منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 01 - 2015, 03:06 PM
الصورة الرمزية magdy-f
 
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  magdy-f غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

دراسة فى شخصية إستفانوس



الشهيد الأول في الكنيسة المسيحية، وكما روت دماء الشهداء أماكن كثيرة من العالم، حيث كان الاضطهاد والاستشهاد نقطة تحول في انتشار رسالة الإنجيل، وإظهار محبة الله بصورة عملية للعالم المحتاج لخلاص المسيح، كان استشهاد إستفانوس نقطة انطلاق كبير في نمو الكنيسة وانتشارها في بدايات القرن الأول، فقد كان موت إستفانوس هو بداية أول موجة من الاضطهاد جاءت على المؤمنين وشتتهم، يقول الكتاب المقدس "وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة.. فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة.." (أعمال الرسل 8 : 1 - 4). وكانت نتيجة هذا الشتات هو اتساع الكرازة بالإنجيل وقبول الكثيرين كلمة الله بفرح وإيمان.
أن موت إستفانوس ورجمِه لم تُمح من ذاكرة شاول الذي صار فيما بعد الرسول العظيم بولس رسول الأمم، مَن تحمل في سبيل خدمته لسيده الكثير من الاضطهاد، والجَلْد والرجم، ومقاومة الأصدقاء والأعداء.
إستفانوس مَن هو؟
إستفانوس اسم يوناني معناه "تاج" أو إكليل المنتصر، ويدل هذا الاسم على انه كان هلينياً، أي يهودي الأصل، يوناني الثقافة والتعليم، حيث انه لم يكن من سكان فلسطين، وهو ما يظهر في آرائه المتحررة عن اليهود المحافظين في رؤيته للهيكل والناموس وعبادة الله الحقة.
ونحن لا نعلم الكثير عمن هو إستفانوس، من هما والداه، ما هو عمله، كيف ومتى قَبِل رسالة المسيح وآمن به، لكن هناك تقليد يعتقد أنه آمن بالمسيح في عظة بطرس يوم الخمسين.
لكن ما نعلمه جيداً عن إستفانوس انه كان رجلاً من أعظم الشخصيات في الكنيسة الأولى، كان إدارياً ماهراً، فصيحاً، عالماً، دارساً للكلمة المقدسة وتاريخ شعب الله، شهد عنه الوحي بأنه كان "رجلاً مملوّاً من الإيمان والروح القدس" (أعمال 6 : 5).
خدم إستفانوس حوالي ثلاث سنوات قبل استشهاده، ومات على ما يُعتقد نحو عام 36 ميلادية.
إستفانوس وحياته:
تبدأ حياة إستفانوس بما جاء عنه في سفر الأعمال والإصحاح السادس، حين ظهرت مشكلة في الكنسية الأولى، حيث "حدث تذمر من اليونانيين على العبرانيين أن أرملهم كن يغفل عنهن في الخدمة اليومية" (أعمال 6 : 1). وكان الحل الذي رآه الرسل هو انهم دعوا "التلاميذ وقالوا لا يرضي أن نترك نحن كلمة الله و نخدم موائد فانتخبوا أيها الاخوة سبعة رجال منكم مشهودا لهم ومملِوّين من الروح القدس وحكمة فنقيمهم على هذه الحاجة وأما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة" (أعمال 6 : 2 - 4). ولأن الأمر من عند الله، حسن هذا القول أمام كل الجمهور "فاختاروا إستفانوس رجلا مملوّاً من الإيمان والروح القدس" (أعمال 6 : 5).
ويالها من شهادة عظيمة تلك التي يشهد بها الله والناس عن إنسان ما، فها هو إستفانوس يُنتخب من قِبل جمهور الحاضرين، ليكون واحداً، بل أول السبعة الذين سيُوكل إليهم خدمة الموائد، ورعاية الأرامل والمحتاجين.
إستفانوس وسر عظمته:

حين ندرس حياة إستفانوس نجد التميّز الواضح فيها، فهذا الشاب توافرت فيه بعض الصفات التي حين تجتمع في شخص ما تجعله قريب الشبه بسيده فما هي هذه الصفات والتي اجتمعت في شخص إستفانوس.
1. كان مملؤاً إيمانا
كان إستفانوس عظيماً في إيمانه، ويمكننا أن نرى إيمانه في صور متعددة، كان قد آمن بالسيد المسيح مخلصاً لحياته، على أنه خطى خطوة أعمق في حياة إيمانه فقد آمن بالذي قال "الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فالأعمال التي أنا اعملها يعملها هو أيضا ويعمل اعظم منها لأني ماض إلى أبي" (يوحنا 14: 12). ونما هذا الإيمان فى حياته حتى اصبح حقيقة ملموسة من خلال الاختبارات والمعجزات , فشهدت حياته كيف "كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب" (أعمال 5 : 8).
خطوة أخرى في حياة الإيمان عاشها إستفانوس، هي الإيمان الذي يرى ما لا يُرى، لقد فهم إستفانوس معنى أن الإيمان هو "الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى" (العبرانيين 11 : 1). عرف أن الإيمان ليس قفزة نحو المجهول، لكنه خطوة واثقة معتمدة على نعمة الله الممنوحة لنا في المسيح، الذي أبطل الموت وأنار لنا الحياة والخلود (2 تيموثاوس1 : 10).
نعم لقد كان إيمان إستفانوس يخترق الطبيعة البشرية المحدودة، لقد رأى ما لم يره الكهنة ورجال الدين، فحين رأى الكهنة والشعب أمامهم دفاع إستفانوس وفصاحة أسلوبه المعتمد على الحقائق الكتابية "حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه واما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فرأى مجد الله ويسوع قائما عن يمين الله فقال ها أنا انظر السماوات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين الله" (أعمال 7 : 54 - 56).
على أنه في خطوة إيمان أعمق كانت تضحيته بحياته، ذلك الإيمان الذي قاده إلى الموت رجماً، لكنه كان يعلم أن مَن يؤمن بالابن فله حياة أبدية، ولن يهلك إلى الأبد (يوحنا 34 : 36). كان إستفانوس مؤمناً بمن قال "أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا" ( يوحنا 11: 5). فحتى إذا تعرض للموت الجسدي فهو لم يعد يخشى من له سلطان أن يُهِلك الجسد.
آمن إستفانوس بيسوع الممجد، ومات وهو يرى مجد الله و يسوع قائماً عن يمين الله، نعم لقد رأى ما لم يره أحد غيره.
2. كان مملوّاً من الروح القدس
كان إستفانوس إنساناً عرف معنى الامتلاء بالروح القدس، إذ أعطي السيادة الكاملة للرب على حياته، فشهدت حياته ثمر الروح القدس، وشهد له الكتاب المقدس بأنه كان رجلاً مملوّاً بالروح القدس.
يؤمن المسيحيون أن الحياة المسيحية حياة خارقة للطبيعة، وهي كما أنها مستحيلة لأي إنسان أن يحياها، إلا أن كل شخص أختبر الحياة مع الله وآمن بالسيد المسيح يستطيع أن يتمتع بهذه الحياة الخارقة من خلال قوة الروح القدس، فحين يرتبط الإنسان بالله ويأتي إليه تائباً نادماً ومعترفاً بخطاياه، ويقبل مُلك المسيح على حياته، فإن الروح القدس يأتي ويجعل من هذا الإنسان هيكلاً لسكناه، يكتب الرسول بولس قائلاً "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1كورنثوس 3 : 16).فسكنى الروح القدس أمر يتمتع به كل مسيحي مولود من الله.
لكن رغبة قلب الله ليست هي أن نصبح أولاده، وأن يسكن الروح القدس حياتنا فقط، بل أن نمتلئ بالروح القدس، لذلك تأتي هذه الرغبة في صيغة الأمر "امتلئوا بالروح" (أفسس 5 : 18). والملء بالروح القدس يعني الامتلاء بحياة المسيح والتشبه به، الحياة تحت قيادة المسيح وطاعته، يعني الامتلاء بثمر الروح.
يستطيع كل مسيحي مولود من الله أن يمتلئ من الروح القدس، وذلك بأن يأتي إلى الله معترفاً له بأي خطية جعلته يبتعد عن قيادة المسيح الكاملة لحياته، ويطلب من الله أن يتربع على عرش الحياة مرة أخرى، وهكذا يمتلئ بالروح القدس الذي يفيض فيه بثمر الروح.
ولكي يظل الإنسان ممتلئاً من الروح القدس يجب أن يعطي المسيح السيادة باستمرار على حياته، فمن السهل أن يتحول الإنسان الروحي إلى إنسان جسدي حين لا يعطي السيادة الكاملة للمسيح على عرش حياته، ووقتها تظهر في حياته كل صفات المؤمن الجسدي التي يصفها الرسول بولس قائلاً ".. لأنكم بعد جسديون فانه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر" (1كورنثوس 3 :1-3).
إن حياة الملء حياة فيّاضة، تظهر في تغيير أسلوب الإنسان فعلى المستوى البشري تكون علاقته مع أخوته هي علاقة المحبة والخضوع، وعلى مستوى العلاقة مع الله يظهر التمجيد والشكر لله كل حين، يقول الكتاب المقدس "امتلئوا بالروح مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنـا يسوع المسيح لله والآب خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله" (أفسس 5: 18 - 21). إن حياة الإنسان الممتلئ تُظهر ثمر الروح الذي هو " محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان" (غلاطية5 : 22).
