رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الهبات التي قدمها يسوع للبشرية عندما صعد إلى السماء
كان التلاميذ أول من حزن على صعود يسوع إلى السماء، فكانوا يظنون أنه سيصبح ملكًا لإسرائيل وسيبقى معهم. لاحقًا، فهموا ما قدمه يسوع من هبات للبشرية عندما انتقل من الأرض لو بقي يسوع على الأرض بعد قيامته، فما الدليل عليها للمشككين؟ يا لها من راحة للمتردد وغير المؤمن! ومع ذلك، قال يسوع لتلاميذه: “إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ” (يو 16: 7). إذًا، لماذا يُعدّ صعوده هبة؟يسوع ينضم إلينا بطريقة أخرى إن السبب الأول هو هبة الروح القدس الذي جعلنا أبناء الله، وسمح لنا بأن نتشبه بيسوع بواسطة المعمودية. وهكذا، شاركنا يسوع كنز حبه المتبادل مع أبيه. ومذ ذاك الحين، أمسَينا نلتقي بيسوع في أعماقنا، لكي نحيا من خلاله، كوننا أبناء الله.إذًا، انضم إلينا المسيح بطريقة أخرى، أي في أعماق قلوبنا. ثم أكد لنا أنه يوم نلتقي به، ستفرح قلوبنا، ولن ينزع أحد فرحنا منا (يو 16: 22). يسوع يفتح لنا الطريق لنبدأ علاقة صداقة حقيقية معه أما السبب الثاني، فوُهب لنا من خلال مغامرة مريم المجدلية. قبل أيام قليلة من الآلام، بكت على قدميّ يسوع ومسحتهما بيديها، ثم بشعرها، قبل تقبيلهما وسكب العطر عليهما. صباح القيامة، قال يسوع لهذه المرأة: “لا تلمسيني”!بعد قيامته، لم يعد لقاءنا مع يسوع كما كان خلال حياته على الأرض أي لم يعد لقاءً ملموسًا. تبدأ هذه العلاقة الجديدة بفعل الإيمان لا بالحواس، فنفهم أن يسوع لم يبقَ بيننا جسديًا حتى نتمكن من عيش ألفة المحبة الحقيقية معه، لأنه في الحب، يمكن للعناق أن يفصلنا وللمسافات أن تقربنا، وللاحتضان أن يبعدنا وللسفر أن يجمعنا، وللتقبيل أن يفرقنا وللبُعد أن يزوجنا. يسوع يبقى معنا في الإفخارستيّا ووُهب لنا السبب الثالث من خلال مغامرة تلميذي عمواس الذَين قالا لمرافقهما الغريب: “ابقَ معنا”، فمكث معهما، ثم أخذ الخبز وباركه وأعطاهما. وعندما ناولهما، اختفى عنهما. وبعمله هذا، استجاب يسوع لرغبة التلاميذ، فبقي معهم في الإفخارستيّا.إن غيابه المرئي يفسح المجال أمام وجوده الحقيقي والحي والجسدي في القربان المقدس الموضوع في بيت القربان في كل كنائس العالم: “وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ!” (متى 28:20). |
|