|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ربُّ الجنود إن إطلاق صفة رب الجنود على الله يبين سلطانه العظيم، فهو الذي تخدمه الملائكة النورانية، كقوله: "وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ" (عب 1: 7). لقد أكد الرب يسوع المسيح هذه الحقيقة، بقوله لبطرس الرسول: "أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟" (مت 26: 53). إن الله بلمسة واحدة قادر أن يقيم الإنسان من ضعفه الشديد، كما حدث مع دانيال النبي الذي أقامه الله عندما خارت قواه تمامًا، كقوله: "... وَأَنَا فَحَالًا، لَمْ تَثْبُتْ فِيَّ قُوَّةٌ وَلَمْ تَبْقَ فِيَّ نَسَمَةٌ؟ فَعَادَ وَلَمَسَنِي كَمَنْظَرِ إِنْسَانٍ وَقَوَّانِي" (دا 10: 17، 18). يظهر سلطان الله وقدرته بوضوح من خلال إسراع الملائكة القديسين لتتميم أوامره، فعندما طلب دانيال النبي المحبوب أن يفهم الرؤيا التي أعلنها له الله، أمر الرب جبرائيل الملاك أن يٌفَهِمَهُ الرؤيا، كقول الكتاب: "وَسَمِعْتُ صَوْتَ إِنْسَانٍ... وَقَالَ: يَا جِبْرَائِيلُ، فَهِّمْ هذَا الرَّجُلَ الرُّؤْيَا" (دا 8: 16). وبالفعل تقدم الملاك على الفور، ليتمم الأمر الإلهي. لقد وَهَب الله القوات الملائكية خدامه قوة جبارة لمساندة خائفيه من البشر. وقد أتى ملاك الرب لإيليا النبي، وهو خائر ونائم تحت الرتمة في بئر سبع ليقويه، كقوله: "ثُمَّ عَادَ مَلاَكُ الرَّبِّ ثَانِيَةً فَمَسَّهُ وَقَالَ: قُمْ وَكُلْ، لأَنَّ الْمَسَافَةَ كَثِيرَةٌ عَلَيْكَ، فَقَامَ وَأَكَلَ وَشَرِبَ، وَسَارَ بِقُوَّةِ تِلْكَ الأَكْلَةِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ" (1مل 19: 7، 8). إن الملائكة هم جنود الله، وهم لهم قوة جبارة لا يقف أمامها جيش مهما كانت قوته، كقوله: "فَخَرَجَ مَلاَكُ الرَّبِّ وَضَرَبَ مِنْ جَيْشِ أَشُّورَ مِئَةً وَخَمْسَةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا. فَلَمَّا بَكَّرُوا صَبَاحًا إِذَا هُمْ جَمِيعًا جُثَثٌ مَيِّتَةٌ" (إش 37: 36). وقد ضرب الملاكان المرسلان لسدوم أهلها الأشرار المجتمعين حول منزل لوط بالعمى، وأمطرا المدينة بنارٍ وكبريت من السماء. وضرب الله أيضًا جيش آرام بالعمى، لأنه حاصر أليشع النبي بمركبات حربية كثيرة، وهو وحيدًا في الجبل، فتمكن النبي من أسرهم بمفرده، وقادهم إلى مدينة السامرة، وأوقفهم أمام ملك إسرائيل. إن سلطان الله هو حقيقة يجب ألاَّ تغيب عن ذهن ومخيلة البشر، لأن تلك الحقيقة تهب الإنسان خشوعًا، واتضاعًا أمام عظمة الله، وتسبب له أيضًا طمأنينة لأنه بين يدي الله القدير، الذي لا يعسر عليه أمر، وهو القادر أن يحيي، ويميت، كقول حنة أم صموئيل النبي: "الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ" (1صم 2: 6). |
|