عزيزى: هل اختبرت حياة الملء بالروح القدس؟ هل لك هذه الحياة الفيّاضة الممتلئة بثمر الروح؟ إن لم تكن تمتع بهذه الحياة، تعال الأن طائعاً لأمر الله "امتلئوا بالروح" (أفسس 5: 18). واثقاً في وعده "وهذه هي الثقة التي لنا عنده انه إن طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا وان كنا نعلم انه مهما طلبنا يسمع لنا نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه" (1 يوحنا 5: 14 - 15).
صلِّ طالباً الملء من الله، وثق أنه سيمنحه لك إن طلبت بإيمان واثقاً في وعده.
3- كان مملوّاً من القوة والحكمة
كانت حياة إستفانوس تشهد بالقوة، فصنع الكثير من الآيات والعجائب، كما أنه كان مشهوداً له بالحكمة، وقد عجز أعداؤه عن مقاومة كلام الحكمة الذي كان ينطق به، وحقاً قال الرسول يعقوب في رسالته "وإنما إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له" (يعقوب 1 : 5). وقد كانت حكمة إستفانوس من عند الله.
تختلف الحكمة عن المعرفة، فقد تكون عليماً ببواطن الأمور، وتجمع أطراف المعرفة في شتى مجالاتها، لكن الحكمة هي في كيفية استخدام هذه المعرفة، وتتمثل حكمة إستفانوس في أنه كان يعرف أن يستخدم ما يعرفه، وكانت حجته التي يحاجج بها علماء مجامع اليهود لا يُرد عليها، فكان في كل محاوراته معهم يفحمهم، ويعجزوا عن الرد عليه أو مجاراته ومجاوبته.
إستفانوس وشهادته:
كان إستفانوس رجلاً ذا رؤيا ، رجلا يعرف ما سيكون عليه مستقبل الكنيسة المسيحية من انتشار يصل برسالة المسيح لجميع الأمم، كان يدرك أن الديانة اليهودية بما تمثله من محدودية الفكر والعبادة، لا تصلح لأن تستوعب فكر الحرية التي في المسيح، كان الهيكل والناموس من الثوابت الأساسية في الفكر اليهودي، بينما كان يرى إستفانوس أن العبادة الحقيقية لله لا تتقيد بمكان، كان يعرف أن "الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يوحنا4 : 24). فلابد إذاً للهيكل أن ينتهي، أما الناموس فما هو إلا مرحلة تقود الإنسان لإنجيل المسيح، لم يؤمن إستفانوس بهذه الحقائق وحسب بل جاهر بإيمانه هذا، ففي كل المجامع التي كان يُعلِّم فيها كان يُنادي بما يؤمن به، وحين حاوره علماء اليهود والعارفين بالكتب، لم يقدروا أن يجاوبوه، "حينئذ دسوا له رجـالا يقـولون أننا سمعنـاه يتكلم بكـلام تجديف على مــوسى وعلى الله" (أعمال 6: 11).
نستطيع أن نرى إستفانوس الذي قدَّم نموذجاً حياً لإعلان ما يؤمن به من خلال حياته الشاهدة للمسيح، كما قدَّم المثل الرائع الذي يجب أن يكون عليه أسلوب الكارز، كان كلامه وسيلة أخرى لإعلان كرازته بالمسيح، قد يكتفي البعض بالكرازة من خلال أسلوب حياتهم، أما إستفانوس فعرف كيف يجمع بين الحياة الشاهدة، والتعبير عن هذه الحياة بالكلام والقول، كما أنه لم ينتظر مَن يأتيه، بل كان يمتلك المبادرة، كان يتحرك متنقلاً بين المجامع للشهادة بالمسيح، وكان يعرف في أي موضوع يتكلم، لم يكن حديثه في الفلسفة وعلوم المنطق، لم يكن يتكلم عن ماهية الدين والعبادة، بل كان يتكلم عن رب العبادة، يسوع البار الذي مات لأجل خلاص البشر.
كان إستفانوس نِعمَ الشاهد الأمين بحياته وبكلامه، لم يدع الأمور الإدارية تثنيه أو تعطله عن عمله الأساسي، إرساليته العظمى التي أخذها من سيده حين قال "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما اوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر أمين" (متى 28 : 19 - 20).
يا رب: علمنا أن نكون شهوداً لك بالحياة والكلام، بالقـول وبالعمل،أن تكون حياتنا رسالة حية تشهد عن محبتك وغفرانك، وأن يكون كلامنا وسيلة فعالة في إعلان إيماننا، دعنا نتحرك إلى العالم المحتاج لرسالتك وخلاصك، دعنا لا نخشى الناس، ولا نصدق أكاذيب إبليس، أعطنا أن نتحدث عنك أنت، لا عن نفوسنا .. ولا عن أعمالنا .. ولا كنائسنا .. بل عن يسوع المسيح وحده. الذي "ليس بأحد غيره الخلاص" (أعمال 4 : 12).
إستفانوس وتشبهه بالمسيح:
عرف إستفانوس حياة الملء وأختبر كيف يحيا متشبهاً بسيده، فما بين حياته وموته نلحظ الكثير من أوجه الشبه بين إستفانوس والسيد المسيح.
- كان السيد المسيح وهو إنساناً يحيا بيننا، مشهوداً له بالنعمة والحق من الله والناس (لوقا 2 : 52 - يوحنا 1 : 14). وكان إستفانوس مشهوداً له بالحكمة والروح الذي كان يتكلم به (أعمال 6 : 10).
- كان السيد المسيح يُقنع سامعيه ولم يعرفوا أن يجاوبوه بكلمة (متى 22: 46). وهكذا كان إستفانوس مع سامعيه (أعمال 6 : 10).
- كان السيد المسيح يصنع الآيات والعجائب ( متى 21 : 15 - يوحنا 2 : 23، 3 : 2، 6 : 2، 11 : 47). أيضاً إستفانوس إذ "كان مملوّاً إيماناً وقوة كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب" (أعمال 6 : 8).
- لم يستطع رجال الدين والسلطة اليهود أن يجدوا تهمة حقيقية ليقبضوا بها على السيد المسيح فدسوا له شهود زور (متى 26 : 60). وهكذا الأمر مع إستفانوس حين عجز أعدائه عن توجيه التهم إليه دسوا شهود زور عليه ليقتلوه (أعمال 6 : 11 - 12).
- شهد للسيد المسيح أعـداؤه في شخص قـائد المئة حين قال "حقا كان هذا الإنسان ابن الله" (مرقس 15 : 39، متى 27 : 54). وكذلك شهد أعداء إستفانوس بأنه ذو وجه ملائكي (أعمال 6 : 15).
- غفر السيد المسيح لأعدائه جرائمهم في حقه فحينما كانوا يصلبونه قال : " يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 23 : 34). وذات الفعل عمله إستفانوس حين جثا على ركبتيه و"صرخ بصوت عظيم يا رب لا تقم لهم هذه الخطية وإذ قال هذا رقد" (أعمال 7 : 60).
- كانت حياة المسيح هي المثال الذي احتذى به إستفانوس فعاش ومات تاركاً للأجيال المتعاقبة كيف يكون التلميذ كسيده، وكيف لنا أن نحيا متشبهين بالمسيح، نعم كان إستفانوس قريباً من النبع، فكانت حياته ارتواء، وهكذا كلما ازددنا قرباً والتصاقا بالسيد كلما انطبعت صورته فينا، وعاش حياته من خلالنا.
إستفانوس واستشهاده:
تلاحقت الأحداث سريعاً في حياة إستفانوس فلم تمض فترة طويلة في خدمته حتى ذاع صيته، ودوت محاوراته وتعاليمه بين المجامع المختلفة، كان صوتاً للحق عالياً، كل هذا دفع أعداء الحق ورجال الباطل لأن يتفكروا كيف يقتلوه، وكانت المؤامرة الكبرى، "فقاموا و خطفوه وأتوا به إلى المجمع" (أعمال 6: 12). وهناك قدموه لمحاكمة أقل ما توصف به أنها محاكمة غير عادلة، فالشهود زور، والحقائق مزورة، والآذان صماء عن أن تسمع دفاعه العادل، وكان الموت هو الأمر المتوقع. وهكذا لم يصدر حكم بالموت على إستفانوس، بل "هجموا عليه بنفس واحدة وأخرجوه خارج المدينة ورجموه" (أعمال 7 : 57 - 58).
كان موت إستفانوس اغتيالاً همجياً، فلم يكن في سلطة اليهود الحكم بالقتل على أحد لأنهم في ذلك الوقت كانوا محتلّين من الرومان أصحاب الأمر والسلطة، وهذا ما حدث مع السيد المسيح فحين قدموه إلى بيلاطس ليحاكمه ويصدر أمراً بقتله "قال لهم بيلاطس خذوه انتم واحكموا عليه حسب ناموسكم فقال له اليهود لا يجوز لنا أن نقتل أحداً" (يوحنا 18 : 31). كان اليهود يعرفون هذا الأمر جيداً، لكن البغضة التي ملأت قلوبهم تجاه تعاليمه وحنقهم عليه كانت هي الأعلى صوتاً، وحكماً، كانت هي السوط والسيف الذي يغتال الحق وأصحابه.
