رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
على أن الأمر الذي تجدر بنا ملاحظته على الخصوص في هذا المجال، هو أن الفلسفة الهندية تتفق تماماً مع العقيدة البيلاجيوسية في كونها تبحث عن اصل الإثم الشامل في سقوط كل إنسانٍ بمفرده. فكلتا النظريتين تتفقان على أن البشرية تتألف من مجموعٍ اعتباطي من النفوس التي تعيش منذ الأزل، أو على الأقل منذ قرونٍ عديدة ومديدة، بعضُها إلى جانب بعض، ولا علاقة لإحداها بالأخرى من حيث الأصل أو الجوهر، على كلٍّ منها أن تهتم بمصيرها الخاص. فكلُّ واحدة من هذه النفوس سقطت وحدها، وهي تنال أجرها الذي تستحق، وتبذل قصارى جهدها لتخليص ذاتها بقدر ما تقوى عليه. وما يقرب الناس بعضهم من بعض هو في الواقع الشقاء الذي فيه يتواجدون جميعاً، ولذلك فالشفقة أو العطف هي أسمى الفضائل. على أن لهذه النظرية مضموناً واضحاً بعد، وهو أن الذين يحيون حياةً محظوظة على الأرض يستطيعون أن يُركنوا إلى ناموس المجازاة ويفتخروا من ثم بفضائلهم، محتقرين غير المحظوظين يكونون -بموجب الناموس عينه - قد نالوا رغم كل شيءٍ ما يستحقون. |
|