رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“حَنَّة أم صَمُوئِيل” مثال جميل على أن أقسى الظروف غير المواتية يُمكن أن تخلق شخصية يتبارك بها كل مَن حولها. إن الظروف التي شكَّلت الإطار الخارجي لحياتها، كانت - في بدايتها – كئيبة ومُحزِنة. ولكن كانت مُشرقة بالإيمان والرجاء في النهاية. فبالرغم من أن “حَنَّة” كانت بلا أولاد، إلا أنها لم تكن بلا صلاة. وبالرغم من أنها كانت عاقرًا، إلا أنها كانت مؤمنة. وكان ألمها يجد تنفسًا له في الصلاة. وفي بيت الله كانت تطلب من الخالق أن يُعطيها زرع بشر، وأن يتدخَّل في ناموس الطبيعة لصالحها. وكم كان منظرها مؤثرًا وهي تسكب قلبها أمام الله، في بيته، وتتعهد أنه إذا أعطاها ابنًا، فإنها تُعطيه للرب كل أيام حياته! لقد تعهدت أمام الله، وأوفت. لقد أخذت أحزانها معها إلى الله، وصلّت، لكي ينزع عنها مصدر ألمها وشقائها. وفي محضر الرب سكبت كل أحزانها. وسُمِعَت صلاة قلبها الصامتة غير المنطوقة، وذهبت إلى بيتها راضية، ولم تعد بعد بائسة وحزينة وفارغة، بل فَرحة ومُشرقة ومُرنمة. لقد بدأت قصة “حَنَّة أم صَمُوئِيل” بالدموع، وانتهت بالترنم. بدأتها بالرأس الخفيض، وانتهت بالرأس المرتفع. بدأتها بالألم والمذلة والحرمان، وانتهت بالرفعة والشبع. بدأتها مع الإنسان، وانتهت مع الله. |
|