مات إستفانوس رجماً بالحجارة، لكنه في هذه الأثناء، لم يفقد سلامه وطمأنينته، لم يفقد ملئه بالروح، فكما عاش ممتلئاً بالروح مات كذلك، لقد رفع عينيه إلى السماء فرأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين العظمة في الأعالي، وقبل أن يلفظ أنفاسه "جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يارب: لا تقم لهم هذه الخطية وإذ قال هذا رقد" (أعمال 7: 60). كانت أخر كلمات إستفانوس هي الغفران لأعدائه وقاتليه، فكما فعل سيده هكذا هو فعل.
حقاً لقد أسكتت البغضة والضغينة وعدم المعرفة صوت المحبة والإعلان بفم إستفانوس وقتلته، لكنه وإن مات سيتكلم بعد.
دروس من حياة إستفانوس:
1. الإيمان الحقيقي بالمسيح يقود الإنسان للتشبه بحياته، وأعماله وتعاليمه.
2. بقدر ما يكون للإنسان من إيمان، بقدر ما تشهد حياته من آيات وعجائب.
3. إن خطوات الإيمان لا تقف عند حدٍ، بل تصل إلى بذل النفس لأجل المسيح.
4. الحياة الفيّاضة هي حياة الملء بالروح القدس.
5. والملء بالروح القدس يعني الامتلاء بحياة المسيح والتشبه به، الحياة تحت قيادة المسيح وطاعته، يعني الامتلاء بثمر الروح.
6. حياة المسيح رغم أنها مستحيلة لأي شخص أن يحياها، إلا أن من يدع المسيح يقود حياته، ويسيطر على مركز قيادة حياته يمكنه بسهوله أن يحيا هذه الحياة، ويؤثر فيمن حوله.
7. عندما يحيا الإنسان حياة نقية طاهرة أمام الله تنعكس هذه الحياة على سلوكه وحياته العملية أمام الناس، ويكون مؤيداً من الله، مشهوداً له من الناس.
8. الرؤيا لا تتحقق بالأحلام، والدعاء فقط، لكنها تحتاج لمن يؤمن بها ويسعى لتحقيقها مهما كلفه ذلك.
9. الكرازة الفعالة ليست فقط بالحياة المقّدسة، لكنها بالتعبير بالقول والكلام عن سبب هذه الحياة.
10. الكرازة الناجحة تأتي عندما يكون موضوعها شخص المسيح، وفي قوة الروح القدس.
11. لا تستطيع البغضة والكراهية، ولا الاضطهادات، أن تقتل المحبة في حياة إنسان عرف معنى حب المسيح له، وأختبر غفران الله لخطاياه.
استفانوس فى الكتاب المقدس:
فحسن هذا القول امام كل الجمهور فاختاروا استفانوس رجلا مملوّا من الايمان والروح القدس وفيلبس وبروخورس ونيكانور وتيمون وبرميناس ونيقولاوس دخيلا انطاكيا (اع 6: 5)0
واما استفانوس فاذ كان مملوّا ايمانا وقوة كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب ( اع 6: 8).
فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول ايها الرب يسوع اقبل روحي (اع 7: 59).
وحمل رجال اتقياء استفانوس وعملوا عليه مناحة عظيمة‎ (اع 8: 2).
اما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا الى فينيقية وقبرس وانطاكية وهم لا يكلمون احدا بالكلمة الا اليهود فقط (أع 11: 19).
وحين سفك دم استفانوس شهيدك كنت انا واقفا وراضيا بقتله وحافظا ثياب الذين قتلوه (اع 22: 20).
وعمدت ايضا بيت استفانوس عدا ذلك لست اعلم هل عمدت احدا آخر (1كورنثوس 1 : 16).












رد مع اقتباس
قديم 09 - 01 - 2015, 03:11 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة فى شخصية إستفانوس

مقدمة
فى هذا الجزء سأحاول ربط الإصحاحات السادس والسابع والثامن معا وسأتعرض لكل ما يظن أنه اختلاف فى خطاب أستفانوس الذى قاله أمام مجمع السنهدرين
الشمامسة السبعة
كانت الكنيسة الأولى مكونة من طبقات كثيرة من الناس من جنسيات مختلفة وعند انسكاب الروح القدس فى يوم الخمسين كان بين من يدينون بالعقيدة اليهودية ممن كانوا مجتمعين فى أورشليم جماعة ممن أعتاد الناس أن يسموهم يونانيين وكان بينهم وبين يهود فلسطين عدم ثقة تطورت فصارت خصومة بالرغم من إن قلوب الناس الذين اهتدوا للأيمان على أيدى الرسل لينتها المحبة المسيحية ووحدتها وبالرغم من هذه الخصومة أيضا كان الجميع فى حالة وفاق مع بعضهم البعض وقد عرف عدو الخير أو الشيطان أنه طالما بقى ذلك الإتحاد فسيكون مش قادر أنه يصد تقدم انتشار الإنجيل أو البشارة المفرحة والحقيقة هو حاول الاستفادة من عادات التفكير القديمة وكان عنده أمل أنه بواسطتها حايقدر يدس عناصر الشقاق فى الكنيسة وهكذا حدث أنه مع تكاثر التلاميذ أفلح فى إثارة شكوك بعض من اعتادوا من قبل أن ينظروا إلى أخوتهم فى الإيمان بعين الحسد وبالتالى كانت كل محاولاتهم اكتشاف غلطة فى حياة قادتهم الروحيين ولذلك حدثت شكوى من اليونانيين على العبرانيين وكان سبب الشكوى هو الإدعاء بأن الأرامل اليونانيات قد أهمل أمرهن فى الخدمة اليومية وكلنا نعرف إن أى تحيز أو عدم مساواة هو ضد روح الإنجيل ومع ذلك كما قلت أفلح الشيطان فى إثارة الشكوك ولذلك كان قرار الرسل أنه لابد من اتخاذ إجراءات سريعة لإزالة كل اسباب التذمر لئلا ينتصر الشيطان فى سعيه لإحداث انقسام بين الإخوة والحقيقة تحت القيادة الحكيمة للرسل الذين عملوا معا متحدين بقوة الروح القدس وكان العمل المسلم لهم ينمو ويتقدم بسرعة وكانت الكنيسة تتسع بدون توقف وهذا النمو فى الكنيسة الذى جلب أعباء لا تنقطع على الذين أنيط العمل بهم وأصبح غير ممكنا لرجل أو حتى لمجموعة من الرجال أن يواصلوا تحمل هذه الأعباء وحدهم دون ان يعرضوا نجاح الكنيسة للخطر ولذلك تلاميذ السيد المسيح قد واجهتهم اول أزمة فى إختبارهم هذا , وعلى الرسل الآن أن يتخذوا خطوة هامة نحو إكمال نظام الإنجيل فى الكنيسة بوضع بعض الأعباء على كاهل قوم آخرين وهى تلك الأعباء التى كانوا حتى هذا الوقت يقومون بها لوحدهم ولذلك دعا الرسل كل المؤمنين لحضور اجتماع وأرشدهم الروح القدس لرسم خطة لتنظيم أفضل لكل الأفراد العاملين فى الكنيسة ولذلك قال الرسل إنه قد حان الوقت الذى فيه يعفى القادة الروحيين الذين لهم الإشراف على الكنيسة من عمل التوزيعات على الفقراء وما شابهه ما الأعباء بحيث يتفرغون لعمل الكرازة بالإنجيل وقد أتبعت النصيحة وعن طريق الصلاة ووضع الأيدى تم انتخاب و اختيار سبعة رجال وأفرزوا بكل وقار لواجباتهم كشمامسة , وكان لتعيين هؤلاء الشمامسة السبعة لكى يقوموا بعملية الإشراف على نواحى العمل الخاصة بركة كبيرة للكنيسة لأنهم قد أبدوا اعتبارا وحرصا نحو حاجات الأفراد ومصالح الكنيسة المالية وبفضل تدبيرهم الحكيم ومثالهم المقدس كانوا عونا هاما لزملائهم فى ربط مصالح الكنيسة المختلفة معا فى وحدة كاملة.
وقد دلت النتائج المبهرة التى تجلت سريعا بعد كده على أن هذه الخطوة كانت هى نظام الله وجاءت بإرشاده وموافقته ولذلك قال الكتاب وكانت كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جدا فى أورشليم ,لذلك إن حصاد النفوس هذا كان نتيجة أمرين

1- الحرية العظمى التى كفلها الرسل 2- وإلى الغيرة والقوة اللتين أظهرهما الشمامسة السبعة ولا أريد أن يغيب عن أذهاننا أنه فى حقيقة كونهم قد انتخبوا للعمل الخاص إلا وهو الاهتمام بحاجات الفقراء ولكن ذلك لم يمنعهم أو يحرمهم من تعليم الناس مبادىء الإيمان بل على العكس فقد كانوا مؤهلين أهلية كاملة لتعليم الحق للآخرين فأشتغلوا فى ذلك العمل بغيرة ونجاح عظيمين .

