لم ينل القديس أنبا أمون شهرة فائقة كالقديس أنبا أنطونيوس أو القديس مقاريوس الذي جاء بعده. بل وكان ينطلق إلى نتريا ليصلي في الكنيسة هناك، وذلك ربما بسبب ما اتسم به من الخجل والحياء الشديد، هذا بجانب هروبه من الجماهير ورفضه عمل المعجزات، بدعوى أنه لم ينل هذه الموهبة. لكن هذا لا يقلل من دوره الحيّ في الحركة الرهبانية، كأول مؤسس لها في هذه المنطقة، بل وتتلمذ على يديه آباء عظماء، وإن كان قرب منطقة نتريا من العمران مع شهرة آبائها سبب الكثير من المشاكل الكنسية، فكانت مطمع الأريوسيين والخلقيدونيين لمحاولة فرض سلطانهم على الكنيسة بإخضاع هؤلاء الآباء لهم، لهذا بعدما ازدهرت منطقتا نتريا والقلالي حتى بعد نياحة الأنبا أمون بدأت حركة هجرة للرهبان منهما. زار القديس بالاديوس نتريا بعد نياحة أمون بنصف قرن، حيث قدر عدد رهبان جبل نتريا بخمسة آلاف من بينهم 600 متوحدًا، ويوجد كنيسة ضخمة بجوارها بيت خلوة للضيوف، وكان الكل يمارس العمل اليدوي. كان من بينهم ثمانية كهنة يخدمون الكنيسة.