قد أخبر الأب أورياما في الرأس 7 من المجلد الأول بأنه كان في إحدى مدن بلاد أسبانيا إنسانٌ أثيمٌ منافقٌ، قد كان أسلم ذاته بجملتها للشيطان، ولم يكن قط أعترف بخطاياه، بل جميع الخير الذي كان هو يصنعه لم يكن شيئاً آخر سوى تلاوته كل يومٍ مرةً واحدةً السلام الملائكي، تكريماً لوالدة الإله. فيخبر الأب أوسابيوس نيارامبارك: بأنه حينما دنا الإنسان المومى إليه من ساعة الموت، قد ظهرت له في الحلم العذراء المجيدة، وحدقت فيه نظرها، فهذه الرمقة بعيني أم الرحمة المملؤتين رأفةً، قد فعلت في قلبه تغييراً عجيباً بنوع أنه حالاً طلب أحد الكهنة ليعترف بمآثمه، واذ جاء الكاهن فهو أقر لديه بخطاياه كلها بندامةٍ شديدةٍ، مذرفاً من عينيه تياراتٍ من الدموع. ونذر على ذاته الدخول في أحدى الرهبنات أن بقي هو في الحياة وهكذا مات.**