لكنيسة الأولى قد أوكل لها عمل يتسع مداه بلا توقف إلا وهو إقامة مراكز للنور والبركة أينما وجدت نفوس أمينة راغبة فى تكريس ذاتها لخدمة المسيح ,فإن إذاعة بشارة الإنجيل كانت ستشمل العالم كله فى أتساع مداه والرسل لم يكن يأملون أن يتمموا رسالتهم الهامة ما لم يظلوا متضامنين فى وحدة مسيحية وثيقة وهكذا يعلنون للعالم أنهم واحد مع المسيح فى الله . ألم يصلى قائدهم الإلهى إلى الآب قائلا فى يوحنا 17: 11 11وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ، وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ. أو لم يعلن عن تلاميذه قائلا فى يوحنا 17: 14 14أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كلاَمَكَ، وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ، ألم يتوسل من أجلهم إلى الآب قائلا فى يوحنا 17: 23 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.وأيضا فى 17: 21 21لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.فأن حياتهم وقوتهم الروحية كانت موقوفة على الارتباط الوثيق بذاك الذى قد أرسلهم ليكرزوا بالإنجيل وعلى قدر ما كانوا متحدين بالمسيح كان التلاميذ يرجون أن تصحبهم قوة الروح القدس ويتعاون معهم ملائكة السماء , فبمساعدة هذه العوامل الإلهية كان يمكنهم أن يظهروا أمام العالم كجبهة متحدة وينتصروا فى الحرب الدائمة التى كانوا مضطرين لخوض غمارها ضد قوات الظلمة , وإذ كان عليهم أن يظلوا متضامنين فى العمل معا فإن رسل السماء كانوا سيسيرون فى طليعتهم ليفتحوا الطريق أمامهم والقلوب كانت ستجهز أيضا لقبول الحق وكثيرين كانوا سيربحون للمسيح وطالما كانوا متحدين فإن الكنيسة ستسير قدما كما يقول سفر نشيد الإنشاد 6: 10 10مَنْ هِيَ الْمُشْرِفَةُ مِثْلَ الصَّبَاحِ جَمِيلَةٌ كَالْقَمَرِ طَاهِرَةٌ كَالشَّمْسِ مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍولم يكن أى شيء يستطيع أن يتصدى لها فى تقدمها للأمام وستسير الكنيسة من نصرة إلى نصرة متممة رسالتها الإلهية فى الكرازة بالإنجيل للعالم بمجد عظيم .
الحقيقة كان نظام الكنيسة فى أورشليم مزمعا أن يكون نموذجا لنظام الكنائس فى كل الأماكن الأخرى حيث كان رسل الحق سيربحون نفوسا إلى الإنجيل ولكن أولئك الذين وضعت عليهم مسئولية الأشراف العام على الكنيسة لم يكن لهم أن يتسلطوا على ميراث الله بل كرعاة حكماء كان عليهم أن كما يقول بطرس الرسول فى رسالته الأولى 5: 2- 3 ،2 ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّاراً، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاِخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ،3 وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً, وده موجه لكل رجال الكهنوت وأما الشمامسة فينبغى أن يكونوا رجالا كما يقول سفر الأعمال 6: 3 3فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَالٍ مِنْكُمْ مَشْهُوداً لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هَذِهِ الْحَاجَةِ. وكان على أولئك الرجال أن يتخذوا موقفهم متحدين معا فى جانب الحق وأن يحتفظوا بموقفهم بثبات وتصميم وبذلك يكون لهم تأثير موحد على الرعية كلها .
فى التاريخ اللاحق للكنيسة الأولى عندما انتظمت جماعات كثيرة من المؤمنين فى كنائس منتشرة فى أنحاء العالم المختلفة صار نظام الكنيسة أقرب إلى الكمال حتى أمكن الاحتفاظ بالنظام والعمل المتوافق وقد نصح كل عضو بأن يؤدى دوره على الوجه الأكمل وأن يحسن استخدام المواهب والوزنات المسلمة له وكان الروح القدس قد وهب بعضا منهم مواهب خاصة كما يقول بولس الرسول فى كورونثوس الأولى 12: 28 28فَوَضَعَ اللهُ أُنَاساً فِي الْكَنِيسَةِ: أَوَّلاً رُسُلاً ثَانِياً أَنْبِيَاءَ ثَالِثاً مُعَلِّمِينَ ثُمَّ قُوَّاتٍ وَبَعْدَ ذَلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ أَعْوَاناً تَدَابِيرَ وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ.ولكن كان يجب على كل هؤلاء العمال المختلفين أن يعملوا معا فى توافق وانسجام وكما يقول أيضا على ذلك أيضا فى كورونثوس الأولى 12: 4- 12 .4فَأَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ.5وَأَنْوَاعُ خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ.6وَأَنْوَاعُ أَعْمَالٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.7وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ.8فَإِنَّهُ لِوَاحِدٍ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَمُ حِكْمَةٍ. وَلآخَرَ كَلاَمُ عِلْمٍ بِحَسَبِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ.9وَلآخَرَ إِيمَانٌ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. 10وَلآخَرَ عَمَلُ قُوَّاتٍ وَلآخَرَ نُبُوَّةٌ وَلآخَرَ تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ وَلآخَرَ أَنْوَاعُ أَلْسِنَةٍ وَلآخَرَ تَرْجَمَةُ أَلْسِنَةٍ. 11وَلَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ قَاسِماً لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ كَمَا يَشَاءُ. 12لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً.
أن التبعات الملقاة على عواتق أولئك المدعوين ليقوموا بدور القيادة فى كنيسة الله على الأرض هى تبعات لها خطورتها ولو عدنا فى أيام الحكومة الإلهية عندما كان موسى يحاول أن ينهض وحده بأعباء ثقيلة جدا أنهكت قواه بسرعة ,وأشار عليه يثرون قائلا فى سفر الخروج 18: 19- 22 19اَلآنَ اسْمَعْ لِصَوْتِي فَأَنْصَحَكَ. فَلْيَكُنِ اللهُ مَعَكَ. كُنْ أَنْتَ لِلشَّعْبِ أَمَامَ اللهِ وَقَدِّمْ أَنْتَ الدَّعَاوِيَ إِلَى اللهِ 20وَعَلِّمْهُمُ الْفَرَائِضَ وَالشَّرَائِعَ وَعَرِّفْهُمُ الطَّرِيقَ الَّذِي يَسْلُكُونَهُ وَالْعَمَلَ الَّذِي يَعْمَلُونَهُ. 21وَأَنْتَ تَنْظُرُ مِنْ جَمِيعِ الشَّعْبِ ذَوِي قُدْرَةٍ خَائِفِينَ اللهَ أُمَنَاءَ مُبْغِضِينَ الرَّشْوَةَ وَتُقِيمُهُمْ عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ وَرُؤَسَاءَ مِئَاتٍ وَرُؤَسَاءَ خَمَاسِينَ وَرُؤَسَاءَ عَشَرَاتٍ 22فَيَقْضُونَ لِلشَّعْبِ كُلَّ حِينٍ. وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ الدَّعَاوِي الْكَبِيرَةِ يَجِيئُونَ بِهَا إِلَيْكَ. وَكُلَّ الدَّعَاوِي الصَّغِيرَةِ يَقْضُونَ هُمْ فِيهَا. وَخَفِّفْ عَنْ نَفْسِكَ فَهُمْ يَحْمِلُونَ مَعَكَ. وبهذا أراح موسى من المسئولية المنهكة أو مسئولية فحص مسائل صغيرة كثيرة يمكن أن تحل بحكمة بواسطة مساعدين مكرسين ,فإن أولئك الذين قد وضعتهم عناية الله فى مراكز المسئولية الرئيسية فى الكنيسة فى حكمة خاصة ودراية ,فليس فى نظام الله أن يطلب من هؤلاء الناس تنظيم المسائل الصغيرة التى يمكن لغيرهم من ذوى الكفاءة أن يعالجوها وهذا ما أقترحه يثرون على موسى فى سفر الخروج 18: 22- 23 22فَيَقْضُونَ لِلشَّعْبِ كُلَّ حِينٍ. وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ الدَّعَاوِي الْكَبِيرَةِ يَجِيئُونَ بِهَا إِلَيْكَ. وَكُلَّ الدَّعَاوِي الصَّغِيرَةِ يَقْضُونَ هُمْ فِيهَا. وَخَفِّفْ عَنْ نَفْسِكَ فَهُمْ يَحْمِلُونَ مَعَكَ. 