|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا انجيل القديس يوحنا ٢٠ / ١٩ – ٢٥ في مَسَاءِ ذلِكَ اليَوم، يَوْمِ الأَحَد، كَانَ التَّلامِيذُ مُجْتَمِعِين، والأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ خَوفًا مِنَ اليَهُود، فَجَاءَ يَسُوعُ ووَقَفَ في الوَسَطِ وقَالَ لَهُم: “أَلسَّلامُ لَكُم!”. قَالَ هذَا وأَرَاهُم يَدَيْهِ وجَنْبَهُ. فَفَرِحَ التَّلامِيذُ حِينَ رَأَوا الرَّبّ. فَقَالَ لَهُم ثَانِيَةً: “أَلسَّلامُ لَكُم! كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا”. قَالَ هذَا ونَفَخَ فِيهِم وقَالَ لَهُم: “خُذُوا الرُّوحَ القُدُس. مَنْ غَفَرْتُم خَطَايَاهُم غُفِرَتْ لَهُم، ومَنْ أَمْسَكْتُم خَطَايَاهُم أُمْسِكَتْ عَلَيْهِم”. أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الٱثْنَي عَشَر، المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَم، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُم حِينَ جَاءَ يَسُوع. فَقَالَ لَهُ التَّلامِيذُ الآخَرُون: “لَقَدْ رَأَيْنَا الرَّبّ!”. فَقَالَ لَهُم: “مَا لَمْ أَرَ أَثَرَ المَسامِيرِ في يَدَيْه، وأَضَعْ إِصْبَعِي في مَوْضِعِ المَسَامِير، وأَضَعْ يَدِي في جَنْبِهِ، لَنْ أُؤْمِن!”. التأمل: “كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا”. على أثر الحرب الاهلية المشؤومة في لبنان التي اندلعت عام 1975 تهجر المواطنون من مناطقهم وبلداتهم وقراهم، تاركين وراءهم تاريخا حافلا بالانجازات والذكريات، متوجهين الى المناطق التي توفر لهم الامن والحماية والسلام، داخل البلد أو في خارجه.. وعندما توقفت الحرب عام 1990 استحدثت وزارة المهجرين من أجل العمل على اعادتهم الى مناطقهم بعد دفع تعويضات ترميم أو بناء منازلهم لتصبح صالحة للاستقبالهم… لكن لم تنجح وزارة المهجرين، رغم الاموال الطائلة التي صرفت في مكانها وفي غير مكانها إنهاء هذا الملف الاليم. اذ أن الكثير من البلدات توقف فيها الزمن منذ أكثر من 40 سنة، ففرغت بيوتها من الحياة، تهدمت وخربت بفعل عوامل الطبيعة… فغاب الاطفال عن أزقتها وساحاتها، اختفت وجوههم من حقولها، كما وجوه شبابها وصباياها ونسائها وكبارها وطلة شيوخها مع حكاياتهم البطولية عن ترويض الطبيعة القاسية بما فيها من وعر وشوك وخيبات وانتصارات.. لقد أرسلني راعي أبرشيتي احدى تلك البلدات في شمال لبنان (محافظة عكار) لخدمتها قائلا لي: ” أريد منك أن تهتم بهذه الرعية وتثبت من فيها في أرضهم..” فتوجهت اليها لاستكشف أحوال من فيها.. وجدتها خالية من الحياة، خربة وكأن زلزالا ضربها.. التقيت بحراسها، بعض الشيوخ الكبار، الذين فضلوا البقاء والموت فيها، رافضين دعوات أبنائهم وأحفادهم بالنزوح عنها وتركها تموت وحيدة..وجدت في عيونهم بريق غريب وفي صوتهم نبرة حياة وفي وقفتهم عزة وعلى جبينهم كرامة.. قلت في نفسي : “لديهم روح” لقد بشروني بالخير ونفخوا في داخلي قوة حولتني من جبان أبحث عن الرخاء وزهوة العيش الى مغامر مستعد لاعلان البشارة بجرأة و”صوت عال”، مستعد أن أمشي في “عكس التيار”، مزودا بقوة داخلية “دفعتني وحركتني وشجعتني” . لقد أشتعلت في داخلي نارا جعلتني أخرج الى حيث هم طالبا من الروح أن يجدد ويحرك ويدفع من ألتقي بهم من أبنائها …فوجدت عندهم “تقوى وفرحا وسخاء وجرأة” ومحبة عميقة يغلفها حنين الى أرض الاجداد.. وكانت البداية.. بشرى سارة لقيامة البلدة ونفض الغبار عنها، ليس بالكلام فقط بل بالعمل والحق.. لم يستطع الزمن اطفاء حبها في قلوب أبنائها، لم يستطع تغيير لهجتهم وعنفوانهم، لم تغير الحرب سطرا من حكاياتهم، ولا تفصيلا واحدا من عاداتهم،لم تجد الهزيمة طريقا الى عقولهم، ولا اليأس بابا الى ارادتهم وهمتهم، ولا الخضوع مكانا في وجدانهم أو كرامتهم… فقرعت أجراس العودة معلنةً انبلاج فجر جديد يبشر بالحياة… كل ذلك حصل منذ سنتين تقريباً… وعندما أنظر الى الامام، إلى السنين القادمة، أسمع ذلك الصوت وهديره يأخذني إلى ضفاف المستحيل، أرى القائم من الموت، قائماً في وسطي، رغم الأبواب المغلقة، يأمرني قائلاً: “كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُك أَنَا أَيْضًا…” |
21 - 04 - 2018, 07:29 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا
وعندما أنظر الى الامام، إلى السنين القادمة، أسمع ذلك الصوت وهديره يأخذني إلى ضفاف المستحيل، أرى القائم من الموت، قائماً في وسطي، رغم الأبواب المغلقة، يأمرني قائلاً: “كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُك أَنَا أَيْضًا…” ميرسى على مشاركتك المثمرة مرمر |
||||
|