علاقتي الحميمة مع الله
لقد كتبت هذا الفصل خصيصاً للذين فتحوا باب قلوبهم ونفوسهم ليسوع المسيح، الذين سلموا أنفسهم له، الذين بدأوا الحياة المسيحية. ولكن أن تصير مسيحياً شيء، وأن تكون مسيحياً شيء آخر. وها نحن نقتصر في حديثنا هنا عن: {ماذا يعني أن تكون مسيحياً}؟ لقد أخذت خطوة بسيطة ودعوت المسيح لكي يدخل حياتك مخلصاً ورباً. آنئذٍ صنع الله معجزة عظيمة إذ أعطاك حياة جديدة وولدت من فوق ودخلت ضمن عائلة الله وأصبحت ابناً له. ربما لم تشعر بتغيير عند ولادتك الروحية كما لم تشعر بشيء طبعاً عند ولادتك الجسدية. ومع ذلك فإنك عندما ولدت جسدياً صرت شخصية جديدة مستقلة، وهكذا لما ولدت ثانية (من فوق) أصبحت روحياً خليقة جديدة في المسيح.
ولكن (ربما يخطر لك على بال): أليس الله أباً لجميع الناس؟ أليس جميع الناس أولاد الله؟ كلا! فإن الكتاب المقدس يميز بوضوح وصراحة بين أبوة الله العامة التي تمتد إلى جميع الذين خلقهم وصنعهم، وبين أبوته الخاصة المحدودة وهي تختص بالذين ولدهم ثانية في المسيح. إن الله خالق الجميع، ولكنه آب فقط لأولئك الذين قبلوا يسوع المسيح مخلصاً لهم. ويوضح الرسول يوحنا ذلك في بداءة إنجيله بقوله: {جاء (أي يسوع) إلى خاصته، وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا… من الله} (يوحنا 11:1 – 13). هذه العبارات الثلاث وأعني بها: {الذين قبلوه} و {المؤمنون باسمه} و {الذين ولدوا… من الله}، كلها تتحدث عن الأشخاص ذاتهم، فأولاد الله هم أولئك {الذين ولدوا من الله}، والذين ولدوا من الله هم أولئك الذين قبلوا المسيح في حياتهم والذين آمنوا باسمه.
فإذا أردنا إذاً أن نفهم ماذا يعني أن تكون مسيحياً، وذلك كما يعلمنا الكتاب المقدس، علينا أن نعرف امتيازات أولاد الله ومسؤولياتهم.