23إِنْ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَأَوْصَاكَ اللهُ تَسْتَطِيعُ الْقِيَامَ. وَكُلُّ هَذَا الشَّعْبِ أَيْضاً يَأْتِي إِلَى مَكَانِهِ بِالسَّلاَمِ». وتمشيا مع هذه الخطة نجد فى سفر الخروج ماذا فعل موسى ففى (خروج 18: 25- 26 ) 25وَاخْتَارَ مُوسَى ذَوِي قُدْرَةٍ مِنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَجَعَلَهُمْ رُؤُوساً عَلَى الشَّعْبِ رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ وَرُؤَسَاءَ مِئَاتٍ وَرُؤَسَاءَ خَمَاسِينَ وَرُؤَسَاءَ عَشَرَاتٍ. 26فَكَانُوا يَقْضُونَ لِلشَّعْبِ كُلَّ حِينٍ. الدَّعَاوِي الْعَسِرَةُ يَجِيئُونَ بِهَا إِلَى مُوسَى وَكُلُّ الدَّعَاوِي الصَّغِيرَةِ يَقْضُونَ هُمْ فِيهَا. وبعد ذلك عندما أختار موسى سبعين شيخا ليشتركوا معه فى مسئوليات القيادة كان حريصا بأن يختار لمساعدته رجالا ذوى كرامة وحكم صائب وخبرة , وفى وصيته لهؤلاء الشيوخ عند إقامتهم , لخص بعضا من المؤهلات التى تؤهل الإنسان ليكون رئيسا حكيما فى الكنيسة وكان قوله هذا فى سفر التثنية 1: 16- 17 16وَأَمَرْتُ قُضَاتَكُمْ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ قَائِلاً: اسْمَعُوا بَيْنَ إِخْوَتِكُمْ وَاقْضُوا بِالحَقِّ بَيْنَ الإِنْسَانِ وَأَخِيهِ وَنَزِيلِهِ. 17لا تَنْظُرُوا إِلى الوُجُوهِ فِي القَضَاءِ. لِلصَّغِيرِ كَالكَبِيرِ تَسْمَعُونَ. لا تَهَابُوا وَجْهَ إِنْسَانٍ لأَنَّ القَضَاءَ لِلهِ. وَالأَمْرُ الذِي يَعْسُرُ عَليْكُمْ تُقَدِّمُونَهُ إِليَّ لأَسْمَعَهُ. , ونجد أيضا الملك داود قرب نهاية ملكه قدم وصية مقدسة لأولئك الذين كانوا يضطلعون بعمل الله فى عهده , فإذ جمع إلى أورشليم فى سفر أخبار الأيام الأولى 28: 1 1 وَجَمَعَ دَاوُدُ كُلَّ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ, رُؤَسَاءَ الأَسْبَاطِ وَرُؤَسَاءَ الْفِرَقِ الْخَادِمِينَ الْمَلِكَ, وَرُؤَسَاءَ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءَ الْمِئَاتِ, وَرُؤَسَاءَ كُلِّ الأَمْوَالِ وَالأَمْلاَكِ الَّتِي لِلْمَلِكِ وَلِبَنِيهِ, مَعَ الْخِصْيَانِ وَالأَبْطَالِ وَكُلِّ جَبَابِرَةِ الْبَأْسِ, إِلَى أُورُشَلِيمَ. فذلك الملك الشيخ أوصاهم بكل وقار فى نفس الإصحاح عدد 8 8وَالآنَ فِي أَعْيُنِ كُلِّ إِسْرَائِيلَ مَحْفَلِ الرَّبِّ, وَفِي سَمَاعِ إِلَهِنَا, احْفَظُوا وَاطْلُبُوا جَمِيعَ وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لِتَرِثُوا الأَرْضَ الْجَيِّدَةَ وَتُوَرِّثُوهَا لأَوْلاَدِكُمْ بَعْدَكُمْ إِلَى الأَبَدِ. وأما لأبنه سليمان الذى كان مدعوا ليشغل مركزا ذا مسئولية هامة فقد قدم داود وصية خاصة له فقال فى نفس الإصحاح العددان 9 و 10 9وَأَنْتَ يَا سُلَيْمَانُ ابْنِي اعْرِفْ إِلَهَ أَبِيكَ وَاعْبُدْهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ وَنَفْسٍ رَاغِبَةٍ, لأَنَّ الرَّبَّ يَفْحَصُ جَمِيعَ الْقُلُوبِ وَيَفْهَمُ كُلَّ تَصَوُّرَاتِ الأَفْكَارِ. فَإِذَا طَلَبْتَهُ يُوجَدُ مِنْكَ, وَإِذَا تَرَكْتَهُ يَرْفُضُكَ إِلَى الأَبَدِ. 10اُنْظُرِ الآنَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدِ اخْتَارَكَ لِتَبْنِيَ بَيْتاً لِلْمَقْدِسِ, فَتَشَدَّدْ وَاعْمَلْ». وإن نفس مبادىء التقوى والعدالة التى كانت مرشدا لرؤساء شعب الله فى عهد موسى وداود كان يجب أن يتبعها أولئك الذين أعطى لهم حق الأشراف والمناظرة على كنيسة الله المنظمة حديثا فى عهد الإنجيل , وفى عمل تنظيم الأمور كل الكنائس وإقامة رجال لائقين ليعملوا كموظفين ورؤساء , تمسك الرسل بمثل القيادة العليا الملخصة فى أسفار العهد القديم . واعتبروا أن من يدعى ليحتل مركزا مرموقا ذا مسئولية فى الكنيسة يجب أن كما يقول بولس الرسول فى رسالته لتيطس 1: 7- 9 7 لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ
كُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ كَوَكِيلِ اللهِ، غَيْرَ مُعْجِبٍ بِنَفْسِهِ، وَلاَ غَضُوبٍ، وَلاَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ فِي الرِّبْحِ الْقَبِيحِ،8 بَلْ مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ، مُحِبّاً لِلْخَيْرِ، مُتَعَقِّلاً، بَارّاً، وَرِعاً، ضَابِطاً لِنَفْسِهِ،9 مُلاَزِماً لِلْكَلِمَةِ الصَّادِقَةِ الَّتِي بِحَسَبِ التَّعْلِيمِ، لِكَيْ يَكُونَ قَادِراً أَنْ يَعِظَ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيحِ وَيُوَبِّخَ الْمُنَاقِضِينَ.
إن النظام الذى أستتب فى الكنيسة المسيحية الأولى جعل من السهل عليهم أن يتقدموا إلى الأمام بخطى راسخة كجيش منظم حسن التدريب ومتسلح بسلاح الله , ومع أن جماعات المؤمنين كانوا مشتتين فى أقاليم واسعة إلا أنهم كانوا كلهم أعضاء فى جسد واحد وكانوا يسيرون متحدين ومتوافقين بعضهم مع بعض . وعندما كان يقوم نزاع ما فى كنيسة محلية , كما قد حدث بعد ذلك فى أنطاكية وغيرها من الكنائس , وكان المؤمنون عاجزين على الاتفاق فيما بينهم لم يسمح لمثل تلك الشئون أن تخلق انشقاقا فى الكنيسة بل كانت ترفع إلى مجمع عام من المؤمنين مكون من مندوبين معينين من الكنائس المحلية المختلفة بالإضافة إلى الرسل والمشايخ ذوى المراكز التى تنطوى على مسئوليات خطيرة . وهكذا قوبلت مساعى الشيطان لمهاجمة الكنيسة فى الأماكن المنعزلة بعمل متحد مكرس قام به الجميع , وأحبطت خطط العدو للتمزيق والإهلاك . وكما يقول بولس الرسول فى كورونثوس الأولى 14: 33 33لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلَهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلَهُ سَلاَمٍ كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ. وهو هنا يطلب أن يراعى النظام والتناسق فى إدارة شئون الكنيسة اليوم كما كان الحال فى أيام القدم , وهو يرغب أن يتقدم عمله بإتقان ودقة حتى يختمه بختم الاستحسان والمصادقة. فعلى المسيحى أن يتحد مع أخيه المسيحى , والكنيسة بأختها , وأن تتعاون الوسائل البشرية مع الوسائل الإلهية , وكل هذه الوسائل تكون خاضعة للروح القدس وأن يتحد الجميع فى تقديم بشائر نعمة الله المفرحة للعالم .
