معلومات رائعة عن جزر المالديف

[Mary Naeem]

معلومات رائعة عن جزر المالديف

جزر المالديف من أجمل بقاع العالم على الإطلاق وذلك لموقعها الاستراتيجي الذي يجعلها تتوسط البحار ما بين المحيط الهندي وبحر العرب وخليج سلطنة عمان، فهي تقع في مقابل السواحل الجنوبية الغربية لشبه القارة الهندية ومقابل السواحل الغربية لسيلان سيريلانكا، وتتكون جزر المالديف من حوالي 1020 جزيرة مرجانية بأحجام مختلفة .

وعلى الرغم من هذا الجمال، فإن جمهورية المالديف أو جزر المالديف قد لا تتواجد في العقود القليلة القادمة، فارتفاع مستويات البحار يثير قلق العديد من دول جزر المحيط الهادئ، وإذا اختفت جزر المالديف، فسوف يكون ذلك بسبب ابتلاع المحيط الهندي لها بسبب تغير المناخ العالمي؛ لهذا حاول أن تزور جزر المالديف الجميلة قبل أن يبتلعها المحيط، أو يمكنك ان تأخذ جولة فيها من خلال هذا المقال...


تاريخ جزر المالديف :
على الرغم من وجود أدلة على وجود سكان في هذه المنطقة قبل هذا القرن الخامس قبل الميلاد إلا أن المعروف رسميًا أن المستوطنين الذين كانوا يسكنون في جنوب الهند وسريلانكا أصبحوا سكان جزر المالديف بحلول هذا التاريخ، ومن المحتمل أن يكون المالديفيون مشتركين في المعتقدات الهندوسية الأولية، وقد تم إدخال البوذية إلى الجزر في وقت مبكر ، وربما خلال عهد أشوكا العظيم (حكم في 265-232 قبل الميلاد) .

ويظهر ذلك من البقايا الأثرية للبوابات البوذية وغيرها من المباني التي كانت توجد فيما لا يقل عن 59 من الجزر الفردية، ولكن هناك بعض القطع الفنية والأثرية قد دُمرت.

ثم بدأ البحارة الذين جاءوا من شبه الجزيرة العربية وشرق إفريقيا في السيطرة على طرق التجارة الموجودة في المحيط الهندي حول جزر المالديف وذلك في القرنين العاشر والثاني عشر الميلاديين، وقد جاءوا ونشروا الإسلام، ودخل السكان المحليين في الإسلام بحلول عام 1153، وأصبح الملوك البوذيون في السابق سلاطين في المالديف .

وقد حكم السلاطين بدون تدخل أجنبي حتى عام 1558 ، ومن ثم ظهر البرتغاليون وأسسوا مركزًا تجاريًا في جزر المالديف، ولكن بحلول عام 1573 ، طرَد السكان المحليون البرتغاليين من جزر المالديف، لأن البرتغاليين أصروا على محاولة تغيير دين الناس إلى الكاثوليكية .

وفي منتصف القرن السابع عشر ، تم تأسيس شركة الهند الشرقية الهولندية في جزر المالديف ، ولكن الهولنديين كانوا حكيمون جدًا وحاولوا عدم التدخل في الشؤون المحلية. وبعدها أطاح البريطانيون بالهولنديين عام 1796 جعلوا جزر المالديف جزءًا من محمية بريطانية ، وفي البداية تابعوا سياسة ترك الشؤون الداخلية للسلاطين .

ثم تم إضفاء الطابع الرسمي على دور بريطانيا كحامية لجزر المالديف في معاهدة 1887 ، والتي منحت الحكومة البريطانية السلطة الوحيدة لإدارة الشؤون الدبلوماسية والخارجية للبلاد، كما شغل الحاكم البريطاني لسيلان (سريلانكا) منصب المسؤول عن جزر المالديف، واستمرت حالة الحماية حتى عام 1953.




وابتداءً من 1 يناير 1953 ، أصبح محمد أمين ديدي أول رئيس لجزر المالديف بعد إلغاء السلطنة، وقد حاول ديدي القيام بإصلاحات اجتماعية وسياسية ، وكان من بينها حقوق المرأة ، التي أغضبت المسلمين المحافظين، كما واجهت إدارته مشاكل اقتصادية حرجة ونقصاً في المواد الغذائية ، مما أدى إلى الإطاحة به في 21 أغسطس 1953 بعد أقل من ثمانية أشهر من تولى منصبه ، وتوفى في المنفى الداخلي في العام التالي .

بعد سقوط ديدي ، أُعيد تأسيس السلطنة ، واستمر النفوذ البريطاني في الأرخبيل إلى أن منحت المملكة المتحدة جزر المالديف استقلالها في معاهدة 1965. ثم في مارس 1968 ، صوَّت شعب المالديف لإلغاء السلطنة مرة أخرى ، مما مهد الطريق للجمهورية الثانية، وكان التاريخ السياسي للجمهورية الثانية مليئًا بالانقلابات والفساد والمؤامرات؛ فقد حكم الرئيس الأول إبراهيم ناصر من عام 1968 حتى عام 1978 عندما أُجبر على مغادرة المنفى في سنغافورة بعد أن سرق ملايين الدولارات من الخزينة الوطنية .

ثم الرئيس الثاني وهو مأمون عبد القيوم ، حكم من عام 1978 حتى عام 2008 ، وفي النهاية اضطر إلى ترك منصبه بعد ثلاث محاولات انقلاب ضده على الأقل (بما في ذلك محاولة 1988 التي تضمنت غزو المرتزقة التاميل). وبعدها فاز محمد نشيد في الانتخابات الرئاسية عام 2008 ، لكن نشيد أيضًا تمت الإطاحة به في انقلاب عام 2012 م وحل محله الدكتور محمد وحيد حسن مانيك.

