رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التاريخ الكنسي وإكرام رفات القديسين أ- تكريم الرفات المقدسة بدأ في القرون الأولي للمسيحية ولم يقتصر تكريم الذخائر المقدسة على الكنيسة الأرثوذكسية فحسب، وإنما تشاركها في هذا كل الكنائس القديمة التقليدية إذ يعود هذا الاكرام إلى أقدم الزمان. يشهد على ذلك كما رأينا سابقًا الكتاب المقدَّس بعهديه: القديم والجديد، وكذلك التقليد فإكرام رفات القديسين ليس عادة جديدة لدى المسيحيين وإنما يعود إلى الأزمنة المسيحية الأولى، وهو تقليد مستمر في كنيستنا. فهناك رأس مارمرقس التي أحدثت عجائب👇 وقصة سرقتها وعودتها نحن نعلم أن في مجمع خلقيدونية الكنيسة انقسمت إلى قسمين: الكنيسة الغربية التي تؤمن بطبيعتين للسيد المسيح. والكنائس الشرقية التي تؤمن بحسب تعليم القديس كيرلس عمود الدين بالطبيعة الواحدة لله الكلمة المتجسد. في هذه الفترة كانت مصر خاضعة للحكم الروماني فكانت روما ترسل للإسكندرية بطريرك يفرضوه على الشعب القبطي. وكان يسمى "البطريرك الدخيل"، وبالطبع كان الشعب يتجاهل وجود هذا البطريرك ويختار لنفسه بطريرك خاص به. وكان هذا البطريرك الدخيل يضع يده على بعض الكنائس، ومن ضمن الكنائس التي وضع يده عليها، الكنيسة القديمة التي كان بها جسد القديس مارمرقس. وفي هذه الأثناء جاء تاجر بحار من مدينة البندقية في روما وأخذ جسد مارمرقس – فنحن نعلم أن في استشهاد مارمرقس انفصلت رأسه عن جسده – فأخذوا الجسد إلى مدينة البندقية في روما وظلت الرأس بالاسكندرية. وقد أقاموا له كاتدرائية كبيرة لا تزال موجودة إلى اليوم لأن مدينة البندقية تعتبر أن شفيعها وحاميها القديس مارمرقس. ولذلك نجد أن رمز مدينة البندقية الأسد المجنح رمز القديس مارمرقس. وظلت رأس مارمرقس موجودة في الإسكندرية. وظل هذا الوضع حتى دخول العرب مصر أيام عمرو بن العاص سنة 641 م. فدخل أحد البحارة العرب الكنيسة التي بها رأس مارمرقس ووجد صندوق مزين فظن أن به جواهر، لكن في الحقيقة كان الصندوق يحتوي على ما هو أعظم من كل جواهر الأرض وهو رأس القديس مارمرقس. فأخذوا الصندوق ووضعوه في المركب لكن الشيء العجيب الذي حدث أن وقت رحيل الأسطول العربي كل المراكب تحركت ما عدا مركب واحدة، فاندهش عمرو بن العاص عن سبب ذلك، وأمر بتفتيش المركب وأخرج هذا الصندوق فوجد المركب سارت. وعرف أن هناك سر. وبدأ عمرو بن العاص يستقصى عن قصة وجود هذا الصندوق في المركب فعرف من البحار أنه سرقه من الكنيسة، فأمر بحضور البابا الذي كان موجودًا في هذا الوقت - البابا بنيامين البابا 38 - وسلمه بإكرام عظيم رأس القديس مارمرقس وتبرع له بمبلغ 10000 دينار لكي يرمم كنيسة القديس مارمرقس. والكنيسة رتبت هذا العيد تذكار لتكريس هذه الكنيسة وظهور الرأس المقدسة، الإسكندرية ولكنه كان يصر أن يظل رأسه (فكره وقلبه ومشاعره) مرتبط بكنيسة الإسكندرية الكنيسة التي كرز فيها وروى الإيمان بدمه. أن المسيحيين يُميّزون جيدا بين اكرام القديسين وبين عبادتهم، لا كما يتهم البعض الكنيسة الأرثوذكسية بأنها تعبد الذخائر، فواضح أن الكنيسة تعبد المسيح فقط وتكرّم الذخائر. ويشهد التاريخ الكنسي أن تقليد كنيستنا المتبع بإقامة القداس الإلهي على مذبح تدفن تحته ذخائر مقدسة، وهو تقليد مسيحي قديم جدًا بأن تدفن ذخائر القديسين تحت المذبح |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لماذا نكرم رفات القديسين (أجساد القديسين / ذخائر) |
بعض اقوال الأباء القديسين عن رفات القديسين والشهداء |
مقدمة فى التاريخ الكنسى |
الشهادة في التاريخ الكنسي القبطي |
مصادر التاريخ الكنسي |