الشهيد المسيحى الأول
إن أستفانوس الذى كان فى طليعة الشمامسة السبعة كان رجلا عميقا فى تقواه وواسع الأفق فى إيمانه . و مع أنه من نسل اليهود فقد كان يتكلم اليونانية كما كان عليما بعادات اليونانيين وأخلاقهم . وقد كان نشيطا جدا فى عمل المسيح وبكل جرأة جاهر بإيمانه . وقد أشتبك معه المعلمون الفهماء وأساتذة الشريعة فى مجادلات علنية وهم واثقون من إحراز نصرة ميسورة , ومع ذلك لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذى كان يتكلم به . وهو لم يتكلم بقوة الروح وحسب ولكنه كان أمرا واضحا أنه كان ضليعا بالنبوات ومتبحرا فى كل شئون الناموس . وبكل براعة دافع عن الحقائق التى هب لمناصرتها , وهزم خصومه هزيمة ماحقة. وقد تم له الوعد الإلهى القائل فى لوقا 21: 14- 15 14فَضَعُوا فِي قُلُوبِكُمْ أَنْ لاَ تَهْتَمُّوا مِنْ قَبْلُ لِكَيْ تَحْتَجُّوا، 15لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَماً وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا. فإذ رأى الكهنة والرؤساء القوة التى كانت تصحب كرازته امتلأت قلوبهم كراهية مرة له . فبدلا من التسليم بالبراهين التى أوردها , صمموا على إسكاته بالقضاء عليه بالموت . وفى مناسبات عديدة قدموا رشوة للسلطات الرومانية حتى يتجاوزوا ولا ينتقدوا اليهود فى المرات العديدة التى فيها أخذوا على عاتقهم تنفيذ القانون وحاكموا أسراهم وأدانوهم وقتلوهم بموجب عاداتهم القومية . ولم يشك أعداء أستفانوس فى أنهم سينتهجون تلك الخطة ذاتها دون أن يعرضوا أنفسهم للخطر . وإذ صمموا على المجازفة بالعواقب قبضوا على أستفانوس وأوقفوه أمام مجمع السنهدرين ليحاكم. وقد دعى بعض علماء اليهود من البلدان المجاورة لكى يفندوا الحجج التى سيدلى لهم بها الأسير وينقضوها. كان شاول الطرسوسى حاضرا وكانت له اليد الطولى فى مقاومة أستفانوس . وقد أستخدم قوة فصاحة المعلمين ومنطقهم لمقارعة الحق وإقناع الشعب بأن أستفانوس كان يعلم تعاليم خادعة خطيرة . ولكنه وجد أستفانوس إنسانا ذا معرفة وفهم وإلمام كامل بقصد الله فى نشر الإنجيل فى ربوع الأمم الأخرى. فلما لم يستطع الكهنة والرؤساء أن ينتصروا على حكمة أستفانوس الواضحة الهادئة , عقدوا العزم أن يمثلوا به . وبينما كانوا بذلك يشبعون كراهيتهم وأنتقامهم أرادوا فى نفس الوقت أن يخيفوا الآخرين ويمنعوهم من قبول عقيدته . وقد قدموا رشوة لأناس كى يشهدوا زورا بأنهم سمعوه يجدف على الهيكل والناموس. وقد أعلن هؤلاء الشهود قائلين (أعمال 6: 14 ) 14لأَنَّنَا سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ هَذَا سَيَنْقُضُ هَذَا الْمَوْضِعَ وَيُغَيِّرُ الْعَوَائِدَ الَّتِي سَلَّمَنَا إِيَّاهَا مُوسَى». فإذ وقف أستفانوس وجها لوجه أمام قضاته للدفاع عن تهمة التجديف , أشرق وجهه نور مقدس , وكثيرون ممن أبصروا هذا النور أرتعدوا وغطوا وجوههم , ولكن عدم إيمان الرؤساء وتعصبهم العنيد لم يتأثر ولا تردد. وعندما سئل أستفانوس عن صدق التهم الموجهه إليه بدأ يدلى بدفاعه بصوت واضح يهز المشاعر دوى فى أرجاء دار المجمع . وبأقوال أذهلت المجمع تقدم ليتلو تاريخ شعب الله المختار . وقد برهن على معرفته الكاملة للنظام اليهودى والتفسير الروحى له والذى تجلى الآن فى حياة المسيح . وقد ردد النبوة التى نطق بها موسى المنبئة عن المسيا إذ قال ( نبيا مثلى سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم . له تسمعون ) و قد أوضح ولاءه لله والعقيدة اليهودية , كما أظهر لهم فى الوقت نفسه أن الناموس الذى أتكل عليه اليهود للخلاص لم يكن قادرا على تحرير إسرائيل من عبادة الأوثان . وقد أظهر مدى الترابط بين يسوع المسيح وكل التاريخ اليهودى . كما أشار إلى بناء سليمان للهيكل وأقوال سليمان وأشعياء فقال 48لَكِنَّ الْعَلِيَّ لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَاتِ الأَيَادِي كَمَا يَقُولُ النَّبِيُّ: 49السَّمَاءُ كُرْسِيٌّ لِي وَالأَرْضُ مَوْطِئٌ لِقَدَمَيَّ. أَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي يَقُولُ الرَّبُّ
وَأَيٌّ هُوَ مَكَانُ رَاحَتِي 50أَلَيْسَتْ يَدِي صَنَعَتْ هَذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا. و عندما وصل أستفانوس إلى هذا الحد حدث شغب بين الشعب . فإذ ربط المسيح بالنبوات وتحدث عن الهيكل , فالكاهن إذ تظاهر بأنه يرتعب ويستاء مما يسمع , مزق رداءه . وقد كان هذا العمل بالنسبة لأستفانوس علامة على أن صوته سرعان ما سيبكم إلى الأبد . فإذ رأى المقاومة التى بها قوبلت أقواله , علم أنه كان يقدم آخر شهادة له . ومع أنه كان فى منتصف موعظته فقد ختمها فجأة . وفجأة إذ أبتعد عن سلسلة التاريخ التى كان يتتبع مراحلها , ألتفت إلى قضاته الساخطين وصاح قائلا 51«يَا قُسَاةَ الرِّقَابِ وَغَيْرَ الْمَخْتُونِينَ بِالْقُلُوبِ وَالآذَانِ أَنْتُمْ دَائِماً تُقَاوِمُونَ الرُّوحَ الْقُدُسَ. كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ كَذَلِكَ أَنْتُمْ! 52أَيُّ الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ وَقَدْ قَتَلُوا الَّذِينَ سَبَقُوا فَأَنْبَأُوا بِمَجِيءِ الْبَارِّ الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ صِرْتُمْ مُسَلِّمِيهِ وَقَاتِلِيهِ 53الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ». وعند هذا الحد جن جنون الكهنة والرؤساء من فرط الغضب . وكان تصرفهم أقرب إلى الوحوش الكاسرة منه إلى البشر , فهجموا على أستفانوس وهم يصرون بأسنانهم عليه . وقد قرأ الأسير مصيره فى الملامح القاسية المحدقة به ولكنه لم يضعف ولم يتردد . فبالنسبة إليه كانت مخاوف الموت ومرارته قد زالت . ولم يرتعب من الكهنة الساخطين أو الرعاع الثائرين . فالمنظر الذى أمامه أختفى عن عينيه. وقد أنفتحت له أبواب السماء وإذ نظر إلى الداخل رأى مجد مساكن الله , كما رأى المسيح وكأنه قد قام للتو عن عرشه , ووقف مستعد لإسناد خادمه . فبكلام النصرة هتف أستفانوس قائلا 56فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ». فإذ وصف المنظر المجيد الذى كانت عيناه تشخصان إليه لم يعد مضطهدوه يستطيعون الاحتمال . فسدوا آذانهم حتى لا يسمعوا كلامه وصاحوا بأصوات عالية وهجموا عليه بوحشية 58وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ. وَالشُّهُودُ خَلَعُوا ثِيَابَهُمْ عِنْدَ رِجْلَيْ شَابٍّ يُقَالُ لَهُ شَاوُلُ. 59فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: «أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي». 60ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا رَبُّ لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ». وَإِذْ قَالَ هَذَا رَقَدَ. أن أستفانوس لم يحكم عليه بحكم شرعى , بل أعطيت رشوة كبيرة للسلطات الرومانية كى لا تتقصى هذه القضية . ولكن أستشهاد أستفانوس أثر تأثيرا عميقا على كل من شاهدوه . إن ذكرى ختم الله على وجهه , وأقواله التى لمست قلوب من قد سمعوها ظلت حية فى عقول مشاهديه وشهدت لصدق ما قد أعلنه . وقد كان موته تجربة قاسية على الكنيسة ولكن من نتائجه أن تبكت شاول الذى لم يستطيع أن يمحو من ذاكرته إيمان الشهيد والمجد الذى أستقر على وجهه . إن شاول عند مشهد محاكمة أستفانوس وموته بدا كأنه متشبع بغيرة مجنونة . وفيما بعد غضب من الأقتناع الدفين الذى ثار فى أعماقه من الله قد أكرم أستفانوس فى الوقت ذاته الذى كان الناس يهينونه فيه . وقد ظل شاول يضطهد كنيسة الله ويتصيد تلاميذ المسيح ويقبض عليهم وهم فى بيوتهم ويسلمهم للكهنة والرؤساء ليسجنوا ويقتلوا . إن غيرته التى جعلته يثير عليهم هذا الاضطهاد أرعبت المسيحيين الساكنين فى أورشليم . ولم تبذل السلطات الرومانية مجهودا خاصا لإيقاف أعمال القسوة تلك , بل كانوا فى الخفاء يناصرون اليهود لكى يستميلوهم ويظفروا برضاهم . وبعد موت أستفانوس أختير شاول ليكون عضوا فى مجمع السنهدرين تقديرا للدور الذى قام به فى تلك المأساة . وقد ظل بعض الوقت أداة قوية فى يد الشيطان لإتمام تمرده على أبن الله . ولكن بعد ذلك بقليل كان هذا المضطهد الذى لا يرحم مزمعا أن يستخدم فى بناء الكنيسة التى كان الآن يهدمها . إن سيدا أقوى وأعظم من الشيطان قد أختار شاول ليأخذ مكان أستفانوس
الشهيد ليكرز ويتألم لأجل المسيح وينشر فى كل الأماكن القاصية والدانية أخبار الخلاص بدمه الكريم.
