رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بيت الرب حصني (ع4-6). ع4: وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ. أتفرس: أنظر بتدقيق، أو أتفحص. رغم أن داود يعانى من آلام واحتياجات كثيرة وهو مطارد من وجه شاول، أو أبشالوم، ولكنه لم يطلب شيئًا من الله، إلا السكنى والاستقرار في بيت الرب. وهذا يبين بوضوح أنه إنسان روحانى متعلق قلبه بمحبة الله قبل كل شيء. إن أشواق داود ليست فقط بأن يقدم عبادة لله في بيته، أو يصلى أمامه، ولكن يشتاق قلبه أن يسكن، ويقيم في بيت الرب؛ ليتمتع بالوجود الدائم بين يديه، فهو يعلن احتياجه الدائم لله. إن جمال الرب الذي يتمنى داود أن ينظره هو الإحساس بحضرته، ومخافته، والشعور بالقداسة والطهارة التي في بيته، فهو لا يقصد مناظر حسنة جميلة في بيت الرب، بل الإحساس بحضرته. فالتفرس ليس في جمال الهيكل؛ لأن داود يعرف جيدًا كل ما في الهيكل، ولكنه يتفحص صفات الله الساكن في الهيكل، مثل القداسة والطهارة؛ ليحيا ويشكر الله على مساندته له في كل حياته، فيزداد تعلقه به. إن اهتمام داود النبي ببيت الرب ظهر ليس فقط في هذه الكلمات، بل أيضًا عند اهتمامه بإعادة تابوت عهد الرب إلى أورشليم (2 صم6: 1-6). وعندما رفض الله أن يبنى داود بيتًا للرب، وقال له إن ابنه سليمان هو الذي سيبنى البيت، أسرع حينئذ ليعد مواد البناء من الذهب والفضة والأخشاب وكل الاحتياجات (1 أى22). لم تكن عادة الكهنة، أو الملوك السكن الدائم في بيت الرب، ولكن تعلق قلب داود ببيت الرب جعله يتمنى السكن في بيت الرب؛ حتى يحيا مع الله، ويتأمل كل يوم في قداسته، فهو لا يكتفى بتقديم العبادة وإتمام الطقوس الدينية، ولكنه يريد دائمًا، وفى كل يوم، التأمل في جمال الله. وإن لم يستطع أن يسكن في بيت الرب كمبنى يقيم فيه، فعلى الأقل يسكن روحيًا هناك، أي يشعر دائمًا بوجوده بين يدى الله، وهو ساكن في أي مكان. إن أشواق داود للسكن في بيت الرب لا تقتصر على خيمة الاجتماع، ولكنه يشتاق للوجود في حضرة الله في السماء؛ ليتمتع بالجمال الذي لا يعبر عنه. إن داود يريد أن يسكن في بيت الرب ليعبده في كل حين؛ لأن المنقطعين للعبادة مثل سمعان الشيخ، وحنة النبية، هم الذين أقاموا في بيت الرب (لو2: 25-40) وهذا يبين محبته لعبادة الرب. إن محبة داود للسكن في بيت الرب، والنظر، والتفرس في هيكله، يعلن ضمنيًا محبته للعبادة الجماعية، فهو وإن كان يحب الصلاة الفردية ويصلى كل يوم سبع مرات، ولكنه يحب أيضًا الصلاة مع إخوته المؤمنين في بيت الرب. تمنى داود أن يسكن في بيت الرب كل أيام حياته. فهذا يبين أمرين: أ - محبته الشديدة للصلاة والوجود في بيت الرب. ب - إحساسه بنورانية الوجود في بيت الرب؛ لذا فقد قال أيام حياتى وليس ليالى حياتى، وهذا يتفق مع بداية المزمور، عندما قال "الرب نورى"، فهو يشعر بالله نور العالم عندما يقف أمامه في هيكله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(مز145: 14) يسند الرب |
«رئيس جُند الرب» .. هو الرب يسوع المسيح |
الرب حصنى والأمل |
الرب حصني |
الرب حصنى والأمل .... الرب أن قال فعل |