رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا بكى يسوع عندما مات لعازر ؟
اقتاد يسوع مرتا من حزنها الأليم إلى إيمان جريء به، فركضت إلى أختها مريم، وهمست في أذنها خبر مجيء يسوع، لكي تهب إلى لقائه، دون أحداث تشويش. ويا لها من دعوة مجيدة، موجهة إلى كل واحد منا! هو يأتي في كلمته و يدعونا إليها، ويدعونا بها. إنه يدعوك بصفة شخصية، باسمك يدعوك. وإن كان يدعوك، فإنه سيشفيك أو يعزيك. حاولت مريم أن تتخلص من جمهور المعزين، وتذهب منفردة للقاء سيدها وربها، ولكنهم تبعوها، لأنهم ظنوا أنها ذاهبة إلى القبر لتبكي. ولكنها ما إن شاهدت يسوع، حتى ارتمت على قدميه بخضوع لإرادته في ما حدث، وملتجئة إلى مراحمه فيما يحدث الآن. هكذا حين نكون في محنة، يجب أن نطرح أنفسنا عند قدمي المسيح، ملتمسين عونه، ومسلمين تسليماً كاملاً للمقاصد الإلهية. حين رأى يسوع دموعها، تحنن، وانفعل بالروح، وعبّر عن تأثره بالبكاء. ولا ريب في أن بكاءه، نشأ عن إحساسه بما يتعرض له الإنسان من نكبات قاسية، وخصوصاً من سلطان الموت. وإذ اعتزم آنئذ أن يبطش الموت والقبر، سأل أين وضعوا جثة صديقه العزيز. أجل، إن المسيح في انزعاجه، سمح لنفسه بأن يجرب بالحزن مثلنا، حين نواجه مصيبة. وربما كان في ذلك تعبير عن استيائه من تمادي الذين حوله بالحزن. ولسان حاله يقول: ما هذا؟ أيليق هذا بمن يؤمنون بالله وبالقيامة؟ إلا أن استياء المسيح، لم يلبث أن توارى أمام حزن الأعزاء، وحل مكانه العطف والرثاء ومشاركتهم في أحزانهم. " فتم ما قيل بإشعياء النبي لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها " (إشعياء ٤:٥٣). ومع ذلك فقد أخذ بالغضب المقدس، حين تهامس أعداؤه عليه، قائلين: لقد فتح عيني الأعمى، فلماذا لم يستعمل قوته، ليمنع الموت عن صديقه، وهذا الكلام، قيل بصيغة انتقاد وقدح. وما علموا أن يسوع، سمح للموت أن يفتك بصديق عزيز، لكي يبني نفوس تلاميذه والأختين والشعب ولعازر نفسه. إن كان أصدقاء المسيح، الذين يحبهم يموتون، إن كانت كنيسته التي يحبها تضطهد وتتألم، فينبغي أن لا نفسر هذ النكبات لنقص في قدرته أو محبته، بل يجب أن نؤمن، بأن هذا هو الأفضل لهم ولها. لقد انزعج المسيح أيضاً من روح الكراهية والجحود الكامن في النفوس من حوله، والذي منعهم من معرفة عمق محبته، وهو ينزعج اليوم، بسبب عدم إيمان الناس. إنه يتألم أيضاً معك، وتحت وطأة ضيقك وهمومك وخطاياك. ولكن لا تخف، لأنه يريد أن يحررك ويريحك إلى الأبد. احفظ: " وبكى يسوع " (يوحنا ٣٥:١١). موضوع الصلاة: لنشكر قاهر الموت، ولنطلب إليه أن يسند إيماننا الضعيف، ويفوز على الموت الروحي في القلوب. |
|