كثرة الحديث عن الرهبنة والرهبان
وذلك من خلال العظات والكتب والإرشاد ومناهج التعليم والتربية الكنسية (روى لي أحد الشبان عن خادمة والذي كان لا يكف عن الحديث عن الرهبنة والنساك في كل مناسبة وبغير مناسبة، حتى اصطبغت أقوله جميعها بطابع رهباني فما أن وصل سنه إلى الحد الذي يترهب فيه الشباب، وكانوا يتوقعون بين عشية وصباح أن يسمعوا بخبر رهبنته، فإذا به يتزوج!! ويلطمهم الخبر وتصعقهم المفاجأة وتهتز العديد من القيم أمام عيونهم.. وكان أحرى بذلك الخادم أن يقتصد في هذه المبالغة.. وأن يعلم عن الكمال والقداسة وعن اختيار كل إنسان ما يناسبه وما يشعر أنه يثمر فيه بشكل أفضل).
ثم الفكرة المتوارثة عن أن الرهبان هم الجماعة الأفضل بين شرائح الإكليروس، ويجدر بالذكر أن العديد من الكتب الليتورجية في الكيسة قد قام الرهبان بتصنيفها مثل السنكسار cuna[arion ومجمع التسبحة والقداس وذكصولوجية باكر، وبالتالي فلا شك في وجود بعض التحيز للرهبان وآباء الرهبنة، حتى لقد ترسخ في الوعي الباطن لدى الشعب أن الرهبنة ترتبط وحدها بالعفة وبالتالي فالزواج هو -بمعيار ما- تخلي عن العفة أو التكريس، في حين أن مفهوم البتولية أوسع وأشمل بكثير من مجرد بتولية الجسد، ونلاحظ في مثل العذارى (مت25: 1-13) أن كل من الحكيمات والجاهلات حملن على السواء مصابيحًا بينما خمس منهم حملن معهن زيتًا إضافيًا، هذا يعني أن الجميع كن يحملن عذراوية الجسد في حين أشار الزيت إلى عذراوية القلب، من هنا فقد يكون هناك شخص متزوج وله أولاد وهو بتول طاهر، في حين قد يفتقر آخر إلى ذلك مع كونه غير متزوج.. إن هناك فرقًا بين البتول و(العانس) أو الأعزب والبتول. وقد درج الشعب على تقدير الرهبان أكثر من غيرهم والثقة بهم ومنحهم كرامة كبيرة تغري الكثيرين من المخدوعين والباحثين عن الكرامة الزائلة في الانضمام لصفوفهم، (مما حدا بالبعض إلى القول بأن الرهبنة هي حركة شعبية بالأساس!!(ربما كان ذلك ضربة من الشيطان لإضعاف الرهبنة).