رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا بعماد السيد المسيح، نحتفل نحن أيضًا المطلعون على أسرار النِعمَةُ الإلهية، بميلادنا الروحيّ بالماء والرُّوح، وبالدعوة الأولى الموجّهة إلى الأمم للإلتزام بالإيمان، وذلك بفرح روحيّ عظيم. لنشكر الله الآب على رحمته "لأنَّه جَعَلَنا أهلاً لأن نُشاطِر القِدّيسينَ ميراثَهم في النور. فهو الذي نَجّانا من سُلطانِ الظلمات ونَقَلَنا إلى مَلَكوتِ ابنِ محَبَّتِه" (قولسي ١: ١٢-١٣). ألم يعلن النبيّ اشعيا عن هذه الحقيقة؟ "الشعبُ السالكُ في الظلمَةِ أبصَرَ نوراً عَظيماً والمُقيمونَ في بُقعَةِ الظّلام أشرَقَ علَيهم النور" (اشعيا ٩: ١). عاش إبراهيم أيضاً هذا اليوم وفرح به عندما علم بأنّ أبناء إيمانه سيكونون مباركين في نسله أي في الرّب يسوع المسيح، وعندما شاهد عن بُعد أبوّته لكافّة الأمم والتي استحقّها بفضل إخلاصه مجَّدَ وشكر الله على وعودهِ كما جاء في الرسالة إلى أهل رومة: "فمَجَّدَ اللهَ، مُتَيَقِّناً أنَّ اللهَ قادِرٌ على إنجازِ ما وَعَدَ بِه" (رومة ٤ : ٢١). هذا هو اليوم الذي أنشده النبيّ داود في مزاميره عندما قال: "جَميعُ الأُمَمِ التي صَنَعتَها تأتي وتَسجدُ أَمامَكَ أيّها السيِّد وتُمَجِّدُ اسمَكَ" (مزمور ٨٦ [٨٥]: ٩)، وأضاف قائلاً في مزمور آخر: "كَشَفَ الربُّ خَلاصَه لِعُيونِ الأمَمِ كَشَفَ بِرَّه" (مزمور ٩٨[٩٧]: ٢). نحن نعلم بأنّ كلّ ذلك تحقّق على مراحل عندما دُعيَ المجوس من بلادهم البعيدة ولحقوا بنجمة ليتعرّفوا إلى ملك السموات والأرض، ملك السلام والمحبّة، وليسجدوا له ويعبدوه. ولا تزال هذه النجمة تجذبنا اليوم لكي نتعرَّف على الربّ كما فعل المجوس ونُكّرِمَهُ، وهي تدعونا إلى الاستجابة إلى النعمة التي تقودنا إلى الرّب يسوع المسيح بكلّ ما أوتينا من نعمةٍ وقوّة. إنّ كلّ مؤمن من أبناء الكنيسة يعيش في الإيمان والتقوى والعفّة ويقدّر حقيقة السماء لا حقائق الأرض، يشبه ذلك النور السماوي. فمن خلال وهج القداسة الذي يشعّ من قلبه، يدلّ الجميع على الطريق الذي يؤدي إلى الله تمامًا كالنجمة الساطعة. فاحرصوا جَميعاً على تحقيق هذه المهمّة لكي تشعّوا في ملكوت السموات مثل أبناء النور. |
|