اضطهاد كنيسة الله
وبعد موت أستفانوس ثار اضطهاد عنيف ضد المؤمنين فى أورشليم , وقد كان هذا الاضطهاد من القسوة بحيث تشتت الجميع فى كور اليهودية والسامرة . 3وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَسْطُو عَلَى الْكَنِيسَةِ وَهُوَ يَدْخُلُ الْبُيُوتَ وَيَجُرُّ رِجَالاً وَنِسَاءً وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى السِّجْنِ. وفى تاريخ لاحق وصف غيرته عندما كان يقوم بهذا العمل القاسى , بهذه الكلمات فى سفر الأعمال 26: 9- 11 فَأَنَا ارْتَأَيْتُ فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَصْنَعَ أُمُوراً كَثِيرَةً مُضَادَّةً لاِسْمِ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ. 10وَفَعَلْتُ ذَلِكَ أَيْضاً فِي أُورُشَلِيمَ فَحَبَسْتُ فِي سُجُونٍ كَثِيرِينَ مِنَ الْقِدِّيسِينَ آخِذاً السُّلْطَانَ مِنْ قِبَلِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ. وَلَمَّا كَانُوا يُقْتَلُونَ أَلْقَيْتُ قُرْعَةً بِذَلِكَ. 11وَفِي كُلِّ الْمَجَامِعِ كُنْتُ أُعَاقِبُهُمْ مِرَاراً كَثِيرَةً وَأَضْطَرُّهُمْ إِلَى التَّجْدِيفِ. وَإِذْ أَفْرَطَ حَنَقِي عَلَيْهِمْ كُنْتُ أَطْرُدُهُمْ إِلَى الْمُدُنِ الَّتِي فِي الْخَارِجِ. أما حقيقة كون أستفانوس لم يكن هو الشخص الوحيد الذى ذاق الموت فيمكننا أن نعرفه من كلام شاول نفسه عندما قال ولما كانوا يقتلون ألقيت قرعة بذلك , ولكن فى وقت الخطر هذا تقدم نيقوديموس مجاهرا بإيمانه بالمخلص المصلوب بلا خوف . كان نيقوديموس عضوا فى السنهدرين وقد تأثر هو وآخرون من تعاليم يسوع . فإذ شاهد الآيات التى صنعها المسيح ثبت فى ذهنه اقتناع راسخ بأنه كان (المسيا) مرسلا من قبل الله .ولكنه إذ كان متكبرا جدا عن أن يجاهر بتعاطفه العلنى مع المعلم الجليلى , سعى لأن يقابله على إنفراد فى السر . وفى ذلك اللقاء كشف له يسوع عن تدبير الخلاص ورسالته إلى العالم , ومع ذلك ظل نيقوديموس مترددا . لقد أخفى الحق فى قلبه , ولمدى ثلاث سنين لم يظهر فيه غير ثمر قليل . ولكن فى حين أن نيقوديموس لم يعترف بالمسيح جهارا , ففى مجمع السنهدرين عرقل مؤامرات الكهنة لإهلاك يسوع وأحبطها مرارا كثيرة . فلما رفع المسيح أخيرا على خشبة الصليب تذكر نيقوديموس الكلمات التى كان قد قالها له عندما كانا يتحادثان معا فى تللك الليلة على جبل الزيتون فى يوحنا 3: 13 14«وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَان . وقد رأى فى شخص يسوع فادى العالم . وقد أشترك نيقوديموس مع يوسف الرامى فى تحمل نفقات دفن يسوع المسيح . كان التلاميذ يخافون من إظهار أنفسهم بأنهم أتباع المسيح , ولكن نيقوديموس ويوسف أسرعا لنجدتهم بكل جرأة . لقد كانوا فى أشد الحاجة إلى معونة هذين الرجلين الغنيين المكرمين فى ساعة الظلمة تلك . فقد كانا قادرين على أن يعملا لمعلمهما المائت ما كان يستحيل على التلاميذ
الفقراء أن يعملوه , وقد كان ثراؤهما ونفوذهما كفيلين بوقايتهم إلى حد كبير , من خبث الكهنة والرؤساء . والآن عندما كان اليهود يحاولون ملاشاة الكنيسة الوليدة تقدم نيقوديموس يدافع عنها ويحميها . ما عاد بعد حذرا ولا متشككا فشجع إيمان التلاميذ وأنفق أمواله فى إعالة كنيسة أورشليم وفى نشر عمل الإنجيل . فالذين كانوا قبلا يوقرونه صاروا الآن يحتقرونه ويضطهدونه , فصار فقيرا فى أملاك هذا العالم إلا أنه لم يتردد فى الدفاع عن إيمانه . الحقيقة إن الاضطهاد الذى وقع على الكنيسة فى أورشليم نتج عنه إعطاء عمل الإنجيل قوة دفعته إلى الأمام . لقد لازم النجاح خدمة الكلمة فى ذلك المكان وكان هناك خطر من أن يبقى التلاميذ هناك وقتا أطول من اللازم غافلين عن المهمة التى أوكلها المخلص أليهم بأن يذهبوا إلى العالم أجمع . فإذ نسوا أن القوة على مقاومة الشر تكتسب فقط عن طريق الخدمة المناضلة والكفاح , بدأوا يظنون أنه لا يوجد لهم عمل يعملونه أهم من وقاية الكنيسة فى أورشليم من هجمات العدو . وبدلا من أن يدربوا المهتدين الجدد على حمل الإنجيل إلى من لم يسمعوا عنه , كانوا فى خطر الإقدام على عمل يجعل الجميع يكتفون بما قد أنجز . فلكى يشتت الله ممثليه هؤلاء إلى الخارج حيث يمكنهم أن يخدموا الآخرين , سمح بأن يثور الاضطهاد ضدهم . فإذ طردوا من أورشليم ( جالوا مبشرين بالكلمة). وقد كان بين الذين كلفهم المخلص القيام بعمل الكرازة قائلا لهم فى متى 28: 19 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. كثيرين ممن قد أتوا من مسالك الحياة الوضيعة من الرجال والنساء الذين قد تعلموا أن يحبوا سيدهم وعقدوا العزم على إتباع مثاله فى الخدمة المضحية . فلأولئك الناس المحتقرين كما للتلاميذ الذين كانوا مع المخلص مدى سنى خدمته على الأرض أعطيت المأمورية الثمينة سواء بسواء . وكان عليهم أن يحملوا إلى العالم تلك البشرى المفرحة , بشرى الخلاص بالمسيح. وعندما تشتتوا بسبب الاضطهاد خرجوا ممتلئين بالحماسة الكرازية , وكانوا متحققين من مسئولية كرازتهم والقيام بمأموريتهم . لقد عرفوا أنهم كانوا يمسكون بخبز الحياة بين أيديهم للعالم الذى يتضور جوعا , وقد كانت محبة المسيح تحصرهم لأن يكسروا هذا الخبز لكل من كانوا بحاجة إليه . ومد عمل الرب بواسطتهم . وأينما ذهبوا كان المرضى ينالون الشفاء والمساكين يبشرون .
الشبهات الموجهه لخطاب أستفانوس
الحقيقة هناك شبهتين فقط :
1-كم كان زمن غربة شعب اسرائيل في مصر 430 سنه أم 400 أم اقل
أولا القديس أستفانوس قال فى خطابه :أعمال 7: 6 6وَتَكَلَّمَ اللهُ هَكَذَا: أَنْ يَكُونَ نَسْلُهُ مُتَغَرِّباً فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ فَيَسْتَعْبِدُوهُ وَيُسِيئُوا إِلَيْهِ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ
وفى سفر الخروج 12: 40- 41 40وَأَمَّا إِقَامَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً. 41وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ جَمِيعَ أَجْنَادِ الرَّبِّ خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.
ثانيا فى سفر التكوين 46: 11 11وَبَنُو لاَوِي: جَرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي.
وفى خروج 6: 18-20 18وَبَنُو قَهَاتَ: عَمْرَامُ وَيِصْهَارُ وَحَبْرُونُ وَعُزِّيئِيلُ. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ قَهَاتَ مِئَةً وَثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً. 19وَابْنَا مَرَارِي: مَحْلِي وَمُوشِي. هَذِهِ عَشَائِرُ اللاَّوِيِّينَ بِحَسَبِ مَوَالِيدِهِمْ. 20وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً.
ولنفرض ان قهات عمره يوم عند دخوله مصر رغم انه الابن الاوسط ولنفرض انه لم ينجب غير في اخر يوم من عمره رغم ان عمرام ابنه البكر يعني 133 سنة ونفرض ان عمرام لم ينجب موسي الا اخر يوم في حياته اي 137سنه . 133+ 137 = 270 وموسي عند خروجه 80سنه فمدة بقاؤهم في مصر 270+ 80= 350 فكيف تكون 400 سنه
2- كيف في خلال اربع اجيال يصلوا الي ما هو 2500000
لو عدد الاجيال اربعه نجد فى سفر العدد 1: 45- 47 45فَكَانَ جَمِيعُ المَعْدُودِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً كُلُّ خَارِجٍ لِلحَرْبِ فِي إِسْرَائِيل 46سِتَّ مِئَةِ أَلفٍ وَثَلاثَةَ آلافٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ. 47وَأَمَّا اللاوِيُّونَ حَسَبَ سِبْطِ آبَائِهِمْ فَلمْ يُعَدُّوا بَيْنَهُمْ. فعدد الرجال من عشرين سنه 603550ولنفرض ان عدد النساء مساوي اي عددهم 1207000 ولنفرض ان عدد مساوي من من هم اقل من عشرين سنه صبيان وبنات 2414000 كيف70يصيرون مليونين ونصف تقريبا بعد اربع اجيال وبخاصة ان مصر في زمن الاسرة الحديثة زمن الخروج كان 3

ملخص الشبهتين
1-هل هم تغربوا 400 ام 430 ام اقل من 350 سنه
2- كيف في خلال اربع اجيال يصلوا الي ما هو 2500000
تعالوا نرد على الشبهة الأولى فمن ناحية الأعداد المستخدمة تعالوا نستعرض بعد الآيات للتوضيح
1-فى سفر التكوين 11: 31- 32 31وَأَخَذَ تَارَحُ أَبْرَامَ ابْنَهُ وَلُوطاً بْنَ هَارَانَ ابْنَ ابْنِهِ وَسَارَايَ كَنَّتَهُ امْرَأَةَ أَبْرَامَ ابْنِهِ فَخَرَجُوا مَعاً مِنْ أُورِ الْكِلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتُوا إِلَى حَارَانَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ. 32وَكَانَتْ أَيَّامُ تَارَحَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسَ سِنِينَ. وَمَاتَ تَارَحُ فِي حَارَانَ.
2- فى سفر التكوين 12: 4 4فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ.
