الروح القدس يسكن فينا دائماً، قداسة الروح لا يمسها دنس خطايانا
وهكذا فأن الروح ( القدس ) يسكن دائماً فينا، أي في الذين اعتمدوا، إلا أنه لا يُرغم بالقوة أي إنسان يُريد أن يُخطئ ( على أنه لا يُخطئ )، بل يُعلمه ويحذره من السقوط. فالروح – على عكس ما يقوله الجهلاء – لا يُفارق النفس في لحظة الخطية، ويعود إليها عندما تتوب. وإنما هو ساكن فينا، ولكننا نحن الذين لا نطلبه.
هل لأن خطايانا تضره؟ أو لأن قداسته قد مسها بعض الدنس، أم أنه لا يعرف أن يمنع نفسه من أن تُجرح بخطايانا عندما يكون فينا ونحن نُخطئ ؟
إذا صح هذا فهو أيضاً ضعيف وخاضع لجراحات الخطية، ولكن كما نعرف فإن هذا ليس هو الحق بالمرة.
بل الصحيح والحق، أنه يسكن في نفوسنا، وأحياناً يختفي فيها، وأحياناً يظهر لها. وحين يختفي فإنه لا ينسحب نهائياً، وعندما يظهر فهو لا يأتي من بعيد.. وفي الحقيقة فإن النور الفطري كائن في حدقة العين حتى وإن كانت مغلقه. ومع ذلك العين لا تُبصر لأن الجفن يُغطيها ولكن حين تنفتح العين فإنها تُبصر بذلك النور الذي فيها حين يتلاقى بالنور الخارجي .
وعلى هذا الحال فإن الروح يسكن في نفوسنا مثل النور في حدقة العين، وإذا غطاه الإهمال كحجاب يغطي حدقة العين، فإننا لا نرى الروح على الرغم من سكناه فينا. ولكن إذا خلعنا تكاسلنا من عقولنا وركزنا إرادتنا النقية على النور الروحي الذي فينا، فعلى الفور يتصل النور بالنور مثل اتصال نور العين الفطري بنور الشمس، وباتصال الاثنين تتحقق الرؤيا.