رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معجزة خلق أعين للمولود أعمي وعلاقتها بالمعمودية والميلاد الجديد ليست صدفة على الأطلاق بل عمل الله الكامل أن تسمي الكنيسة الاصيلة قديما أحد المولود أعمي بأحد التناصير (أي المعمودية) ويتعمد فيه الكثيرين. وليست صدفة أيضا أن تكون قصة خلق أعين للمولود أعمي ملحمة روحية عظيمة تبدأ في الظلام وتنتهي في النور لتلخص الميلاد الجديد بحلول الروح القدس. لقد بدأت القصة بداية غير تقليدية حين سأل التلاميذ المسيح: يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى. أجاب يسوع لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه. ينبغي أن اعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل. ما دمت في العالم فأنا نور العالم.” الآيات (6-7): “قال هذا وتفل على الأرض وصنع من التفل طينًا وطلى بالطين عيني الأعمى. وقال له اذهب اغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره مرسل فمضى واغتسل وآتى بصيرًا.” من الواضح جدا في هذه الاعداد ان الخليقة الجديدة هي أن يصير الانسان “بصيرا”. وبالتالي المعمودية هي ليست طقسا بل استعلان. لذلك تجد كلمة Epiphany بالإنجليزية أو epiphaneia باليونانية القديمة تعني التجلي (او الظهور الإلهي) أو الاستعلان. وهو الاسم الذي نطلقه بالعربية على عيد الظهور الإلهي أو التجلي (والذي حدث مرئيا مرة واحدة فقط في عماد المسيح) لذلك فالمعمودية أو الميلاد الجديد هو استعلان وبصيرة جديدة. وهذا ما حدث بالضبط مع المولود أعمي. إذا الميلاد الجديد هو أن يصير المولود أعمي بصيرا يخلق له المسيح أعين جديدة يراه بها؛ أنه هو “ابن الله” ومن لا يري نفسه أعمي لن يقدر أن يقبل الميلاد الجديد لأنه يظن أنه مبصر. “قال لهم يسوع لو كنتم عميانًا لما كانت لكم خطية ولكن الآن تقولون إننا نبصر فخطيتكم باقية.” وقد ضاع هذا الجوهر العظيم في الكنيسة الارثوذوكسية الحديثة حيث أصبحت المعمودية ليست ميلادا جديدا بمفهوم الاستعلان والبصيرة بل ميلادا جديدا بمفهوم الفريضة. وبدلا من قبول الروح القدس كمرشد ومغير للنفس، أصبح قبول الروح القدس بدهن الزيت على المفاصل 36 مرة ثم صرفه من الماء كما لو أن الروح القدس هو مادة تقديس وليس عمل الله في النفس. لقد كان اليهود يظنون أيضا كما تظن الكنيسة المعاصرة اليوم بأن الانسان يولد بخطية والديه المولودين بخطية أدم “نفسها” بدلا من “طبيعة الفساد والميل للخطية” فقد قالوا للمولود أعمي صراحة: “في الخطايا ولدت أنت.” وبالتالي يظنون بان معمودية الأطفال هي غفران لخطايا ادم. كأن عمل المسيح يحتاج الي تكملة والا لضاع بسبب اهمال الناس. وتجاهلوا حقيقة جوهر المسيحية ألا وهي الخليقة الجديدة بالمسيح عن طريق عمل الروح القدس. لقد استخدم المسيح التراب الذي خلق الله منه ادم ولكنه تفل فيه من فمه ليصير خليقة جديدة بالمسيح. الحقيقة واضحة وضوح الشمس: “إنما اعلم شيئًا واحدًا أني كنت أعمى والآن أبصر.” فهل سيدرك الطفل انه كان أعمي والان هو مبصر؟ هل استعلن له شيء؟ أم هي مجرد طقوس جوفاء بحروف مسيحية فتخفي القيمة الحقيقية. الخلاصة: من قصة المولود أعمي يتضح جليا ان المعمودية هي “كنت أعمي والان أبصر عمل الله بالمسيح من خلال الروح القدس فأصير خليقة جديدة تابعة للمسيح بقيادة روحه الحي.” ” كنت أعمى والآن أبصر “، هذا هو اختبارنا الدائم كأبناء للآب السماوي. لقد كنا عميان فأنار بصيرتنا وكشف عن أعيننا فأبصرنا عجائب من شريعته، وأرانا ما اشتهي الأنبياء أن يروه، وفتح بصيرتنا لنفهم الكتب… والمعمودية تعنى الاغتسال (في بركة سلوام) لكي نصير أبناء أطهـار، والتوبة هي استمرار للاغتسال لكي نبصر جيدًا، فالتوبة هي استمرار للمعمودية-وهي الوسيلة التي بها نبصر المسيح جيدًا طوال حياتنا. فالتوبة المستمرة تغسل القلب وتجدد الذهن وتحفظ النفس منسحقة في طاعة الآب، وتكشف لها كل بركات وأسرار الآب السماوي. وقد كانت الكنيسة الأولى تقوم بعماد الموعوظين يوم أحد التناصير على اعتبار أن الشخص الذي نال سر العماد هو كالمولود أعمى الذي أبصر ولسان حاله يقول كنت أعمى والآن أبصر. هل سيسكت الشيطان؟ يقول الكتاب: “فأخرجوه خارجًا.”. ولكن وعلى الفور يكمل بعدها: “فوجده يسوع“ |
03 - 04 - 2017, 08:12 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: معجزة خلق أعين للمولود أعمي وعلاقتها بالمعمودية والميلاد الجديد
ميرسى على التامل الجميل سمسمة |
||||
04 - 04 - 2017, 11:06 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: معجزة خلق أعين للمولود أعمي وعلاقتها بالمعمودية والميلاد الجديد
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
20 - 04 - 2017, 07:10 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: معجزة خلق أعين للمولود أعمي وعلاقتها بالمعمودية والميلاد الجديد
تأملات رائْعة
موضوعك مُمَيز ربنا يبارك خدمتك |
||||
|