v يقول (بولس الرسول): "أيها الإخوة، أنا لست أحسب نفسي أني قد أدركت، ولكني أفعل شيئًا واحدًا: إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام، أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع. فليفتكر هذا جميع الكاملين منا" (في 3: 13-15).
إنه يقول إن الكمال في هذه الحياة أن ننسى ما هو وراء، وأن نسعى مُتقدِّمين نحو الهدف الموضوع أمامنا. فإن الهدف الآمن بالنسبة لمن يبحث، أن يستمر في البحث حتى يبلغ إلى ما يهدف إليه ويصارع لأجله. أما الهدف السليم فهو ذاك الذي ينبع من الإيمان. فإن الإيمان الأكيد هو بطريقة ما بدء المعرفة، والمعرفة الأكيدة تتكمل بعد هذه الحياة، حين نراه وجهًا لوجه (1 كو 13: 12).
إذن ليكن فينا هذا الفكر، فنعرف أن الانجذاب نحو البحث عن الحق أكثر أمانًا من الغطرسة بأننا نعرف ما لا نعرفه. إذن ليتنا نبحث كمن يجد، وإذ نجد نحسب أننا نبدو أننا نبحث، لذلك "إذ أتم الإنسان فحينئذٍ يبتدئ" (راجع سي 18: 6).