رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البنية الدينيَّة: تستند البنية السياسيَّة إلى البنية الدينيَّة. كانت المملكتان تعبدان ذات الإله الواحد، ديانة واحدة، لكن مملكة الشمال شعرت بالحاجة إلى عاصمة وإلى هيكل عام ومذبح عام للشعب. أراد يربعام الأول أن يزاحم هيكل أورشليم الذي بناه سليمان، فاختار معبدين مشهورين: دان في الشمال وبيت إيل في الجنوب، وجعل فيهما "عجلين ذهبيِّين" (1 مل 12: 26-33). لقد صنعوا العجلين الذهبيِّين، ولكن للتعبير عن عبادة الله الخفي. وأقاما مذبحين، واحد في دان والآخر في بيت إيل، حتى لا يحن الشعب إلى هيكل سليمان والذهاب إلى أورشليم ممَّا قد يدفع إلى ثورة الشعب ضد ملوك إسرائيل والرغبة في الخضوع لملوك يهوذا. يرى البعض أن هذين التمثالين اللذين يرمزان إلى القوَّة والخصب، يكوّنان موطئًا للإله الخفي الذي يتصوّرونه واقفًا على حيوان. ولكن وُجدت حيوانات مشابهة في هيكل الكنعانيِّين الكثيرة في مملكة الشمال. وكانت الديانات الوثنيَّة تجتذب السكان الذين اعتبروا إنَّهم يحتاجون إلى هؤلاء الآلهة: فآلهة الطبيعة والزراعة يقدِّمون وفرة المحصولات والصحَّة والخصب للقطعان. هؤلاء الآلهة يقدِّمون الأمان في الحياة اليوميَّة للناس. لقد خاطر يربعام حين أدخل الصور الكنعانيَّة إلى شعائر عبادة الرب، فخلط الناس بين الرب والآلهة، وجعلوا إله إسرائيل على مستوى الآلهة الوثنيَّة. بعد خمسين سنة تطوَّر الوضع بصورة أخطر حين تزوَّج الملك آخاب إيزابيل، ابنة ملك صور الوثني، فشجَّعت ديانة البعل الشبيهة بالديانات الكنعانيَّة. كانت خطيَّة إسرائيل تميل بالأكثر إلى العبادة الوثنيَّة، أي الزنا الروحي، بينما كانت خطيَّة يهوذا هي بالأكثر العصيان للوصيَّة وتجاهل كلمة الرب. صارت عبادة العجل علامة استقلال مملكة الشمال عن يهوذا وأسرة داود، وقد وضع يربعام الجذور بطريقة بها لم تنزع هذه العبادة حتى سقطت المملكة بالسبي الآشوري. دخلت عبادة البعل بواسطة إيزابل زوجة آخاب الملك واستطاع إيليا وإليشع وياهو أن يقتلعوها. كل الملوك الـ19 للشمال عبدوا العجل، بعضهم عبد البعل لكن لم يحاول أحد أن يرد الشعب إلى عبادة الله. بالرغم من أن أغلب ملوك الجنوب كانوا يعبدون الأوثان وسلكوا في طرق ملوك إسرائيل الشرِّيرة لكن بعضهم خدم الله ووُجد بينهم مصلحون عظماء. انحرفت مملكة يهوذا شيئًا فشيئًا نحو ممارسة عبادة البعل المرعبة وبعض الديانات الكنعانيَّة حتى صار الجرح خطيرًا والمرض عديم الشفاء. |
|