3- فى سفر التكوين 21: 5 5وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ.
4- فى سفر التكوين 25: 26 26وَبَعْدَ ذَلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ بِعَقِبِ عِيسُو فَدُعِيَ اسْمُهُ يَعْقُوبَ. وَكَانَ إِسْحَاقُ ابْنَ سِتِّينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْهُمَا.
5- فى سفر التكوين 47: 9 9فَقَالَ يَعْقُوبُ لِفِرْعَوْنَ: «أَيَّامُ سِنِي غُرْبَتِي مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً. قَلِيلَةً وَرَدِيَّةً كَانَتْ أَيَّامُ سِنِي حَيَاتِي وَلَمْ تَبْلُغْ إِلَى أَيَّامِ سِنِي حَيَاةِ آبَائِي فِي أَيَّامِ غُرْبَتِهِمْ».
6- فى سفر التكوين 47: 28 28وَعَاشَ يَعْقُوبُ فِي أَرْضِ مِصْرَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً. فَكَانَتْ أَيَّامُ يَعْقُوبَ سِنُو حَيَاتِهِ مِئَةً وَسَبْعاً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.
7- فى سفر أعمال الرسل 7: 2- 3 2فَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ اسْمَعُوا. ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ قَبْلَمَا سَكَنَ فِي حَارَانَ3وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَهَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ
وعلى نحو ذلك نجد الاتي : ابراهيم خرج من ارام عن عمر 70 سنه (بداية غربته ) خرج من حاران 75 سنة 75-70= 5 وإسحاق ولد وإبراهيم 100سنه اي بعد 25سنه من خروجه من حاران وولد يعقوب و اسحاق 60 سنة وذهب يعقوب إلى مصر وهو 130 سنة ولما نجمع الأعداد نجدهم 5+ 25+ 60+ 130= 220 سنه بينما مدة غربة إسرائيل فى مصر 430- 220 = 210 ولكن ما تكلم عنه القديس اسطفانوس فى أعمال الرسل 7: 6 و تكلم الله هكذا ان يكون نسله متغربا في ارض غريبة فيستعبدوه و يسيئوا اليه اربع مئة سنة هو من وقت ميلاد اسحق والدليل في تكوين 15: 1- 16 1 بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ صَارَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى أَبْرَامَ فِي الرُّؤْيَا: «لاَ تَخَفْ يَا أَبْرَامُ. أَنَا تُرْسٌ لَكَ. أَجْرُكَ كَثِيرٌ جِدّاً». 2فَقَالَ أَبْرَامُ: «أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ مَاذَا تُعْطِينِي وَأَنَا مَاضٍ عَقِيماً وَمَالِكُ بَيْتِي هُوَ أَلِيعَازَرُ الدِّمَشْقِيُّ» 3وَقَالَ أَبْرَامُ أَيْضاً: «إِنَّكَ لَمْ تُعْطِنِي نَسْلاً وَهُوَذَا ابْنُ بَيْتِي وَارِثٌ لِي». 4فَإِذَا كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ: «لاَ يَرِثُكَ هَذَا. بَلِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ هُوَ يَرِثُكَ». 5ثُمَّ أَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجٍ وَقَالَ: «انْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ وَعُدَّ النُّجُومَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعُدَّهَا». وَقَالَ لَهُ: «هَكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ». 6فَآمَنَ بِالرَّبِّ فَحَسِبَهُ لَهُ بِرّاً. 7وَقَالَ لَهُ: «أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أُورِ الْكِلْدَانِيِّينَ لِيُعْطِيَكَ هَذِهِ الأَرْضَ لِتَرِثَهَا». 8فَقَالَ: «أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ بِمَاذَا أَعْلَمُ أَنِّي أَرِثُهَا» 9فَقَالَ لَهُ: «خُذْ لِي عِجْلَةً ثُلاَثِيَّةً وَعَنْزَةً ثُلاَثِيَّةً وَكَبْشاً ثُلاَثِيّاً وَيَمَامَةً وَحَمَامَةً». 10فَأَخَذَ هَذِهِ كُلَّهَا وَشَقَّهَا مِنَ الْوَسَطِ وَجَعَلَ شِقَّ كُلِّ وَاحِدٍ مُقَابِلَ صَاحِبِهِ. وَأَمَّا الطَّيْرُ فَلَمْ يَشُقَّهُ. 11فَنَزَلَتِ الْجَوَارِحُ عَلَى الْجُثَثِ وَكَانَ أَبْرَامُ يَزْجُرُهَا. 12وَلَمَّا صَارَتِ الشَّمْسُ إِلَى الْمَغِيبِ وَقَعَ عَلَى أَبْرَامَ سُبَاتٌ وَإِذَا رُعْبَةٌ مُظْلِمَةٌ عَظِيمَةٌ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِ. 13فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيباً فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. 14ثُمَّ الأُمَّةُ الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ جَزِيلَةٍ. 15وَأَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلاَمٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ. 16وَفِي الْجِيلِ
الرَّابِعِ يَرْجِعُونَ إِلَى هَهُنَا لأَنَّ ذَنْبَ الأَمُورِيِّينَ لَيْسَ إِلَى الْآنَ كَامِلاً». لان النبوه من تاريخ ميلاد اسحق اذا 60+ 130+ 210 = 400 سنه فيكون ما قاله القديس استفانوس صحيحا ويكون زمن غربة مصر فقط 210 وذكرت مصر بالذات فقط لأنها ارض العبودية الحقيقية.
تعالوا نرد على الشبهة الثانية أو النقطه الثانيه وهى كيف يتضاعف العدد في اربع اجيال بهذه الكثرة يجب أن نلاحظ شئ مهم أن امر البركه كان صادر من عند الرب ولكن اوضح امر هو:
التوضيح الاول سنتكلم عن الرجال فقط 1- يعقوب فرد وبعد جيل واحد اصبح 12رجل وال 12 ابناء يعقوب اصبحوا 70شخص بعد جيل اي المتوسط هو تسع اضعاف
70 * 9 = 630
630 * 9 = 5670 الجيل الاول
5670 * 9 = 51030 الجيل الثاني
51030 * 9 = 459270 الجيل الثالث
459270* 9 = 4133430 الجيل الرابع الخارج من مصر
فيكون عدد 603,000 عدد مقبول جدا فسواء تكلمنا عن الجيل الثالث او الرابع لا يوجد مشكله وبخاصة ان الانجيل يؤكد ان عدد الاجيال في مصر اربعه فى تكوين 15: 13- 16 13فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيباً فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. 14ثُمَّ الأُمَّةُ الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ جَزِيلَةٍ. 15وَأَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلاَمٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ. 16وَفِي الْجِيلِ الرَّابِعِ يَرْجِعُونَ إِلَى هَهُنَا لأَنَّ ذَنْبَ الأَمُورِيِّينَ لَيْسَ إِلَى الْآنَ كَامِلاً». اي اربع اجيال تبقي في مصر
التوضيح الثاني عدد الاجيال لم يكن اربعه فقط في كل سبط بمعني أن سبط لاوي فعلا اربعة اجيال بمعدل 52سنه لكل جيل ولكن سبط اخر مثل يوسف (افرايم)اجياله اكثر في نفس الفترة الزمنية (210 )
فافرايم كان سنتين وقت دخول شعب اسرائيل ارض مصر ويشوع هو الجيل الذي خرج وبينهماعشرة اجيال كما يقول ذلك سفر أخبار الأيام الأولى 7: 22- 27 22وَنَاحَ أَفْرَايِمُ أَبُوهُمْ أَيَّاماً كَثِيرَةً وَأَتَى إِخْوَتُهُ لِيُعَزُّوهُ. 23وَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْناً, فَدَعَا اسْمَهُ بَرِيعَةَ, لأَنَّ بَلِيَّةً كَانَتْ فِي بَيْتِهِ. 24وَبِنْتُهُ شِيرَةُ. وَقَدْ بَنَتْ بَيْتَ حُورُونَ السُّفْلَى وَالْعُلْيَا وَأُزَّيْنَ شِيرَةَ. 25وَرَفَحُ ابْنُهُ وَرَشَفُ وَتَلَحُ ابْنُهُ وَتَاحَنُ ابْنُهُ 26وَلَعْدَانُ ابْنُهُ وَعَمِّيهُودُ ابْنُهُ وَأَلِيشَمَعُ ابْنُهُ 27وَنُونُ ابْنُهُ وَيَشُوعُ ابْنُهُ.
افرايم-بريعه– رفح – تلح – تاحن – لعدان – عميهود –اليشمع – نون –يشوع اي عشرة اجيال اي متوسطه 22سنه من وقت ميلاد الطفل الي ان يتزوج ويلد فيكون متوسط الاجيال سبعة اجيال
اخيرا يؤكد الانجيل ان عدد شعب بني اسرائيل مساوي او اكثر من شعب مصر
خروج 1: 8- 9 8ثُمَّ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ عَلَى مِصْرَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ. 9فَقَالَ لِشَعْبِهِ: «هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ شَعْبٌ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا. فلو شعب مصر كان اكثر من اثنين مليون ايضا شعب اسرائيل سيكون اكثر من اثنين مليون .






  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دراسة في شخصية إيليا النبي
إستفانوس واستشهاده
إستفانوس وسر عظمته
إستفانوس من هو؟
شخصية إستفانوس


الساعة الآن 02:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024