|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ظن أدوم أنه فوق كل محاكمة وحسب أن سكناه في الجبال وسط الصخر يعفيه من النزول إلى ساحة القضاء وبّخه الرب على كبرياء قلبه، قائلًا له علانية كمن في استجواب: "إني قد جعلتك صغيرًا بين الأمم، أنت محتقر جدًا" [2]، لقد ظننت بسكناك في جبل سعير الذي تبلغ أحيانًا قممه حوالي 2000 قدمًا فوق سطح الماء، ومملوء شقوقًا صخرية أنك أعظم من غيرك. إذ ترتفع في عيني نفسك تصغر جدًا في عيني عن بقية اخوتك، فإنه ليس خطية تحطم حياة الإنسان مثل الكبرياء، بها يظن في نفسه إلهًا، ولكنه في عيني الله يصير محتقرًا جدًا، ويتعرض للموت الأبدي والهلاك. لذا يقول القديس إشعياء المتوحد: [لاحظ نفسك بدقة متجنبًا السلطة والكرامة والمجد وحب المديح كجروح روحية، والموت والهلاك كعذاب أبدي ]. ويقول الأب مار اسحق السرياني: [المجد الزمني يشبه صخرة مختفية في البحر، لا يعرفها البحار قبل أن تصطدم بها سفينة ويتمزق قاعها وتمتلئ ماء]. "تكبُّر قلبك قد خدعك أيها الساكن في محاجئ الصخر، رفعة مقعده (مسكنه)، القائل في قلبه من يحدرني إلى الأرض؟!" قد تكبر قلبه، أي تعالى في عيني نفسه بفهمه الذاتي، إذ كان القلب عند الساميين يعني مركز الفهم ، فبفهمه الذاتي خدعه سكناه في مساكن أو مغاير الصخر Sela، وربما يقصد ب Sela هنا جبل سعير المرتفع الوعر والمملوء شقوقًا ومغاير، أو كما يرى بعض الدارسين يقصد بها عاصمة أدوم "سالع" (قض 1: 36، 2 مل 14: 7، إش 16: 1)، وربما هي بترا Petra (صخرة) التي في أيام الأنباط. على أي الأحوال بفكره البشري إذ رأى نفسه يختفي وسط الصخور ويستقر على المرتفعات "رفعة مقعده" ظن أنه ليس من يقدر أن يحدره إلى الأرض ليدخل به إلى ساحة القضاء بين الأمم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عوبيديا النبي | استدعى الرب أدوم من كبريائه |
عوبيديا النبي | فهل يصعب على الخالق أن يدخل مخابئ عيسو (أدوم) |
عوبيديا النبي | سكن أدوم على الجبال الوعرة |
عوبيديا النبي | كبرياء أدوم |
عوبيديا النبى|تصميم |