القديس الأنبا صرابامون أسقف المنوفية الشهير بأبو طرحة
نشأ هذا الأب المبارك في مديرية الشرقية باسم صليب، ولما أدرك رشده عاش في القاهرة واحترف تجارة الزيت ويطوف الشوارع، وكان من جراء ذلك أن ادعت عليه إحدى الشريرات التي كانت قد ولدت طفلًا من زنا ووضعته تحت أقدام حماره مدعية أنه قتله، ولكن الله نجاه بمعجزة، فترك الحمار وما عليه وهرب إلى البرية هربًا من الفخر العالمي الذي كان في عيون الناس الذين شهدوا المعجزة، وظل في الدير إلى أن انتخب أسقفًا للمنوفية أيام البابا بطرس الجولى.
اشتهر بالنسك والتقشف، وكان الله يجرى على يديه معجزات، وكان ينام متوسدًا مركوبه، ويأكل الدشيشة في إناء من خشب، وقد يحسن في الخفاء، وله في هذا أحداث كثيرة أما عن معجزاته فكثيرة أيضًا في شفاء الأمراض وإخراج الشياطين، وكان عندما يخرج شيطانًا يقرأ المزمور الرابع والثلاثين ويرش الماء في وجه المريض باسم (المسيح يسوع) فحدث أن سأل الشيطان مرة قبل أن يخرج ما اسمك فقال له: الأسقف صرابامون فقال: دي يا بوى هى الشياطين فيها أساقفة..
ومن أشهر من أخرَج منهم شياطين (عن كتاب نوابغ الأقباط) زهرى باشا ابنه محمد على باشا زوجه أحمد بك الدفتردار، ولذلك كانت هذه المعجزة سببًا في زيادة قدر البابا بطرس في عين محمد على وكذلك الأنبا صرابامون، لاسيما وأنه اعتذر عن قبول الأموال التي أعطاها له محمد علي قائلًا "ليس من شئون وظيفتي أن أربح بمواهب الرب مالًا يحوجني إليه فلباسي كما ترى فرجية صوف أحمر، وطعامي الخبز وطبيخ العدس، فعوض ذلك اسأل دولتكم أن تميلوا بتعطفاتكم نحو أبناء الطائفة القبطية، وتخدموا بينها المرفوتين، فأجابه إلى ذلك، وألح عليه أن يقبل تلك العطية، فأخذ منها شيئًا قليلًا، وفرقه أثناء مروره على العساكر.
وفى ولاية عباس باشا الأول أمر بإعدام جميع السحرة والمنجمين، فوش بالقديس أنه منهم، وانه شفى زهرى باشا بالسحر، فطلبه الخديوى ليقتله، وإذ به ينطلق إليه، وكان يوم الجمعة العظيمة – وقابله الخديوى باحتقار ولكنه قال له: أنا رجل مسكين، فقال له عباس – أنت شفيت زهرى باشا، فصرخ القديس بقوة في وجهه قائلًا (هذه قوة الله) فارتعب عباس وقال "آمان يا بابا آمان".
وكانت له أحداث مباركة كثيرة – ليس كلها هنا. وقد طالت أيام هذا القديس حتى أدرك عهد البابا كيرلس الرابع، كما أنه هو الذي شارك في رسامة يوحنا الناسخ قسًا بدير البراموس كما أسلفنا.
وتنيح الأنبا صرابامون ودفن مع بطريركه البابا بطرس الـ109 والبابا مرقس 108 في الكاتدرائية الكبرى.