رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أن القوة البشرية ضعيفة أمام آلام الحياة ونكد الدنيا، وما أقل اصطبار الإنسان على احتمالها، ومن يجتاز في الحياة متحملا أثقالها على كاهله دون أن يسقط مرار قبل وصوله أول رحلة من سيره، ولكن لنعلم أن الله لا يدعنا نحمل عبء الحياة ومتاعبها وأحزانها وحدنا بل يضع النيران على أعناقنا ويحمله معنا ويخفف عنا الأحمال. لا يتركنا ولا ينسانا، وبينما نظن أنه بعيد عنا يكون هو أقرب إلينا من نفوسنا، وكلما أحاطت بنا غيوم الحيرة والارتباك ازددنا تعليما بدرس الثقة بالله والاتكال عليه وحده والخضوع لعنايته وليس لنا الحق أن نعرف أيضًا كل تصرفات الله معنا كما لا يستطيع الولد الصغير أن يعرف تأديبات وتصرفات أبيه معه. غير أن لنا في مواعيده الأمينة أن لا يتركنا عند الضيق والتجربة، ولا يهملنا في أوان الحزن والشدة بل في أشد الأهوال وأصعب الأحوال يلقى في قلوبنا ملء الإيمان ويهبنا العزاء الوافر ويصدق علينا قوله لبطرس: لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع بك ولكنك ستفهم فيما بعد يو (13: 7) هكذا نحن لا نفهم أعمال الله معنا في زمن الافتقاد والبلوى. ولكن إذا صبرنا والتصقت قلوبنا به حينئذ تتجلى لنا محبته ويفيض علينا عزاءه، لقد أجاز الرب شعبه إسرائيل في البحر. ثم أدخلهم إلى البرية. ثم جاء بهم إلى أرض الموعد، وهكذا يقود الله شعبه مرارا كثيرة ويجيزهم في الماء والنار والجبال والقفار ويأتي بهم أخيرًا إلى الراحة. فطوبى لمن يخضع لمشيئته ولا يتذمر على عنايته وأعماله. |
|