه، يبدأ بباب العامود وينتهي عند القيامة وهذا مما عمل على تخليد الموضع بدلا من طمسه. كما انه بقي في إيليا كابتولينا (القدس) مجموعة من المسيحيين من أصل غير يهودي وكان أحد أساقفتهم معروفاً باسم مرقس، وقد حافظوا على إكرام قبر المسيح إلى يوم مجيء الإمبراطور قسطنطين. وفي العصر البيزنطي في عام (325) أمرت القديسة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين بناء على وصية الأسقف مكاريوس بهدم الهياكل الوثنية، وتشييد كنيسة القيامة. ويُصرِّح القديس كيرلس أسقف اورشليم "انظروا الى جبل الجلجلة القائم: انه يشهد امام عيون الجميع، وقبر" القداسة"، الحجر الماثل في المكان حتى أيامنا، يشهد أيضا للمسيح وموته وقيامته. أنه صُلب ونحن لا ننكر ذلك إنما نثبِّته باعتزاز. وإذا حاولتُ ان أنكره فان الجلجلة التي بقربنا جميعا تدحضني، وكذلك خشبة الصليب التي تمّ توزيعها على قطع صغيرة في العالم كله" (العظة العاشرة والثانية عشر). في القرن السابع يشهد أيضا القديس صفرونيوس بطريريك القدس "الجلجلة تعلن حمل المسيح صليبه" وتُبشر القدس بقيامة السيد المسيح من بين الأموات وترائيه للرسل التلاميذ ". ولا تزال كنيسة القيامة تشهد مع القبر الفارغ بصمته عن الحادث الرئيسي في تاريخ الإنسانية: قيامة ربنا يسوع المسيح. ويشهد القبر الفارغ على انتصار الحياة على الموت. ونشهدُ نحن أيضاً مع الرسل والإنجيلين، مع الكنيسة القدس أم الكنائس وفي كل مكان وزمان، نتبادل هتاف الفصحى يوم الفصح: المسح قام، حقا قام. هللويا! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من يشهد لقيامة المسيح |
إن تطلعنا إلى التفسير التاريخي نصدق ما يقوله |
مزمور 47 - التفسير التاريخي له |
النظرة الإيمانية لقيامة المسيح |
مدارس التفسير وسمات التفسير الأرثوذكسي للكتاب المقدس |