رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المحبة رباط الكمال قد يُفهم هذا التعبير بمنطق أهل العالم، أن الحب “برواز” يجمِّل شكل العلاقات بين الناس أو “فيونكة” تزيَّن بها علب الهدايا، فتنغوي الناس بالشكل الخارجي بصرف النظر عن قيمة محتواها. بالنسبة لعديد من البشر أختُزل الحب في الأغاني والكلمات واللمسات والرقصات! بالنسبة للبعض الحب هو مجرد تداول كلمات رقيقة لتسهيل التعامل وتلطيف الأجواء حتى في أقرب العلاقات الإنسانية. لكن تعبير “رباط الكمال” له معنى أعمق وأصدق. ما يعرفه فئات كثيرة من البشر عن “الحب” يختلف شكلاً ومضمونًا عن الحب الحقيقي الأصيل الذي ينبع من قلوب المؤمنين الحقيقيين بالرب يسوع. الإنسان الطبيعي يظهر مشاعر الحب باعتبار أنها وسيلة لإشباع عاطفته أو لتسهيل وتجميل العلاقة مع الآخرين. “كلام الحب” من أكثر منتجات صناعة الكلام رواجًا وقبولاً في العالم وصنوفه أشكال وألوان! يمكن للإنسان أن يظهر هذا الحب المزعوم بأسلوب ناعم ورقيق - بصرف النظر عن الدوافع الحقيقية - لذلك تختلف ردود أفعال أصحابه وفقًا لمعطيات الموقف أو مدى تحقيق مبتغاه. إن لم ينَل صاحبه ما توقعه، سرعان ما يظهر “الوجه الآخر” وتتحول “الفيونكة” اللامعة إلى “شوكة” موجعة، ويستبدل الأسلوب الناعم اللطيف بأسلوب خشن وجاف، بل قد يكون في معظم الأحيان جارحًا أو عنيفًا. خلاصة الكلام أن المحبة بمفهوم الإنسان الطبيعي (غير المؤمن) هي صفة مستقلة عن باقي الخصال الحميدة ويمكن أن تُستخدم مثل فيونكة جميلة من الخارج، يبقيها كما يشاء وينزعها وقتما شاء. أما المحبة المسيحية فهي رباط، بمعنى أنها تحتضن وتضم الصفات والفضائل الأخرى في كنفها، بل تحدِّد قوتها وترسم كيفية تفاعلها معًا فتصل بالإنسان لمستوى النضوج والرقي الأدبي والأخلاقي. |
|