رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كثيرين يسيرون في الطريق الروحاني بلا تحفظ فيسقطون سريعاً عن دون دراية بسبب قلة الخبرة الروحية وعدم التمرس على الفهم الصحيح بإعلان الروح في قلوبهم، لأن عين القلب الداخلية يغشاها قصر النظر، فعين القلب هي التي تفرز الأفكار وتُميز الأعمال، وعين القلب هي "التمييز" كما يقول الآباء القديسين، ومكتوب: [ وهذا أُصليه أن تزداد محبتكم أيضاً أكثر فأكثر في المعرفة وفي كل فهم حتى تميزوا الأمور المتخالفة لكي تكونوا مخلصين وبلا عثرة إلى يوم المسيح ] (فيلبي 1: 10) فالتمييز هام جداً في الطريق الروحاني لكي لا يتخبط الإنسان بأي روح تعليم فتتعثر خطواته ويكون محل عثرة وتعثر لنفسه أولاً دون أن يدري ومن ثمَّ للآخرين أيضاً، والتمييز هو عطية إلهية يلزمنا أن نثابر في طلبها بلجاجة من الله "الحكمة" ذاته (كما يقول القديس يوحنا كسيان) [ فالتمييز يحفظ الإنسان من الضربات اليمينية كالمغالاة في السهر أو الصوم أو الزهد مما يسقط الإنسان في الكبرياء، كما يحفظه من الانحراف اليساري، فلا يقبل التراخي والكسل وأفكار الشر ] (عن المناظرة الثانية للقديس يوحنا كسيان) وأيضاً التمييز والإفراز يجعل الإنسان لا يسير وراء أي روح تعليم ويصدق الناس، بل يصدق كل شيء من الله حسب إعلان الروح الذي يأخذ من الرب يسوع ويعطي النفس، إذ يُلبسها روح الحكمة التي تفرز وتُميز ما بين الغث والثمين وترفع كلمة الله وتُعليها فوق كل فكر آخر لأنها تبصر النور الذي يشع منها سراً في داخل العقل فيزداد استنارة والقلب يزداد نقاوة، والنفس تتشرب بالقداسة فتزداد معاينه للرب إذ أن كل شيء يتضح أمامها لأنها تستطيع أن تقارن الروحيات بالروحيات [ ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله، التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تُعلِّمها حكمة إنسانية، بل بما يُعلِّمه الروح القدس، قارنين الروحيات بالروحيات ] (1كورنثوس 2: 12 و13) فمن الأهمية أن نصبر في الصلاة ونظل نطلب - بإلحاح - روح إفراز وتمييز لكي لا ننخدع ويحدث حَوَّل في عين القلب الداخلي فنضل عن الحق عن دون دراية، لأن كثيرين ينخدعون بسهولة إذ يرون أشياء تُشبه الحق فيتصورون أنها كل الحق فيتبعونها ثم يذهب كل تعبهم قبض الريح لأنهم ابتعدوا عن نبع المياه العذبة وشربوا مياهاً مالحة أضرت صحتهم لأنهم لم يميزوها، لذلك مكتوب:
فأولاد الله المتواضعين والبسيطي القلوب الذين إيمانهم حي فأنهم في تمييزهم لا يعتمدون على فكرهم الشخصي، بل يتمسكون بفكر الآباء الأولين وروحهم مقتدين بهم في الرب، لأنهم ناظرين لنهاية سيرتهم متمثلين بإيمانهم، لا يعتمدون على قدراتهم في المعرفة ولا طول زمانهم في الطريق الروحي، ولا يتكلون على الآخرين في المعرفة من جهة أن لهم زمان طويل ومعرفة كبيرة في الشئون الروحية أو الكنسية، لأن الذي ينبغي أن نستمع إليه ونأخذ منه إرشاداً روحياً يلزم أن يكون مُحنكًا في الشركة مع الرب سالكًا بلا عيب مملوء من موهبة الروح، وهذا لا نستطيع أن نعرفه أن لم ننل روح الإفراز والتمييز من الله الحي، لذلك حذرنا الآباء القديسين من عدم التمييز والإفراز، لكي لا نتعثر ونخور في الطريق فلا نعرف يميننا من يسارنا، كونوا معافين باسم الرب يسوع الذي نطلب أن يمنحنا حكمة وفهماً في كل شيء، كونوا معافين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تصميم|تمسكوا بالرجاء تمسكوا بإلهكم |
اللؤلؤة الرابعة عشر “تمسكوا بالحسن “ |
تمسكوا بالرجاء تمسكوا بإلهكم |
تمسكوا بالرجاء تمسكوا بإلهكم الذي يغير الأوضاع |
امتحنوا كل شيء، تمسكوا |