اللغة في جزر المالديف :
اللغة الرسمية لجزر المالديف هي الديفيهي ، وهي لغة مشتقة من اللغة السريلانكية السنهالية، وعلى الرغم من أن سكان المالديف يستخدمون لغة الديفيهي في معظم اتصالاتهم ومعاملاتهم اليومية ، إلا أن اللغة الإنجليزية موجودة بشكل ملحوظ هناك وهى اللغة الثانية الأكثر شيوعًا .


الدين في جزر المالديف :
الديانة الرسمية لجزر المالديف هي الإسلام السني ، ووفقاً للدستور المالديفي ، فإن مواطني الدولة مسلمون فقط ، ويعاقب القانون على الممارسة المفتوحة للأديان الأخرى .

الجغرافيا والمناخ في جزر المالديف :
يبلغ مجموع جزر المالديف 1192 جزيرة منخفضة وهي عبارة عن سلسلة مزدوجة من الجزر المرجانية التي تمتد من الشمال إلى الجنوب عبر المحيط الهندي وتقابل الساحل الجنوبي الغربي للهند.. وتتوزع الجزر على أكثر من 90,000 كيلومتر مربع (35،000 ميل مربع) من المحيط ، لكن إجمالي مساحة الأرض في البلاد يبلغ 298 كيلومتر مربع فقط ، أو 115 ميلاً مربعاً .

ويبلغ متوسط ارتفاع جزر المالديف حوالي 5 أقدام عن مستوى سطح البحر، وأعلى نقطة في البلد هي 2.4 متر (7 أقدام و 10 بوصات) في الارتفاع. يذكر أنه خلال تسونامي المحيط الهندي عام 2004 م ، تم تدمير ستة من جزر المالديف بالكامل ، وأصبحت أكثر من 14 جزيرة غير قابلة للسكن .

ومناخ جزر المالديف مداري ، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 24 درجة مئوية (75 درجة فهرنهايت) و 33 درجة مئوية (91 درجة فهرنهايت) على مدار العام. كما أن الأمطار الموسمية تهطل بشكل عام بين شهري حزيران (يونيو) وأغسطس (آب) ، حيث يصل منسوب الأمطار فيما بين 250 و 380 سم.


اقتصاد جزر المالديف :
يقوم اقتصاد جزر المالديف على ثلاث صناعات : السياحة، والتي تجلب 325 مليون دولار أمريكي سنويًا ، أو حوالي 28 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي ، وتحقق أيضا 90 ٪ من دخل الضرائب الحكومي؛ فأكثر من نصف مليون سائح يزورون جزر المالديف كل عام ، معظمهم من أوروبا، الصيد يعد ثاني أكبر قطاع مساهم في الاقتصاد حيث يساهم بنسبة 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي ويعمل به 20 ٪ من القوى العاملة؛ ففي عام 2000 م، جلبت صناعة صيد الأسماك للبلاد حوالى 40 مليون دولار أمريكي، وتعد التونة الوثابة من أفضل الأطعمة في جزر المالديف ، ويتم تصديرها معلبة ومجففة ومجمدة وطازجة..

الشحن يعتبر ثالث أكبر قطاع مساهم في الاقتصاد، وتليه بعض الصناعات الصغيرة الأخرى، والحرف اليدوية وبناء القوارب ، والزراعة أيضًا على الرغم من أنها مقيدة بشدة بسبب عدم وجود الأراضي والمياه العذبة، كل ذلك يقدم مساهمات صغيرة ولكنها هامة للاقتصاد المالديفي. ويطلق على عملة جزر المالديف "روفيا" .


حكومة المالديف :
بموجب الإصلاحات الدستورية لعام 2008 ، فإن جزر المالديف لديها حكومة جمهورية ذات ثلاثة فروع، والرئيس هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة، ويتم انتخابه لمدة خمس سنوات، أما الهيئة التشريعية فتتكون من مجلس واحد ويسمى مجلس الشعب، ويوزع الممثلون للشعب في المجلس حسب عدد سكان كل جزيرة من الجزر المرجانية ، و يتم انتخاب الأعضاء أيضًا لمدة خمس سنوات .

وتتمركز حكومة المالديف في مدينة ماليه وهى عاصمة البلاد ، و يبلغ عدد سكانها 104000 نسمة ، وتعتبر كافو أتول أكبر مدينة في الأرخبيل،
ومنذ عام 2008 ، أصبح الفرع القضائي منفصلًا عن السلطة التنفيذية، ولديهم عدة طبقات من المحاكم: المحكمة العليا ، وأربعة محاكم عليا أخرى، ومحاكم صلح محلية ، ويجب على القضاة تطبيق الشريعة الإسلامية على أي مسألة لا يتم تناولها بشكل محدد في الدستور أو قوانين جزر المالديف .


تعداد سكان المالديف :
كان المهاجرون والبحارة من جنوب الهند وسريلانكا الذين تحطمت سفنهم يسكنون جزر المالديف ، كما استقر بها أيضًا سكان من شبه الجزيرة العربية وشرق إفريقيا، وبالرغم من أنه كان يتم تقسيم المجتمع على أساس الدين في سريلانكا والهند ، إلا أن المجتمع في جزر المالديف كان يتم تنظيمه بأسلوب أبسط من ذلك؛ فهو من مستويين النبلاء والعامة، ويعيش معظم النبلاء في ماليه العاصمة، ويبلغ عدد سكان جزر المالديف 394,500 نسمة فقط، ويتركز أكثر من ربع سكان المالديف في مدينة ماليه العاصمة .