منذ أن قال الرب: «جيل شرير فاسق يطلب آية...»، كان على السامعين أن يفهموا أنه بعد صلبه هو مزمع أن يقوم في اليوم الثالث، كما وضَّح بكلامه هذا أن اليهود كانوا حينئذ أكثر شراً وفسقاً من أهل نينوى الذين نادوا بصوم ونوح لابسين المسوح مع توبة حقيقية من قلوبهم بمجرد أن بشَّرهم يونان - بعد أن خرج حياً في اليوم الثالث من بطن الحوت - أنهم بعد ثلاثة أيام سيهلكون جميعاً إن لم يتوبوا. وإذ رجعوا عن آثامهم مؤمنين بأن الله رحيم وشفوق على كل الذين يرجعون عن شرهم، نالوا طلبهم بأن لا تنقلب المدينة عليهم.
لقد سمح الله أن يقبل أهل نينوى الأُمميون تحذير يونان من غضب الله عليهم، فتابوا، وذلك توبيخاً لليهود الذين لم يقبلوا كلام الأنبياء وتحذيراتهم لكي يرجعوا إلى الله(4).