رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القمص تادرس يعقوب ملطي
المعمودية ختان روحي بين ختان الروح وختان الجسد المعمودية ليست ختانًا للجسد كما كان في العهد القديم حيث الرموز والظلال، وإنما ختان القلب بالروح (في3: 3)، فيه يتم ليس نزع جزء من الجسد (تك 17: 10-14) بل نزع الطبيعة القديمة التي نولد بها بالخطيئة الأصلية. في هذا يقول الرسول:"وبه أيضًا ختنتم ختانًا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح، مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضًا معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات. وإذ كنتم أمواتًا في الخطايا وغلف جسدكم أحياكم معه مسامحًا لكم بجميع الخطايا. إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدًا لنا، وقد رفعه من الوسط مسمرًا إياه بالصليب" (كو 2: 11-14). في المعمودية يقوم الروح القدس نفسه بختان النفس البشرية التي يدخل بها إلى شركة الصلب مع السيد المسيح وموته ودفنه ليهبها قوة قيامته، أي يدخل بها إلى عمليتين متكاملتين: ترك القديم وأخذ الجديد، خلع وهدم للطبيعة الفاسدة التي للظلمة مع بناء وقيام طبيعة الإنسان الجديد الُمقام مع المسيح. في هذا يقول الرسول: "إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعمالهِ، ولبستم الجديد الذي يتجدَّد للمعرفة حسب صورة خالقهِ" (كو 3: 9-10). في المعمودية يقطعنا الروح القدس من الزيتونة البرية ويطعمنا في الزيتونة الجيدة (رو 11: 24) لكي ننمو في المسيح يسوع حاملين ثمر روحه القدوس فينا. كان الختان في العهد القديم جسديًا مؤقتًا، أما في العهد الجديد فروحي أبدي كختمٍ يبقى مطبوعًا في هذا العالم وفي الدهر الآتي سرّ كرامة للمجاهدين الغالبين بالرب وسرّ تبكيت للمتجاسرين المستهترين. * ينال شعب الله علامة الختان في قلوبهم من داخل، لأن السيف السماوي يقطع فضلة العقل يعني غلف الخطيئة النجسة. القديس مقاريوس الكبير |
|